“محدش يفتح الثلاجة” العبارة الأشهر غزيّا في عيد الأضحى وهذه نصائح حفظ اللّحوم

خاص -مصدر الإخبارية

تتجدد معاناة الغزيين في كل عام مع بداية أيام عيد الأضحى المبارك وتعتبر قضية تجميد اللحوم من أكثر الأزمات التي تؤرقهم بسبب الاستمرار في انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة مقابل ساعات الوصل المحدودة، لا سيما أصحاب الأضاحي، فقد لا يسعف الأمر اللحوم كي تبقى صالحة للأكل، وسط تخوفات كبيرة من إمكانية تعرضها للتلف دون الاستفادة منها.

ولأن “الحاجة أم الاختراع” فقد أنشأ عددٌ من المواطنين مشاريع “ثلاجات” ربحية تهدف لحفظ لحوم الأضاحي مقابل أجر على كل كيلو يتم حفظه، الأمر الذي لاقى استحسان تحديدا أصحاب الأضحيات،  ويتم عادة ارفاق كميات اللحوم الى تلك الثلاجات مع أسماء أصحابها وأرقام هواتفهم، وآخرون يلجؤون لحفظ اللحوم بطريقة تقليدية وآخرون بحثوا عن بدائل أخرى.

 وعادة ما يتم توجيه عدة وصايا لحفظ اللحوم وكلها ترتبط بوجود أجهزة التبريد في عيد الأضحى  ولكن لسوء الأوضاع الإنسانية والحصار في قطاع غزة وانقطاع الكهرباء المستمر لا يمكن الاعتماد على الكهرباء لحفظ اللحوم، خاصة خلال فترة عيد الأضحى المبارك، لذلك أعددنا في هذا التقرير مجموعة نصائح لتفادي فساد اللحوم.

حفظ لحوم عيد الأضحى بالتبريد

يعتبر الحفاظ على لحم الأضحية خلال فترة عيد الأضحى من التعفن واتباع الطرق السليمة لحفظها وتجميدها من بين السبل لتفادي مجموعة من المشاكل الصحية، حسب ما يؤكد الأطباء، إذ لا ينبغي أن تتجاوز مدة وضع الذبيحة بعد نحرها داخل المجمد مدة أربعا وعشرين ساعة، كما أنه يستحسن أن يتم وضعها داخله مساء يوم العيد حتى يحتفظ اللحم بطراوته. ويؤكد الأطباء أنه بعد تقطيع اللحم سواء عند الجزار أو داخل المنزل ينبغي غسله جيدا قبل وضعه في أكياس بلاستيكية، والتي ينبغي إفراغها من الهواء وإقفالها جيدا تفاديا لمشاكل تلوث اللحم.

وفيما يخص توابع الخروف فينبغي غسلها جيدا ولا ينبغي خلطها مع اللحم أثناء الاحتفاظ بها في المجمد، فذلك يعتبر من العادات السيئة التي ينبغي على بعض الأسر تفادي القيام بها.

ومن جهة أخرى، ينبغي الحرص جيدا على عدم تلوث لحم الأضحية لأن الميكروبات الناتجة عن ذلك تؤدي إلى الإصابة بأمراض وتسممات غذائية. ويؤكد الأطباء أنه حين يصاب اللحم بالميكروبات فإنه لا يصبح صالحا للاستهلاك، لأنه يفرز سموما بداخله ويؤدي إلى ظهور أمراض، كما أن تلك الميكروبات تقاوم حتى درجة حرارة طهيه، فلا تنجح هذه الأخيرة في القضاء عليها، ولهذا ينصح عند تعفن اللحم برميه وعدم استهلاكه.

وينصح الأطباء بوضع اللحم في أكياس بلاستيكية بيضاء خاصة بذلك، كما ينبغي نقله من مكان إلى آخر بشكل يراعي عدم تلوثه، خاصة إذا تعلق الأمر بحمله إلى جزار الحي لتقطيعه، إذ ينبغي تغطيته وألا يظل مكشوفا ما يجعله عرضة للتلوث والحرارة، سيما أن عيد الأضحى يتزامن هذه السنة مع فصل الصيف.
ومن شروط العناية بلحم العيد وحفظه من التلوث الاستعانة بسكاكين نظيفة وليس بها صدأ، مع ضرورة استعمال قفازات خاصة، إذا كان من يقطع اللحم مصابا بجرح.

الحفظ بالطرق التقليدية:

 وفق أخصائيون مشرفون في التثقيف الغذائي يشيرون الى أن طريقة حفظ اللحوم باستخدام الدهن والملح أثبتت نجاحها وحفاظها على مدة صلاحية للحوم تصل إلى ستة أشهر إذا ما تم إنجازها بالطريقة السليمة.

وتتجلى طريقة التسبيك “طبخ اللحم بالدهن” تطهى اللحوم دون استوائها بشكل كامل مع إضافة كميات من الدهون والملح لمنع فسادها، وكل 3 كغم من اللحوم تحتاج إلى 0.5 كلغ من الدهون مع التقليب على النار، ويتم تعبئتها في علب زجاجية أو فخارية، مع التأكد من تغطية اللون الأبيض للحوم بشكل كامل.

 كما يتوجب على المستهلكين اتباع مجموعة من الإجراءات بما يتعلق باللحوم خلال فترة عيد الأضحى، منها: تناول اللحوم على الأقل بعد 6 ساعات من وضعها بالثلاجة للحصول على لحوم ذات طراوة جيدة، كما وينصح بعدم وضع اللحوم مباشرة في المجمد “الفريزر” وتركها في الثلاجة حتى 4 ساعات ومن ثم إدخالها إلى الفريزر.

 وفي السياق ذاته حاورت شبكة مصدر مواطني غزيين للوقوف حول تداعيات أزمة انقطاع الكهرباء وتأثيرها على مصير اللحوم.

المواطن محمود شاهين 44 عاما، من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، قام بشراء أضحية هذا العام لكنه بدا يفكر مليا في السبل الأنسب لحفظها تحديدا مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف واستمرار انقطاع التيار الكهربائي.

ولجأ محمود لتمديد خط كهرباء من أحد أصحاب المولدات الكهربائية لضمان استمرار تشغيل الثلاجة التي سيحفظ بها اللحوم، لمدة شهر واحد لحين انتهاء فترة تبريد لحوم الأضحية وذلك مقابل إيجار شهري مع جيرانه يصل لـ 120 شيكلا.

و وأوضح المواطن أنه خسر في الأعوام الماضية كمية من لحوم الأضحية بسبب انقطاع التيار الكهربائي لمدة طويلة.

” محدش يفتح الثلاجة” تبدو هذه العبارة الأشهر في قطاع غزة والتي تداولها الأسر الغزية مع بداية كل موسم أضاحي، تحديدا النساء في ظل مراقبة داما دائمة حرصا على تفريز اللحوم لأطول فترة ممكنة، حتى بعد أن ينقطع التيار الكهربائي، بالتزامن مع طرق أخرى لحفظ اللحوم.

تقول المواطنة نعيمة 55 عاما من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة: ” مع بداية أول أيام عيد الأضحى تستمر لدي حالة من الطوارئ في المطبخ للحفاظ على طريقة أفضل لحفظ اللحوم، فمن المعروف منذ 12 عاما محرمون من وجود كهرباء بشكل متواصل، ولا يوجد أي تحسن طارئ على الجدول لذلك يجب علينا ابتداع طرق بأنفسنا قد تشكل بدائل بغض أو مراقبة حالة التفريز أول بأول لتبقى اللحوم محتفظة بالبرودة حتى بعد انقطاع التيار الكهربائي لحين طهيا على الأقل”.

 وتعتمد نعيمة على عدة طرق حسب وصفها لحفظ اللحوم إما بالطريقة التي تم ذكرها آنفا وهي التسبيك  وتعني طهي اللحمة دون استوائها بشكل كامل، مع إضافة كميات من الدهون والملح عليها لمنع فسادها، ومن ثم القيام بتخزينها وهذا في حال كانت كميات اللحوم كبيرة، لكن في حال كانت أقل فهي تقوم بتبريدها لأطول فترة ممكنة ومن ثم شويها أو طهيا في نفس اليوم.

ويعاني قطاع غزة الذي يعيش فيه أكثر من 2 مليون نسمة، منذ أكثر من 12 عام، من أزمة كهرباء متفاقمة، ويحتاج القطاع إلى 500 ميغاواط من الكهرباء يوميا فيما ما يتوفر 135 ميغاواط فقط.