يديعوت: أربع خطوات تمنع حربًا متعددة الجبهات

شؤوون إسرائيلية – مصدر الإخبارية
ترجم موقع أطلس للدراسات والبحوث مقالاً عن غيورا آيلاند الجنرال المتقاعد في القوات المسلحة الإسرائيلية، ورئيس الأمن القومي الإسرائيلي بين عامي 2004 – 2006، يتحدث عن حرب متعددة الجبهات عبر صحيفة يديعوت أوحرونوت.
ثمة خط يربط بين رسالة وزير الدفاع في شهر آذار حين دعا الى وقف الإصلاح القضائي بسبب الوضع الأمني، وبين زيارته المغطاة إعلاميا أمس على الحدود اللبنانية. بعد خمسين سنة من حرب يوم الغفران، ازداد تهديد الحرب.
السبب الأساس هو تغيير إيران في مركزه ويجد تعبيره في ثلاثة أمور: أولا، إيران “تشعر بخير” أكثر – روسيا تحتاجها، الصين تغازلها، السعودية تنبطح والولايات المتحدة تخشى. ثانيا، إيران تنجح في أن تتزود وتزود فروعها بسلاح دقيق. حتى قبل نحو عقد، كان السلاح الدقيق تفوقا إسرائيليا حيال صواريخ ومقذوفات صاروخية “غبية” للعدو. اما اليوم، فتدفع إيران قدما بنجاح انتاج الصواريخ والمسيرات الهجومية او تحويلها الى دقيقة.
ثالثا، تؤمن إيران بانها إذا ما نجحت في “توحيد” الساحات وتفعيل حزب الله من لبنان، ميليشيات من سوريا، العراق بل وحتى من اليمن، هجوم مباشر من إيران، وأخيرا – إثارة الفلسطينيين في المناطق بل والكثير من مواطني إسرائيل العرب، كلهم بشكل منسق، فان إسرائيل لن تتمكن من الصمود امام هذا.
هذا لا يعني ان الحرب مؤكدة، وليس واضحا متى، إذا كان على الاطلاق، سيعتقد الإيرانيون أنه نشأت الظروف المناسبة، لكن الحديث يدور عن سيناريو خطير أكثر ومعقول أكثر مما قدرنا حتى قبل تسعة أشهر. ونعم، الإيرانيون بالتأكيد متشجعون أيضا مما يقدرونه كضعف إسرائيلي. يدفع هذا التشجيع بحزب الله ان يزيد الاستفزازات، وكنتيجة لذلك الاحتمالية لفتح الحرب تزداد أيضا.
ثمة أربعة أمور يتعين على حكومة إسرائيل أن تفعلها: أولا، ان تفهم بان هذا تهديد من شأنه ان يتطور الى تهديد وجودي في غضون أشهر وبالتالي من الصواب وقف الانشغال بالترهات، التي تمس بشدة بالجيش وبالشرطة. مؤرخ يحلل سياسة حكومة إسرائيل بعد 50 سنة او بعد 2000 سنة سيصعب عليه ان يصدق ما الذي كان على جدول اعمال الحكومة وكيف دهورت عن عمد إسرائيل الى وضع يصعب عليها فيه الدفاع عن نفسها.
ثانيا، يجب ان نشرح للعالم مسبقا بانه إذا فتح حزب الله النار فان الامر سيتسبب بحرب رسمية مع دولة لبنان وليس فقط مع حزب الله. اعلان وزير الدفاع أمس كان صحيحا، لكنه ليس بديلا عن الحوار مع الولايات المتحدة في هذه المسألة.
ثالثا، تعرف إسرائيل كيف تعطي تحصينا معقولا للسكان. لكن ليس للبنى التحتية الوطنية – المدنية. السلاح الدقيق سيطلق بقدر اقل نحو المراكز السكانية وبقدر أكبر كي يشل محطة توليد طاقة، منشآت تحلية، مواقع خدمات، موانئ ومطارات وما شابه. وبشكل لا يقل دهشة، ليس ثمة أحد في دولة إسرائيل مسؤول عن إعطاء جواب معقول على هذا التهديد. لا يدور الحديث عن مشكلة ميزانية أو تكنولوجيا. بل ببساطة عن خلل رهيب. لو كنت رئيس الوزراء لوضعت هذا الموضوع في أولوية عليا.
رابعا، الموضوع الفلسطيني: الإيرانيون، كما أسلفنا، يبذلون جهدا كبيرا لان يزودوا مزيدا من الشبان في المناطق بالسلاح، وبالطبع ان يخلقوا دافعا للمس بإسرائيل. بخلاف السياسة التي كانت في العشرين سنة السابقة، والتي أساسها كان مساعدة السلطة الفلسطينية ومنع الاحتكاكات في الميدان، فان قسما من أعضاء الائتلاف يحاولون اليوم تحقيق نتيجة معاكسة – تشجيع الاحتكاكات، الدفع هو التطرف لدى المزيد فالمزيد من الفلسطينيين، واضعاف قدرة الجيش، الشباك والشرطة للتصدي للواقع.
لا يدور الحديث عن أخطاء. يدور الحديث عن اجندة واضحة لقسم من احزاب الائتلاف، غايتها خلق فوضى في المناطق على طريق تحقيق ايديولوجيتها. هذا ما يجب تغييره! وبالشكل ذاته يجب ان نفهم بان حكومة تخلق عن عمد اغترابا واحباطا في أوساط عرب إسرائيل، فلا يجب أن تتفاجأ إذا ما كان من شأننا في زمن الحرب أن نرى المزيد فالمزيد من العرب الإسرائيليين يقاتلون ضد الدولة.
منذ 1973 نجحنا في ان نعزل الساحات وان نقاتل في كل مرة ضد عدو آخر. إذا ما نجح الإيرانيون بالتنسيق بين كل اعدائنا، فسنجد أنفسنا امام تحد أكبر حتى من تحدي حرب يوم الغفران. الجيش يفهم هذا ويعمل بما يتناسب مع ذلك، لكن بدون تغيير دراماتيكي في سلم أولويات الحكومة، فان هذا لن ينجح.
اقرأ أيضاً: كيف تستعد إسرائيل لحرب لا مفر منها مع حزب الله اللبناني؟