دولت الطناني.. فلسطينية نهشتها الكلاب البوليسية ورفضت النزوح من منزلها

خاص- مصدر الإخبارية

في داخل مخيم جباليا شمال قطاع، تعيش المُسنة دولت الطناني “68 عامًا”، التي أُصيبت بجروح خطيرة جراء هجوم أحد كلاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال عمليته العسكرية البرية في المخيم في شهر أيار (مايو) الماضي.

في تاريخ 10 مايو ألقى الجيش مناشير تُطالب فيه سكان مخيم جباليًا بالإخلاء فورًا، إلا أنّ المُسنة الطناني رفضت التهجير قسرًا كما عاشت في عام 1948.

“أصرت الحجة دولت على البقاء في المنزل ورفضت المغادرة مع العائلة، وقالت إنها لن تريد أن تُهاجر مجددًا وستعيش وتموت فيه”، هذا ما أفاد به نجل شقيقها سامر.

وفي ليلة 14 أيار المشؤومة، كعادتها يوميًا تُصلي الطناني العشاء وتذهب إلى فراشها للنوم، ولم تتوقع أن يقتحم جيش الاحتلال المنزل، ويطلق عليها أحد كلابه البوليسية.

يقول سامر ل”شبكة مصدر الإخبارية”: “الحجة دولت رأت الموت أمام عينيها عندما هجم عليها الكلب البوليسي وعلى ظهره الكاميرا لرصد ما يفعله بها، بشراسة إذ نهش ذراعها وسحبها إلى خارج الغرفة”.

ويخبرنا بأن الكلب غرس بأسنانه الحادة ذراع عمته إلى أن فقدت أحد عظام الذراع، وظل مستمرًا في نهشه وجرها على الأرض، لحين طلب منه الجيش المغادرة.

ويكمل قوله عن الليلة المأساوية التي عاشتها المُسنة: “تركها الاحتلال تنزف وحاولت أن تستنجد بالجيران علّها تجد من يساعدها ولكن اكتشفت لم يبقَ أحد في المنطقة وبقيت تنزف حتى الصباح”.

ويُضيف أنّه عم هدوء نسبي في معسكر جباليا حاولت الخروج بين ضيق زقاق المخيم لمسافة طويلة حتى وصلت إلى الشارع العام ورأوها الشبان ونقلوها إلى عيادة اليمن السعيد في جباليا.

ويتابع أنّه نظرًا لخطورة حالتها الصحية حوّلت إلى مستشفى كمال عدوان ومن ثم مستشفى العودة تمكن الأطباء من التغيير على مكان إصابتها فقط، مشيرًا إلى أنها بحاجة إلى إجراء عملية جراحية بشكل فوري.

ويلفت سامر أنّ المستشفيات لم تستطع إجراء العملية للمسنة دولت بسبب عدم توفر الإمكانات اللازمة خاصة أنتا كبيرة في السن.

ويردف أنّ في شمال غزة عثروا على إبرة تسمم واحدة فقط، منوهًا إلى أنّ وضعها الصحي الحالي مستقر نوعًا ما، ولكن بحاجة إلى عناية مكثفة من ناحية العلاج والطعام.

لا زالت تعيش المسنة دولت أوضاعًا صعبة وبحاجة إلى طعام وأدوية لاستعادة صحتها، لكن شمال غزة يُعاني من نقص حاد في الطعام والخضراوات واللحوم الأدوية والأدوات الطبية، ولا تجد ما تأكله سوى المعلبات.

وعن ذلك يقول سامر: “عمتي بحاجة لفتيامينات وطعام صحي وأدوية، وأهل الخير قدموا لها لحوم معلبة رغم أنها حتى اللحظة لم تفيدها وأيضًا وفروا لها مضادات حيوية لكنها لا تكفي لحالتها الصحية”.

لم تغب الليلة المشؤومة عن ذهن المسنة دولت الطناني، ولم تعشها يومًا واحدًا فقط بل تعيشها يوميًا بعد أذان العشاء تُصاب بهستيريا كأنها ترَ الكلب مرة أخرى يهجم عليها وتسرد ما حدث معها.

ويفيد سامر بأن العائلة لم تتمكن من السيطرة على حالتها التي تعيشها وتخشى من تدهور وضعها الصحي، منوهًا إلى أنّ عائلتها لم تستطع الخروج من شمال إلى الجنوب لإجراء عملية جراحية لها بسبب الحواجز الإسرائيلية.

ويُطالب مؤسسات حقوق الإنسان والصليب الأحمر الأحمر والجهات المعنية كافة، بالعمل بشكل فوري لمساعدتها و إخراج من الشمال إلى إحدى مستشفيات الجنوب لاستكمال العلاج وإجراء عملية جراحية اللازمة لها قبل أن تفقد حياتها.

وانتشر مقطع فيديو لاعتداء الكلب الإسرائيلي على المسنة دولت الطناني، على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تسرب من الكاميرا التي كان يحملها الكلب البوليسي.

وعقب على الحادثة المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره جنيف)، بالقول إن “استخدام الجيش الإسرائيلي الكلاب البوليسية لمهاجمة المدنيين خلال عملياته الحربية في غزة، إلى جانب استخدامها في ترويع ونهش واغتصاب الأسرى والمعتقلين في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية يعتبر سلوكاً ممنهجاً ومتبعاً بشكل واسع النطاق”.

ووثق المرصد عشرات الحالات التي استخدمت فيها القوات الإسرائيلية الكلاب البوليسية الضخمة خلال عملياتها في غزة، لا سيما خلال مداهمة المنازل والمستشفيات ومراكز الإيواء.