مجلس النواب الأمريكي يقر مشروع قانون مساعدة إسرائيل
وافق مجلس النواب الأميركي، السبت، بدعم واسع من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، على حزمة تشريعية بقيمة 95 مليار دولار توفر مساعدات أمنية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان، رغم اعتراضات مريرة من المتشددين الجمهوريين.
وينتقل التشريع الآن إلى مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الديمقراطية، والذي أقر إجراء مماثل قبل أكثر من شهرين. وحث زعماء الولايات المتحدة، من الرئيس الديمقراطي جو بايدن إلى زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون على طرح المشروع للتصويت.
ومن المتوقع أن يوافق مجلس الشيوخ على الإجراء الأسبوع المقبل، ويرسله إلى بايدن للتوقيع عليه ليصبح قانونًا.
ولوح نحو عشرة من المشرعين الديمقراطيين بأعلام أوكرانية صغيرة عندما أصبح من الواضح أن جزءًا من الحزمة كان في طريقه إلى المرور. وقال جونسون للمشرعين إن ذلك يعد “انتهاكا لللياقة”.
اختار جونسون هذا الأسبوع تجاهل تهديدات الإطاحة من قبل الأعضاء المتشددين في أغلبيته المنقسمة 218-213، ودفع الإجراء الذي يتضمن حوالي 60.84 مليار دولار لأوكرانيا في الوقت الذي تكافح فيه لمحاربة الغزو الروسي المستمر منذ عامين.
ويتضمن مشروع القانون أيضًا أموالًا لإسرائيل ومساعدات أمنية لتايوان
تتضمن الحزمة غير العادية المكونة من أربعة مشاريع قوانين أيضًا أموالًا لإسرائيل، ومساعدة أمنية لتايوان وحلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وإجراء يتضمن عقوبات، وتهديدًا بحظر تطبيق الوسائط الاجتماعية المملوك للصين” توكتوك”، والنقل المحتمل للأصول الروسية المصادرة إلى أوكرانيا.
وقال البيت الأبيض في بيان يوم الجمعة “العالم يراقب ما يفعله الكونجرس، إن إقرار هذا التشريع من شأنه أن يبعث برسالة قوية حول قوة القيادة الأمريكية في لحظة محورية”.
وتحث الإدارة مجلسي الكونغرس على إرسال حزمة التمويل التكميلي هذه بسرعة إلى مكتب الرئيس.
وقد أعرب بعض الجمهوريين المتشددين عن معارضتهم القوية لتقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا، حيث قال البعض إن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل هذه المساعدات نظرا لارتفاع ديونها الوطنية البالغة 34 تريليون دولار. وقد أثاروا مرارا التهديد بإقالة جونسون، الذي أصبح رئيسا للبرلمان في أكتوبر بعد أن أطاح المتشددون في الحزب بسلفه كيفن مكارثي.
وقال جونسون للصحفيين يوم الجمعة “إنه ليس التشريع المثالي، إنه ليس التشريع الذي كنا سنكتبه لو كان الجمهوريون مسؤولين عن مجلس النواب ومجلس الشيوخ والبيت الأبيض”.
“هذا هو أفضل منتج ممكن يمكننا الحصول عليه في ظل هذه الظروف للوفاء بهذه الالتزامات المهمة حقًا”.
وقال النائب بوب جود، رئيس تجمع الحرية المتشدد بمجلس النواب، للصحفيين يوم الجمعة، إن مشاريع القوانين تمثل “انزلاقًا إلى هاوية أزمة مالية أكبر وسياسات أمريكا الأخيرة التي تعكس بايدن و(زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك) شومر و(ترامب)”. زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم) جيفريز، ولا تعكس الشعب الأمريكي”.
لكن المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، الذي يتمتع بنفوذ كبير في الحزب، أعرب في 12 أبريل عن دعمه لجونسون وقال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس إن بقاء أوكرانيا مهم للولايات المتحدة.
وتوفر مشاريع القوانين مبلغ 60.84 مليار دولار لمعالجة الصراع في أوكرانيا، بما في ذلك 23 مليار دولار لتجديد الأسلحة والمخزونات والمرافق الأمريكية؛ 26 مليار دولار لإسرائيل، بما في ذلك 9.1 مليار دولار للاحتياجات الإنسانية، و8.12 مليار دولار لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاركوفا، اليوم السبت، إن التشريع الأمريكي الذي يقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان “سيعمق الأزمة في جميع أنحاء العالم”.
وقالت زاخاروفا عبر تطبيق تيليجرام: “المساعدة العسكرية لنظام كييف هي رعاية مباشرة للنشاط الإرهابي”. “بالنسبة لتايوان، هذا تدخل في الشؤون الداخلية للصين. وبالنسبة لإسرائيل، فهو طريق مباشر إلى التصعيد وزيادة غير مسبوقة في التوتر في المنطقة”.
ردود بايدن ومجلس النواب
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان يوم السبت: “عند نقطة المنعطف الحاسمة هذه، اجتمعوا للرد على نداء التاريخ، وتمرير تشريع الأمن القومي الذي نحن في أمس الحاجة إليه والذي ناضلنا منذ أشهر من أجل تأمينه”. وأوضح كذلك أن الحشود ستقدم لإسرائيل وأوكرانيا “دعمًا حاسمًا” ومساعدات إنسانية لمواقع مختلفة مثل غزة والسودان وهايتي، و”تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
وأوضح بايدن بعد ذلك أن الحزمة الأمنية تصل في وقت “بالغ الإلحاح”، وحث مجلس الشيوخ على إرسالها إليه للتوقيع عليها.
“مجلس النواب يقف مع إسرائيل”، هكذا كان عنوان بيان مجلس النواب الأميركي يوم السبت. وبعد التصويت على “المساعدات الأمنية الحيوية”، أصدر مجلس النواب بيانا أكد فيه دعمه لإسرائيل، قائلا إن التصويت كان “رسالة قوية وملموسة مفادها أن أمريكا تقف إلى جانب حليفتنا إسرائيل وهي تحارب العدوان الإيراني ووكلائه الإرهابيين”.
وأشاد البيان كذلك بالأغلبية في مجلس النواب، وأشاد “بقيادة رئيس مجلس النواب جونسون والزعيم الديمقراطي جيفريز في إقرار الإجراء”. وأوضح مجلس النواب أن هذا الإجراء سيساعد في مكافحة “التهديد النووي الإيراني وتشديد العقوبات ضد حماس وغيرها من الوكلاء الإرهابيين الإيرانيين”.
