مفاوضات الدوحة.. ما توقعات نجاحها وفشلها؟

قطاع غزة_مصدر الإخبارية:

تنطلق اليوم الخميس في الدوحة جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد دعوة علنية مشتركة غير اعتيادية وجَّهها الأسبوع الماضي قادة الولايات المتحدة ومصر وقطر إلى كل من “إسرائيل” وحركة “حماس”.

وتنعقد الجولة بمشاركة مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية، “وليام بيرنز”، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، ورئيس الموساد “ديفيد برنياع” الذي سديترأس الوفد الإسرائيلي المفاوض.

وترفض حركة حماس المشاركة في المفاوضات، مشترِطةً التزاماً إسرائيلياً واضحاً بما اتُّفِق عليه في مطلع تموز/يوليو المنصرم، لكنها ستكون على استعداد للقاء الوسطاء بعد ذلك، للحصول على تحديث، ومعرفة ما إذا كانت “إسرائيل” ستقدم اقتراحا جديا للصفقة.

ويرى المحلل السياسي عدنان الصباح أن جولة المفاوضات الحالية تكتسب أهميتها الاستثنائية من أن الولايات المتحدة ترى فيها فرصة لتوفير الظروف المناسبة لوقف التصعيد في المنطقة، وتجنُّب حرب إقليمية.

ويقول الصباح في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، إن فرص نجاح جولة المفاوضات الحالية مرتفعة خاصة بعد بلوغ التوترات لذروتها بعد إغتيال اسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر.

ويتابع الصباح أن “الإعلان المباشر من قبل محور المقاومة بقيادة إيران بعزمه شن هجوم مباشر على إسرائيل رداً على الاغتيالات، وقبوله فقط بوقف إطلاق النار بغزة لعدم تنفيذ الرد”.

ويشير إلى أن واشنطن تركز حالياً على الوصول لوقف إطلاق النار ولو المرحلة الأولى على أقل تقدير، منبهاً أن الخطر يتمثل فى التزام اسرائيل بالمرحلة الأولى والعودة للقتال بعدها.

ويؤكد أن هناك خطر ثاني يتعلق بأن يتجه الاحتلال مع تنفيذ المرحلة الأولى في غزة أن يصعد عدوانه في الضفة الغربية وأن يستفرد بها.

من جانبه يتوقع المحلل رياض حلس، أن تحمل نتائج إيجابية فيما بتعلق بوقف إطلاق النار بغزة.

ويقول حلس في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، إن ظروف المنطقة عقب إغتيال هنية وشكر من قبل إسرائيل هيأت أوضاعاً لتوسع الحرب على غزة إلى حرب إقليمية قد تلحق خسائر كبيرة بجميع الأطراف.

ويضيف أن نجاح المفاوضات حلس مرتبط أيضاً بمدى الصلاحيات التي منحها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للوفد المفاوض، والضغط الأمريكي لتذليل العقبات المتعلقة بمحور فيلادلفيا وعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة والفيتو الإسرائيلي على أسماء بعض الأسرى الفلسطينيين.

وبحسب وسائل إعلام عبرية، أوفَد طاقم المفاوضات الإسرائيلي كاملًا الخميس إلى الدوحة مع “كبار أعضاء الفريق المفاوض”، وسيكون من بين أعضائه المستشار السياسي لـ”نتنياهو” “أوفير فليك”، ورئيس الشاباك “رونين بار”، ومسؤول ملف المفقودين في جيش الاحتلال “نيتسان ألون”.

وتمسك “نتنياهو” في جولات المفاوضات السابقة بشرطين: بقاء قواته في محور “فيلادلفيا” على الحدود المصرية الفلسطينية؛ وتواجُد قواته في محور “نتساريم” وسط قطاع غزة وتفتيش العائدين إلى شمالي الوادي “لمنع آلاف المسلحين من العودة إلى شمال القطاع” على حد تعبيره.

كما اشترط نتنياهو أن تحصل إسرائيل على قائمة بأسماء المحتجزين الإسرائيليين الأحياء الذين سيتم إخلاء سبيلهم في المرحلة الأولى من صفقة التبادل، وحصولها أيضا على حق النقض (الفيتو) فيما يتعلق بأسماء الأسرى الفلسطينيين الوازنين، وترحيلهم إلى خارج الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويقول حلس إن عدم مشاركة حماس في قمة الدوحة ليس فيها مدلول كبير حيث أن قيادة الحركة لم تحضر ولا مرة قمة مفاوضات مباشرة مع وفد مفاوضات اسرائيلي – وجها لوجه – على طاولة واحدة، إنما كانت المفاوضات تدار بشكل غير مباشر كما حدث سابقا في مفاوضات شاليط.

ويؤكد أن التقارير الغربية التي تتحدث بأن طريق اسرائيل في حربها على غزة انتهت بعد أن استنفدت عملياتها العسكرية الأساسية في القطاع، ولا تستطيع تحرير الأسرى باستمرار الحرب وأنها لا تستطيع بأساليبها الحالية إزالة الحركة عن الخارطة دون المباشرة في تحقيق استقرار هادئ بالطرق السياسية والدبلوماسية بما يؤدي إلى دولة فلسطينية، شكلت رسالة لنتنياهو حول الواجب فعله بخصوص المفاوضات.

ويجدد التأكيد أن هناك عناصر أخرى قد تساعد هذه المرة في انجاح قمة الدوحة وهي تجنب حدوث حرب اقليمية في المنطقة مع إيران وحزب الله في حالة إن جاء الرد على اغتيال شكر وهنية كبيراً.

ويلفت المحلل حلس، إلى أنه وفقاً للتقارير العبرية فإن نتنياهو تنازل عن شروطه التعجيزية التي وضعها لمنع أي اتفاق سابق تنازل عنها.

من جانبه، يستبعد المحلل صلاح حميدة أن تنجح مفاوضات الدوحة إلا حال كان هناك قرار أمريكي حول الأمر، بهدف نزع فتيل التوتر بالمنطقة، واقتراب الانتخابات الأمريكية.

ويوضح حميدة في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أنه حال كان هناك قرار أمريكي بوقف إطلاق النار فإنه سيكون لمدة قصيرة تقتصر على المرحلة الأولى، وهناك إجماع أمريكي إسرائيلي على ذلك.

ويرجح أن ينصب الجهد الأمريكي على إقناع اسرائيل بتنفيذ المرحلة الأولى حالياً مع التأكيد لإسرائيل على إمكانية عودتها للقتال.

وكان قادة الأجهزة الأمنية قد بعثوا رسالة إلى نتنياهو حثوه فيها على توسيع التفويض والتقدم نحو إنجاز الصفقة، وقالوا فيها “إن وقت المختطفين المحتجزين في غزة آخذ بالنفاد”.