ماذا تقول الاستخبارات الأمريكية عن رؤية السنوار لمفاوضات وقف إطلاق النار؟

وأضاف المسؤولون، وفقا لتقييم الاستخبارات، أن السنوار يشعر بالثقة في أن "حماس" في وضع يسمح لها بالتعامل مع المفاوضات من مركز قوة.

واشنطن – مصدر الإخبارية

قال مسؤولون أمريكيون، لشبكة سي ان ان، إن الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن يحيى السنوار، الزعيم القوي لحركة “حماس” في غزة، والذي يُعتقد أنه صانع القرار الرئيسي للحركة بشأن أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، يعتقد أن “حماس” على الأرجح قادرة على النجاة من محاولة إسرائيل لتدميرها. 

وأضاف المسؤولون، وفقا لتقييم الاستخبارات، أن السنوار يشعر بالثقة في أن “حماس” في وضع يسمح لها بالتعامل مع المفاوضات من مركز قوة.

وتابعت هذه المصادر أن هدف “حماس” هو البقاء، وهذا سيكون بمثابة انتصار لها، ويعتقد السنوار أن “حماس” قادرة على الصمود بينما تتدهور مكانة إسرائيل العالمية مع استمرار الحرب في غزة، التي أودت بحياة آلاف المدنيين، وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن يحيى السنوار “يعتقد أنه يفوز”.

وبالنسبة للمفاوضين الأمريكيين الذين يسعون إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين “حماس” وإسرائيل، فإن هذا تقييم محبط. 

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لعائلات الرهائن الأمريكيين المحتجزين في غزة في اجتماع في تل أبيب، الثلاثاء، إن مصير المقترح الأخير يقع على عاتق السنوار.

 

وبينما تضغط الولايات المتحدة على أولئك الذين لهم تأثير على “حماس” لدفع الحركة لقبول الصفقة، أوضح بلينكن أن الولايات المتحدة تعتقد أن السنوار هو “صانع القرار النهائي”.

وأضاف: أعتقد أن هناك من أثروا، لكن التأثير شيء، واتخاذ القرار شيء آخر، ولا أعتقد أن أي شخص آخر غير قيادة حماس في غزة يمكنه اتخاذ القرارات وهذا ما ننتظره”.

وقال بلينكن إن رد “حماس” على الاقتراح سيكشف عن أولويات الحركة: “نحن ننتظر الرد من حماس، وهذا سيكشف لنا الكثير عما يريدون، وما يبحثون عنه، ومن يهتمون، هل يعتنون بشخص واحد قد يكون آمنا في الوقت الحالي في حين أن الأشخاص الذين يدعي أنه يمثلهم ما زالوا يعانون من تبادل إطلاق النار من صنعه؟ أم أنه سيفعل ما هو ضروري لنقل هذا الأمر إلى مكان أفضل، للمساعدة في إنهاء معاناة الناس وللمساعدة في تحقيق الأمن الحقيقي للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء؟.

وإذا كان السنوار يعتقد أن المجموعة قادرة على الصمود في وجه الغزو الإسرائيلي، فهذا يعني أنه لا يشعر بعد بالضغط الكافي للتوصل إلى اتفاق ينهي القتال حتى مع استمرار سقوط المدنيين الفلسطينيين.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الثلاثاء، أن السنوار وصف وفاتهم بأنها “تضحيات ضرورية”، في رسائل راجعتها الصحيفة.

وقال السنوار لقيادة “حماس” السياسية في قطر مؤخرا، وفقا لإحدى الرسائل: “الإسرائيليون موجودون حيث نريدهم”. 

ورغم أن تاريخ الرسالة غير واضح لكنه يشير إلى أن السنوار يضغط من أجل استمرار الصراع.

وسعى المسؤولون الأمريكيون علنا إلى تصوير السنوار على أنه قاسٍ تجاه مقتل المدنيين الفلسطينيين ولا يهتم إلا بالحفاظ على بقائه الشخصي.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي  للصحفيين، الثلاثاء: “لا ينبغي أن يكون صدمة لأحد أن السنوار لا يهتم على الإطلاق بحياة الفلسطينيين الأبرياء الذين حوصروا في هذه الحرب، الحرب التي بدأها”.

ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن السنوار، الذي كان أحد المخططين الرئيسيين لهجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، ظل طليقا في منطقة الأنفاق الشاسعة المخفية تحت غزة، ويتحرك بشكل متكرر وربما محاطا برهائن كدروع بشرية.

ووفقا لمصدر مطلع، كافحت الاستخبارات الأمريكية لتعقبه لكنه استمر في توجيه مواقف “حماس” خلال المفاوضات، وغالبا ما يستغرق وصول الرسائل إليه أياما، مما يؤدي إلى إبطاء العملية.

ولا يزال كل من السنوار والمسؤول العسكري الكبير في “حماس”، محمد ضيف، على قيد الحياة.

 وحتى لو قتلت إسرائيل 15 ألفا من مقاتلي “حماس”، كما تزعم، فإن هذا يعني أن ما يقرب من نصف القوة القتالية المقدرة للحركة لا تزال في ساحة المعركة.

وكان السنوار، وهو شخصية قديمة في الحركة الإسلامية الفلسطينية، مسؤولاً عن بناء الجناح العسكري لـ”حماس” قبل إقامة علاقات جديدة مهمة مع القوى العربية الإقليمية كزعيم مدني وسياسي للحركة.

وانتخاب لعضوية المكتب السياسي الرئيسي لحركة “حماس” في 2017 كزعيم سياسي للحركة في غزة، ومع ذلك، فقد أصبح منذ ذلك الحين الزعيم الفعلي للمكتب السياسي، وفقًا لبحث أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.

وأشارت استطلاعات الرأي الإقليمية إلى أن “حماس” أصبحت لا تحظى بشعبية في غزة قبل هجوم 7 أكتوبر، وأشار بعض المحللين إلى أن الحركة ربما شنت الهجوم جزئيا لمحاولة حشد بعض الدعم المحلي.