لبنانيون يستعدون للحرب بعد تهديدات حزب الله لإسرائيل وقبرص

وجعل تحذير نصر الله الذي هدد إسرائيل أيضا بضربات دقيقة وواسعة النطاق كثيرين من اللبنانيين يستعدون لتصعيد محتمل.

رويترز – مصدر الإخبارية

لا تريد اللبنانية تارا ثابت أن ترى بلادها تنزلق إلى حرب واسعة النطاق مع إسرائيل لكنها مثل كثيرين من بني جلدتها تستعد لصراع محتمل بعد تهديدات جديدة من جماعة حزب الله المسلحة ضد كل من إسرائيل وقبرص.

وفاجأ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كثيرين يوم الأربعاء حين قال إن قبرص، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي والأقرب جغرافيا للبنان، قد تنجر إلى صراع الجماعة مع إسرائيل الذي يدور بالتوازي مع حرب غزة. ونفت قبرص الانحياز لأي طرف في أي صراع.

وجعل تحذير نصر الله الذي هدد إسرائيل أيضا بضربات دقيقة وواسعة النطاق كثيرين من اللبنانيين يستعدون لتصعيد محتمل.

وقالت تارا (32 عاما) لرويترز في بيروت يوم الخميس “الوضع شوية بيقلق لأنه بتطلع لكل شيء صار من تمانية أشهر لهلأ (إلى الان)… ما حدا عم بيوقفهم وأكيد ما بدنا حرب معهم لكن إذا هيدا تضامن مع الشعب في غزة فليكن”.

وردا على سؤال عما إذا كان التهديد لقبرص قد أثار قلقها، قالت تارا إن ذلك قد يعرقل خططها للزواج المدني. وفي لبنان، تخضع قوانين الأحوال الشخصية لمحاكم كل دين، مما يدفع كثيرين من الأزواج من خلفيات دينية مختلفة إلى السفر لمدة 40 دقيقة بالطائرة إلى قبرص للزواج أمام القضاء.

وأضافت أن من المجهد العيش في ظل هذا القدر الكبير من عدم اليقين الذي يمثل “حياتنا كلنا ببيروت… وفيه شوية إنكار إن بتصير فيه حرب في الجنوب لكن باشتغل كأن ما في شيء”.

ويرى كثيرون من اللبنانيين أن صراع حزب الله المستمر منذ ثمانية أشهر مع إسرائيل هو أحدث حلقة في سلسلة من الانتكاسات في الآونة الأخيرة، من عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا إلى انفجار مرفأ بيروت عام 2020 والأزمة الاقتصادية التي سحقت الليرة المحلية وقضت على مدخراتهم في البنوك.

وقال سامي المصري، وهو رجل أعمال من الجنوب يبلغ من العمر 38 عاما ويدير مقهى في بيروت، إن الضربات الإسرائيلية منعته من اصطحاب عائلته إلى التلال في جنوب لبنان لقضاء عطلات نهاية الأسبوع، مثلما يفعلون عادة في الصيف.

وهذا يعني إنفاق أموال أكبر للوصول إلى الشواطئ الخاصة القريبة من بيروت لكن هذا لن يكون ممتعا أيضا، كما يقول المصري.

وقال لرويترز “إنتي مش مبسوطة لأنك بالفعل ما بتعرفي في أي لحظة… محضرين باسبوراتنا، محضرين شنطنا، محضرين حالنا”.

وقد فر بالفعل نحو 90 ألف لبناني من منازلهم في الجنوب. وغادر البعض لبنان، ويقيم آخرون مع أقاربهم، بينما يعيش الأشخاص الذين يعانون مصاعب اقتصادية في ملاجئ جماعية، بما في ذلك في مدينة صيدا الساحلية.

وظهرت بانا بعلبكي، إحدى سكان صيدا التي تحدثت إلى رويترز في حي السوق بالمدينة، ووجهها يكتسي بشجاعة وهي تقول “ما عندي خوف لأن إحنا مش (لسنا) أحسن من أهل غزة ولا أهل الجنوب”.

لكن آخرين، مثل صاحب المتجر قاسم قرام، عبروا عن مخاوفهم.

وقال قرام “طبعا كله خيفان واللي ما بيقولك مش خيفان بيكذب على حاله”.

وأضاف “كل واحد بيحكي على مسؤوليته الخاصة. يعني امبارح (أمس) أول مرة السيد (حسن نصر الله) وسع النطاق الى دولة أوروبية. لو هو ما واثق من نفسه وواثق من الحكي اللي هو بيحيكيه وعنده معطيات ما بيطلع يحكي هذا الكلام”.