رويترز: سكان غزة يعودون للأواني الفخارية لتبريد المياه في صيف قائظ بلا كهرباء

وبالإضافة إلى صعوبات العثور على المياه وتخزينها، يواجه الفلسطينيون أزمة إنسانية مع نقص الغذاء والوقود وانتشار الأمراض مثل شلل الأطفال.

رويترز – مصدر الإخبارية

في خضم المعاناة من نقص الكهرباء في قطاع غزة الذي نزح كل سكانه تقريبا، انتعشت حرفة صنع الأواني الفخارية الفلسطينية التقليدية مع اشتداد الحاجة إلى تبريد المياه في قيظ الصيف.

وقال بهجت صبري عطا الله، صاحب أحد مصانع الفخار، “هذه الصناعة من الصناعات اليدوية القديمة، هي صناعة تراثية اللي بتجسد علاقة الإنسان الفلسطيني بدرجة ارتباطه بأرضه وبتاريخه. طبعا الصناعة هذه اليوم زاد الطلب عليها كثيرا بسبب الحصار وبسبب عدم وجود الكهرباء. اليوم الناس بتستعيض عن التلاجات وعن الميه الباردة بالأواني الفخارية لأنه من خواص الفخار انه هو بيعمل على تبريد المياه وبالتالي إنه الطلب على هذه الصناعة صار كبير”.

وبالإضافة إلى صعوبات العثور على المياه وتخزينها، يواجه الفلسطينيون أزمة إنسانية مع نقص الغذاء والوقود وانتشار الأمراض مثل شلل الأطفال.

وأضاف عطا الله “في ظل الحصار وفي ظل الحرب الموجودة ونقص الوقود ونقص الكهرباء احنا بنشتغل بشكل يدوي بعد ما كنا نشتغل الفخار هذا على الآلات وعلى المكن. اليوم استعضنا عنه بالماكينة التي بتشتغل عليها الرجل (الساق). أيضا كمان طريقة الحرق… أصبحت اليوم على الخشب والخشب عنا اليوم سعره عالي جدا بسبب فقدان الوقود وعدم وجود غاز الطهي بنستعيض عنه بالأخشاب”.

ومضى يقول “كان زمان معظم الطلب على الفخار كان للطهي اليوم مفيش عنا لحوم مفيش عنا خضروات وبالتالي بطل الطلب على الطهي. اليوم الناس، الطلب على الأواني المتعلقة بالشرب، الأباريق أزيار (خوابي) المياه، اليوم الصناعة بتتركز على الأواني المتعلقة بالشرب فقط”.

ومع ارتفاع حرارة الصيف بشدة، لم يجد صاحب متجر يدعى محمود خضر إلا إبريق من الفخار يبرد فيه المياه التي يشربها بسبب انقطاع الكهرباء وصعوبات أخرى كثيرة.

وقال “هذا الإبريق اللي حاطه أنا جنبي، هذا الإبريق باحط فيه (أملأه) ميه بابردها، أنت شايف الدنيا كيف حر كتير طبعا، هاي الإبريق بيحفظ الميه لفترة معينة. وطبعا هذا الإبريق ما كنتش أشوفه إلا في زمن أجدادنا وإحنا رجعنا لزمن أجدادنا الأول، الزمن القديم جدا.. جدا لا يوجد عنا لا كهرباء ولا حتى فلتر ولا أي إشي يعني مقومات الحياة صفر إحنا بنعاني كتير.. كتير، من الميه، من الكهربا، من سوء التغذية من كل الأشياء اللي حوالينا بنعاني منها”.