الصين تدعو جنوب أفريقيا إلى تعزيز أربع شراكات في العصر الذهبي

شينخوا– ترجمة مصدر الإخبارية:
دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الثلاثاء الصين وجنوب أفريقيا إلى تعزيز شراكاتهما في الأبعاد الأربعة خلال زيارة الدولة التي يقوم بها للدولة الأفريقية.
وصرح شي بذلك خلال اجتماعه مع نظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا هنا في المركز الإداري للبلاد.
وقبيل وصوله، قال شي في مقالته الموقعة التي نشرتها وسائل إعلام جنوب أفريقيا، إن العلاقات المزدهرة بين الصين وجنوب أفريقيا “دخلت “عصرا ذهبيا”، وتتمتع بآفاق واسعة ومستقبل واعد”.
وخلال لقائه مع رامافوسا، دعا الزعيم الصيني الجانبين إلى أن يكونا شريكين استراتيجيين يتمتعان بثقة متبادلة رفيعة المستوى، مضيفا أن “الصداقة الحميمة والأخوة” هي الجودة الحقيقية للعلاقات الثنائية.
وقال شي إنه يتعين على الجانبين تعزيز التبادلات والتعاون بين المجالس التشريعية والأحزاب السياسية والجيشين، ومواصلة دعم كل منهما للآخر في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الرئيسية لكل منهما.
وأضاف أن الجانب الصيني يرغب في تعزيز التبادلات بين الأحزاب والتعاون التدريبي مع جنوب أفريقيا، ومساعدة المؤتمر الوطني الأفريقي في بناء معهد القيادة الأفريقية.
وقال شي إن الصين وجنوب أفريقيا يجب أن تكونا شريكتين في التنمية لتحقيق التقدم المشترك.
ووصف المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين بأنها السمة المميزة للتعاون بين الصين وجنوب أفريقيا، قائلا إنه يتعين على الجانبين التركيز على دفع مبادرة الحزام والطريق، وتنفيذ البرامج التسعة للتعاون الصيني-الإفريقي، فضلا عن مبادرة الحزام والطريق. البرنامج الاستراتيجي العام للتعاون بين البلدين، وتوطيد التعاون في مجالات القوة وتعزيز نقاط نمو جديدة للتعاون.
وعلى مر السنين، شهدت العلاقات الثنائية ما وصفه شي بأنه “قفزة التنمية”، من الشراكة إلى الشراكة الاستراتيجية، ثم إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وأظهرت الإحصاءات الرسمية أن التجارة الثنائية في عام 2022 وصلت إلى 56.74 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل 20.1 في المائة من التجارة الصينية-الإفريقية. وفي النصف الأول من العام، تجاوزت التجارة الثنائية 28.25 مليار دولار، بزيادة 11.7 في المائة على أساس سنوي.
وظلت الصين أكبر شريك تجاري لجنوب أفريقيا لمدة 14 عاما على التوالي، بينما ظلت جنوب أفريقيا أكبر شريك تجاري للصين في أفريقيا لمدة 13 عاما على التوالي.
وفي الوقت نفسه، كانت جنوب أفريقيا إحدى الدول الأفريقية التي تمتلك أكبر مخزون من الاستثمارات الصينية، والذي ارتفع إلى 10 مليارات دولار. وقد خلقت أكثر من 200 شركة صينية في جنوب أفريقيا أكثر من 400 ألف فرصة عمل محلية، كما تتسابق شركات جنوب أفريقيا للاستثمار في السوق الصينية لاغتنام فرص الأعمال الوفيرة.
والجدير بالذكر أن جنوب أفريقيا كانت أول دولة أفريقية تنضم إلى تعاون الحزام والطريق. وتزداد كعكة التعاون الثنائي اتساعا مع انتشار نبيذ جنوب أفريقيا وشاي الرويبوس وهلام الصبار في السوق الصينية، في حين تكتسب السيارات والأجهزة المنزلية ذات العلامات التجارية الصينية شعبية متزايدة بين الأسر في جنوب أفريقيا.
وفي بيان مشترك بين البلدين صدر يوم الثلاثاء بعد اجتماع الرئيسين، سيدرس الجانبان العمل نحو التعاون الثنائي والتآزر في إطار مبادرة الحزام والطريق وأطر خطة إعادة الإعمار والإنعاش الاقتصادي.
كما تعهد الجانبان بمواصلة السعي لتعزيز التعاون في المجالات الرئيسية مثل البنية التحتية والخدمات اللوجستية، والتجارة والاستثمار، والتصنيع، والتصنيع الزراعي، والطاقة والموارد، والقطاع المالي، والاقتصاد الرقمي، والعلوم والتكنولوجيا، والتنمية الخضراء، بحسب البيان.
وخلال المحادثات، قال شي إن الصين ستوسع وارداتها من منتجات جنوب أفريقيا وتشجع المزيد من الشركات الصينية على الاستثمار في جنوب أفريقيا.
وفي معرض إشارته إلى أن الحد من الفقر وبرامج التنمية الزراعية والتنشيط الريفي هي مكونات مهمة في التحديث الصيني، قال إن بكين ترغب في تعزيز تبادل الخبرات مع جنوب أفريقيا ومساعدة البلاد في تنفيذ مشروع القرية التجريبية للحد من الفقر.
كما أوضح شي ضرورة أن يكون البلدان شريكين صديقين يتمتعان بتفاهم متبادل عميق وحسن نية، قائلا إن الروابط الشعبية الأوثق يمكن أن تكون أفضل شهادة على الصداقة بين البلدين.
إن الصين مستعدة للاستفادة بشكل جيد من آليات مثل تحالف التعليم المهني بين الصين وجنوب أفريقيا لتعزيز التعليم المهني في البلدين، وتعزيز التبادلات والتعاون في توظيف الشباب، ومساعدة جنوب أفريقيا على تدريب المزيد من المواهب المطلوبة بشكل عاجل لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما قال.
وأضاف شي أنه يتعين على الجانبين تعزيز التعاون السياحي، ودعم مؤسسات وشركات البحث العلمي لتعزيز التعاون التكنولوجي والبحوث المشتركة، من أجل تحقيق المزيد من المنافع للشعبين.
كما رحبت جنوب أفريقيا في البيان المشترك بتحديد جنوب أفريقيا ضمن أفضل 20 دولة في مجال الترويج السياحي الجماعي من قبل السياح الصينيين. وتدعم الدولة الإفريقية زيادة وتيرة الرحلات الجوية المباشرة بين جنوب إفريقيا والصين.
ودعا الزعيم الصيني الجانبين إلى تعزيز اهتمامات السلام والاستقرار العالميين.
وتأتي قمة البريكس هذا العام في وقت حيث يواجه العالم شكوكا متزايدة وتغيرات متسارعة لم يسبق لها مثيل منذ قرن من الزمان.
وحث شي الصين وجنوب أفريقيا على أن تكونا شريكتين عالميتين تدعمان العدالة، قائلا إن الاستقلال مبدأ يلتزم به الجانبان.
وقال شي إن الجانب الصيني يدعم جنوب أفريقيا في لعب دور أكبر في الشؤون الدولية والإقليمية، ويقف على استعداد للعمل مع جنوب أفريقيا والدول النامية الأخرى لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية.
وقال أيضاً إن بكين مستعدة أيضاً للانضمام إلى العالم النامي في ممارسة التعددية الحقيقية، وزيادة تمثيل وصوت دول الجنوب العالمي في الحوكمة العالمية، وتعزيز التعاون في قضايا مثل تغير المناخ والأمن الغذائي وخطة الأمم المتحدة لعام 2030 للتنمية المستدامة.
وكانت الصين وأفريقيا، في نظر شي، تنتميان دائما إلى مجتمع ذي مستقبل مشترك. وأخبر رامافوسا أنه في عالم يمر بتحولات واضطرابات، يحتاج الجانبان إلى تضامن وتعاون أقوى من أي وقت مضى.
وفي بيانهما المشترك، أكد الجانبان مجدداً عزمهما على مواصلة تعزيز التعاون فيما يتعلق بالشؤون الأفريقية ودعم الاتحاد الأفريقي في حل الصراعات الأفريقية سلميا.
وأعربت الصين في الوثيقة عن دعمها للجهود التي تبذلها الدول الأفريقية والمنظمات الإقليمية تحت رعاية الاتحاد الأفريقي لتقديم حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية، بما في ذلك دعم الانضمام المبكر للاتحاد الأفريقي إلى عضوية مجموعة العشرين.
ووصف رامافوزا الصين بأنها أخ وصديق وشريك مخلص لبلاده، قائلا إن الصين قدمت دعما قيما لجنوب أفريقيا في نضالها من أجل الاستقلال والتحرير الوطني وكذلك تنميتها الوطنية. وأشار أيضًا إلى دعم الصين في الوقت المناسب لبلاده خلال جائحة كوفيد-19.
وقال إنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 25 عاماً، التزمت جنوب أفريقيا بقوة بمبدأ صين واحدة، مضيفا أن البلدين يتقاسمان نفس المواقف أو مواقف مماثلة بشأن العديد من الشؤون الدولية الكبرى.
وقال رامافوزا أيضاً إنه في عالم اليوم الذي يواجه العديد من التحديات الشديدة والمعقدة، تأمل جنوب أفريقيا ودول الجنوب العالمي الأخرى في تعزيز الوحدة والتعاون مع الصين، من أجل مواجهة التحديات معًا بشكل أفضل، والدفع نحو عالم أكثر مساواة وعدالة وعقلانية.
اقرأ أيضاً: ما أبرز القضايا التي ستكون على طاولة زيارة وزيرة التجارة الأمريكية إلى الصين؟