الدولار يصعد مع انحسار شهية المخاطرة في ظل أزمة كورونا

اقتصادمصدر الاخبارية

صعد الدولار متأثرا بتراجع شهية المخاطرة في المعاملات المبكرة في لندن، اليوم الخميس، حيث تترقب الأسواق بيانات الوظائف الأمريكية وأنباء بشأن مفاوضات مساعدة مالية في واشنطن.

وزادت شهية المخاطرة أمس الأربعاء في الدولار بعدما كشفت بيانات معهد إدارة التوريدات في الولايات المتحدة أن الطلبيات الجديدة في قطاع الخدمات قفزت إلى مستوى قياسي مرتفع، لكنها أظهرت أيضا تراجع التوظيف مما يشير إلى أن تعافي سوق العمل يتعثر.

وتراجع مؤشر الدولار مقابل سلة عملات حيث بلغ أدنى مستوى في عامين عند 92.495 في الساعة 0608 بتوقيت جرينتش ثم ارتفع بحلول الساعة 07:00 بتوقيت جرينتش ليجري تداوله بانخفاض 0.1 % خلال اليوم عند 92.713.

وسجل اليورو أعلى مستوى في عامين مقابل الدولار عند 1.1916 دولار مع قرب نهاية المعاملات الآسيوية ثم تراجع إلى 1.1876 دولار.

وتلقى اليورو دعما من بيانات مؤشر مديري المشتريات أمس الأربعاء التي كشفت أن اقتصاد منطقة اليورو بدأ في التوسع مقابل الدولار

وصعد الدولاران الأسترالي والنيوزيلاندي، الأعلى مخاطرة، أثناء الليل لكنهما تراجعا مع بدء تعافي الدولار، وبحلول الساعة 07:11 بتوقيت جرينتش، جرى تداول الدولار الأسترالي مقابل 0.71905 دولار أمريكي بانخفاض 0.1 % خلال اليوم. وتراجع الدولار النيوزيلاندي 0.2 % إلى 0.6639 دولار.

وصعدت الكرونة السويدية ونظيرتها النرويجية مقابل الدولار حيث سجلت الكرونة السويدية أعلى مستوى منذ منتصف 2018، وتراجع الفرنك السويسري مقابل اليورو مما يشير إلى حذر في السوق إزاء التعافي في أوروبا.

وقال تقرير في موقع “أويل برايس” الأميركي إن هناك سابقة تاريخية في مثل هذه الأزمة، حيث إنه عام 1985 عندما ارتفعت قيمة الدولار الأميركي عقدت مجموعة الدول الخمس الكبرى -التي تضم الولايات المتحدة وألمانيا الغربية واليابان وفرنسا والمملكة المتحدة- اجتماعا في سبتمبر/أيلول بفندق بلازا في نيويورك.

وفي ذلك الوقت كان من الضروري تطبيق مفهوم التعددية واتخاذ إجراءات منفصلة لإعادة تنظيم استقرار سعر الصرف ومواجهة الدولار القوي في أوائل الثمانينيات.

وكان اتخاذ مثل هذا الإجراء مهما، ولا سيما بالنسبة لألمانيا الغربية واليابان وقتها، واللتين كانتا خصمين سابقين يستأثران بزيادة الإنتاج الصناعي الأميركي تأثره بالدولار

وبحسب تقرير أويل برايس، عقد وزير الخزانة الأميركي السابق جيمس بيكر هذا الاجتماع، معربا عن قلقه بشأن تزايد مشاعر الحمائية بين أصحاب المصالح الصناعية الأميركية بسبب عجز ميزانية الولايات المتحدة والفائض الذي سجلته اليابان وألمانيا.

واستند الاجتماع -الذي عقد سرا- إلى علاقة بيكر الوثيقة بالرئيس رونالد ريغان آنذاك، وعلى الرغم من أن فكرة بيكر تتناقض بشكل صارخ مع سياسة ريغان بشأن السيطرة على التضخم في الدولار قوي فإن الرئيس أعجب بالفكرة مع أنه كان يدرك أن الحمائية ستلحق الضرر بالأسواق أكثر من تعزيز المصالح المحلية على المدى الطويل، وفق تقرير أويل برايس.