الكونجرس الأمريكي يوافق على تعديل ينكر عدد الشهداء في غزة

وتم إقرار التعديل، وهو جزء من مشروع قانون المخصصات السنوية لوزارة الخارجية، بأغلبية 269 صوتًا مقابل 144 صوتًا. وانضم إلى التصويت 62 ديمقراطيا، بينما لم يصوت لصالحه سوى اثنين من الجمهوريين.

واشنطن – مصدر الإخبارية

صوتت أغلبية أعضاء الكونجرس  الأمريكي ، بما في ذلك أكثر من 60 ديمقراطيًا، لصالح تعديل من شأنه أن يمنع وزارة الخارجية من استخدام إحصاء وزارة الصحة في غزة لعدد ضحايا حرب الإبادة التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

منع مجلس النوّاب الأميركي وزارة الخارجية الأمريكية من الاستشهاد بالأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزّة وإحصاءاتها لشهداء العدوان الإسرائيلي.

وقد مرّ القانون في المجلس، أمس الخميس، بأغلبية 269 صوتاً من الجمهوريّين وعشرات الديموقراطيين مقابل معارضة 144، وذلك في إطار تعديل مشروع إنفاق وزارة الخارجية لعام 2025.

وسيتّم النظر في التعديل من قبل مجلس الشيوخ لتُلغى كافة المناقشات الرسمية المتعلّقة بالوفيات والإصابات الناجمة عن الحرب، في حال صادق المجلس على القرار.

يأتي التصويت على هذا القرار إثر تواصُل الاتهامات الإسرائيلية لوزارة الصحة الفلسطينية بتضخيم الأرقام لأسباب سياسيّة، وذلك رغم إعلان الأمم المتّحدة أنّ تلك الأرقام يُعتمَد عليها، علماً أنّ وزارة الصحة الفلسطينية هي الجهة الرسمية الوحيدة التي تتتبّع إحصائيات الوفيات في غزّة.

تحدثت عضوة الكونجرس رشيدة طليب في قاعة الكونجرس قائلة إن التعديل هو في الأساس “إنكار للإبادة الجماعية”.

وقالت طليب، النائبة الفلسطينية الوحيدة في الكونجرس الأمريكي، في قاعة مجلس النواب: “من المثير للاشمئزاز أن يدعم زملائي تشريعًا يمنع المسؤولين الأمريكيين حتى من الاستشهاد بعدد القتلى الفلسطينيين”

وأضافت، “إنهم يريدون محو الفلسطينيين الذين ما زالوا على قيد الحياة، والآن يحاولون محو الفلسطينيين الذين ماتوا. وهذا إنكار للإبادة الجماعية”.

وفي حين أن التشريع من شأنه أن يجبر وزارة الخارجية على عدم استخدام حصيلة الشهداء، فإن إدارة بايدن كانت قد أثارت بالفعل الشكوك حوله في وقت مبكر من الحرب.

وقال بايدن في مؤتمر صحفي في أواخر أكتوبر/تشرين الأول: “ليس هناك أي فكرة بأن الفلسطينيين يقولون الحقيقة بشأن عدد القتلى”.

وأثارت هذه التعليقات موجة من الغضب ليس بين الفلسطينيين فحسب، بل أيضا بين جماعات حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية العاملة على الأرض في غزة.

وقال محمد خضر، مدير السياسات في الحملة الأمريكية للعمل من أجل الحقوق الفلسطينية، لموقع ذا انترسبت، إن التعديل جزء من اتجاه المشاعر المعادية للفلسطينيين في الكونجرس منذ بداية الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في غزة. “وبمنع أي اعتراف بعدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ أكتوبر/تشرين الأول، فإن هذا التعديل يعد مثالا واضحا على إنكار الإبادة الجماعية ولا يختلف عما حدث تجاه ضحايا الإبادة الجماعية في رواندا وأرمينيا”.

وصوّت مجلس النوّاب أيضاً على تعديل آخر تضمّن حظر أموال دعم الرصيف العائم في شاطئ غزّة، الذي قدّمه النائب الجمهوري مايك والتز وحظي بأغلبية 209 أصوات مقابل معارضة 200 له.
وأوضح والتز أنّ الجهود الأميركية لبناء الرصيف العائم «فاشلة»، منتقداً الكلفة المالية المخصّصة له ومطالباً إدارة بايدن بإغلاق الرصيف بشكل رسمي.