حشد تُحذر من تداعيات تسييس العمل الإنساني والإغاثي بالأراضي الفلسطينية

غزة – مصدر الإخبارية

حذرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني حشد الاثنين، من تداعيات تسييس العمل الإنساني، في ظل العجز المستمر في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية الخاصة بالأرضي الفلسطينية.

وأكدت الهيئة الدولية “حشد” على أن تسيسس العمل الإنساني سينعكس على واقع الفئات الأكثر هشاشة بالمجتمع الفلسطيني وبشكل خاص في قطاع غزة.

وطالبت المجتمع الدولي بضرورة الوفاء بالتزاماته نحو الضغط على سلطات الاحتلال، لجهة تحملها مسئولياتها الإنسانية تجاه سكان الإقليم المحتل وفقاً لأحكام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك إنهاء احتلالها وحصارها للأراضي الفلسطينية المحتلة.

ودعت المجتمع الدولي ومجتمع الممولين بسرعة العمل من أجل تغطية العجز الكبير في برامج العمل الإنسان بالأراضي الفلسطينية بما يُعزّز الكرامة الإنسانية للسكان، وخاصةً للفئات الاجتماعية الضعيفة والمهمشة.

وأكدت على ضرورة تعزيز التكامل والشراكة فيما بين المؤسسات المحلية والدولية العاملة في مجال العمل الإنساني، واعتماد الرابطة الثلاثية بين الإغاثة والتنمية وصنع السلام، بما ينسجم مع قرارات الشرعية المتعلقة بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره وسيادته على موارده وثرواته.

ويصادف الـ19 من شهر أغسطس/ آب من كل عام اليوم العالمي للعمل الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة، وهو مناسبةٌ سنوية تخصصها الجمعية العامة للأمم المتحدة لرفع الوعي حول ملايين الناس الذي يعرّضون أرواحهم للخطر.

وتهدف الأمم المتحدة من تخصيصه إلى تقديم الغذاء والمياه وغيرها من المساعدات لمن هم في حاجة ماسّة إليها في النزاعات، وفي الكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ.

وأحيت الأمم المتحدة اليوم العالمي للعام الجاري تحت عنوان “مهما كان” للتأكيد على التزام العاملين بالمجال الإنساني على التزاماتهم بتقديم المساعدة.

وأشارت حشد، إلى أن “المناسبة جاءت هذا العام ولا يزال الشعب الفلسطيني يتعرض لحملة انتهاكات ممنهجة يقترفها الاحتلال بحق الفلسطينيين ومقدراتهم، ما أدى لتفاقم الأوضاع الإنسانية في الأراضي المحتلة.

وبحسب المعلومات المتوفرة فإن نحو (2.1) مليون إنسان فلسطيني بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، إلى جانب الارتفاع غير المسبوق لمعدلات الفقر والبطالة، وانعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة، جراء استمرار الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من ستة عشر عامًا.

وأردف: “يُواجه العاملون في المجال الإنساني قيود الاحتلال الإسرائيلي المفروضة على وصولهم وأدائهم لأدوارهم ومسئولياتهم، والتي في أحيان كثيرة تعرض حياتهم للخطر أثناء عملهم الإنساني”.

ولفتت إلى أنه منذ بداية عام 2023 أصيب حوالي 77 عاملاً في المجال الصحي بجروح، ولحقت الأضرار بنحو 30 سيارة إسعاف، فيما سجّلت جمعية الهلال الأحمر (383) حالة اعتداء على طواقمها في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال عام 2022.

ومن بين الانتهاكات الإسرائيلية سُجلت 29 حالة أدت إلى عرقلة استجابة سيارات الإسعاف لحالات الطوارئ، و(331) حالة مُنع فيها المسعفين من الوصول إلى أماكن الإغاثة، و(14) حالة تعرضت فيها طواقم ومتطوعو الهلال الأحمر لهجمات مباشرة.

وسلّطت الضوء على الأزمة المالية المتجددة التي تعاني منها وكالة أونروا ووقف أو تقليص المساعدات الإنسانية التي تُقدمها عدة مؤسسات دولية لسكان قطاع غزة كبرنامج الغذاء العالمي، والذي أعلن خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي عن تعليق المساعدات الغذائية لأكثر من 200 ألف فلسطيني، أي حوالي 60% من الحالات المستفيدة.

وحذرت “حشد” من تعليق كامل نشاطاته الغذائية والنقدية مع نهاية شهر أغسطس/ آب الحالي حال استمرت الأزمة المالية، الأمر الذي سينعكس بشكل كارثي على مجمل حالة حقوق الإنسان للسكان في الأراضي المحتلة.

وستحد تقييدات الاحتلال من قدرة المنظمات المختلفة العاملة في مجال العمل الإنساني، على الاستجابة للحاجات الناجمة عن انتهاكات الاحتلال والحصار المستمر، مما يضعف من قدرته على الصمود.

واستنكرت الصمت الدولي الذي يستغله الاحتلال بالإمعان في انتهاكاته المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، مما يعمق الأزمة الإنسانية التي يعيشها منذ ما يزيد عن 16 عامًا.

أقرأ أيضًا: حشد: تكرار جرائم القتل يُمثّل استخفافًا إسرائيليًا بمنظومة حقوق الإنسان والقانون الدولي