اجتماع لـ”التنفيذية” يبحث تطورات خطة الضم وتأكيد التضامن مع لبنان

رام الله – مصدر الإخبارية

عقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم الخميس اجتماع برئاسة الرئيس محمود عباس، وذلك في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.

وبدأ اجتماع اللجنة بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح ضحايا حادث الانفجار الأليم في مرفأ بيروت، مؤكدة التضامن الكامل مع لبنان قيادة وشعبا، والاستعداد التام لوضع جميع امكانات دولة فلسطين لمُساعدة الأشقاء في لبنان في هذه المحنة العصيبة.

وبحثت “التنفيذية” آخر التطورات السياسية، وخاصة المُتعلقة بمواجهة وإسقاط خطة الضم والأبرتهايد المُسماة (صفقة القرن).

وأكد الرئيس عباس أنه يقوم باتصالات مع من القادة العرب، ورؤساء عدة دول منها روسيا، والصين، ودول الاتحاد الأوروبي، واندونيسيا، وتركيا، وسويسرا، وجنوب افريقيا، والنرويج، وبريطانيا، والاتحاد الافريقي،  وغيرها من دول العالم والمنظمات الإقليمية، ولذلك لوضع نقاط ارتكاز لائتلاف دولي ضد الضم والأبرتهايد، والتمسك بالقانون الدولي والشرعية الدولية ومُبادرة السلام العربية وبما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967، وحل قضايا الوضع النهائي كافة دون استثناء استنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وأكدت اللجنة على دعمها التام للاستراتيجية الفلسطينية باستمرار العمل من أجل بناء ائتلاف دولي ضد الضم وضد خطة ترمب– نتنياهو، خطة الضم والأبرتهايد والاستيطان، والإصرار على عقد مؤتمر دولي للسلام كامل الصلاحيات على أساس القانون الدولي والشرعية الدولية والمرجعيات المحددة وبما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.

ولفتت التنفيذية إلى أنه في حال أقدمت سُلطة الاحتلال على تنفيذ الضم بأي شكل من الاشكال، فإن على سُلطة الاحتلال (إسرائيل) تحمل مسؤولياتها كافة استناداً لميثاق جنيف الرابع لعام 1949.

وعبرت “التنفيذية” عن تثمينها لمواقف المجتمع الدولي التي رفضت خطة الضم والأبرتهايد التي تسعى لتكريس وترسيخ الاحتلال بمسميات تحدد هدف ديمومة الاحتلال الإسرائيلي كأساس لحل الصراع حسب طروحاتها التي تستند إلى الإملاءات وشريعة الغاب بدلا من القانون الدولي والشرعية الدولية، مؤكدة الالتزام التام بقرار القيادة الفلسطينية في تاريخ 19/5/2020، والذي أعلن من خلاله الرئيس محمود عباس بأن منظمة التحرير في حل من كل الاتفاقات مع سُلطة الاحتلال (إسرائيل) والإدارة الأميركية، وأية تفاهمات، وعدم تجزئتها بأي شكل من الأشكال.

في نفس الوقت دعت اللجنة التنفيذية أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان إلى التكاتف والتضامن والتعاضد، مُشددة على استمرار بذل كل جهدٍ ممكن لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة على الأرض لمواجهة مُخططات الضم والأبرتهايد، وعلى أهمية المُشاركة الجماهيرية الواسعة في فعاليات المُقاومة الشعبية على الأرض ضد الاستيطان الاستعماري والتي كان آخرها الإعلان عن بناء 1000 وحدة استيطانية فيما يُسمى بالمشروع الاستيطاني الاستعماري (E1)، وكذلك انتزاع الولاية على الحرم الابراهيمي الشريف من بلدية الخليل ووضعها تحت إملاءات سُلطة الاحتلال، ما يشكل خرقا فاضحا للقانون الدولي والشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة إضافة إلى حواجز الخنق والحصار، وهدم البيوت، والتطهير العرقي، والإعدامات الميدانية واحتجاز جثامين الشهداء، والاستيلاء على الأراضي وغيرها من العقوبات الجماعية وجرائم الحرب، الأمر الذي يتطلب استمرار بذل كل جهد مُمكن من خلال فرض عقوبات على سلطة الاحتلال (إسرائيل) ومحاكمة المسؤولين الإسرائيليين عن جرائم الحرب المُرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني أمام المحكمة الجنائية الدولية التي عليها تسريع آليات عملها وذلك بهدف تحقيق العدالة لأبناء شعبنا وضمان عدم استمرار وتكرار جرائم الحرب المُرتكبة بحقه.

ووجهت اللجنة التنفيذية تحية للأسرى والمعتقلين الأبطال، وصمودهم أمام سياسات التعذيب والإهمال الصحي والعزل، مُجددة المُطالبة بإطلاق سراح الأسرى الأبطال وخاصة على ضوء تفشي وباء كورونا وفشل مساعي المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية الدولية الزام سُلطة الاحتلال (إسرائيل) بوجوب الإفراج عن الأسرى المرضى، وكبار السن، والنساء، والأطفال، والمعتقلين الإداريين، وأهمية تضافر كل الجهود للإفراج عن الأسير البطل كمال أبو وعر المُصاب بالسرطان وفيروس كورونا، والمتوجب الإفراج عنه فورا حتى يتمكن من الحصول على الرعاية الصحية اللازمة.

ووجهت اللجنة التنفيذية التحية لأبناء الشعب الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة الصامدين أمام كل محاولات الاحتلال الهادفة إلى تدمير المؤسسات الوطنية الفلسطينية في المدينة، واستمرار التطهير العرقي، ومحاولات تفريغ عاصمتنا من أبنائها الصامدين المُرابطين القابضين على الجمر، أمام ممارسات الاحتلال من اعتقالات واستدعاءات يومية لرموز العمل الوطني في المدينة المقدسة كما جرى مع محافظ القدس وقادة الأجهزة الأمنية، والقيادات السياسية من مختلف فصائل العمل السياسي الفلسطيني.

في سياق متصل بحثت اللجنة التنفيذية تفشي وباء الكورونا في العديد من مدننا وقرانا ومخيماتنا، وأكدت دعمها التام لقرارات الرئيس باستمرار إعلان حالة الطوارئ، ودعم الحكومة لما تقوم به من جهود جبارة لمواجهة فيروس كورونا وحصر انتشاره، مجددين الدعوة لأبناء شعبنا الفلسطيني بضرورة الالتزام بالبروتوكول الصحي وخاصة التباعد الاجتماعي، ولبس الكمامات، وعدم التنقل والتجمهر في ظل الارتفاع بعدد الإصابات.

على صعيد آخر تقدمت اللجنة التنفيذية من حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة بوفاة شقيقه خليل الشيخ، رحمه الله واسكنه فسيح جناته.