دولة الأسرى الفلسطينيين تفرض شروط التفاوض مع الاحتلال في صفقة تبادل جديدة

أقلام- مصدر الإخبارية

بقلم معتز خليل: لا شك بأن القضية الفلسطينية تمر بواحدة من المنعطفات الاستراتيجية المهمة مع مناقشة كثير من الملفات، من أدقها ملف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهو الملف الذي تحاول حكومة بنيامين نتنياهو الوصول من خلاله إلى أي حل سياسي مع حركة حماس.

مصدر سياسي عربي في لندن كشف لكاتب هذا المقال عن وقائع يمكن وصفها بأنها “جولة تفاوضية استراتيجية بين حركة حماس وإسرائيل للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى”.

هذه الجولة قادها عن الجانب الإسرائيلي عدد من قيادات الأجهزة الأمنية ومسؤولون في مكتب رئيس الحكومة، وعن “حماس” قياديون معتقلون في السجون، بعضهم محكوم عليهم بالسجن المؤبدات مرات كثيرة.

الصفقة توصلت إلى الآتي:

أولًا: الإفراج عن جميع الأسرى المحررين ضمن صفقة شاليط عام 2011، الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم من جديد خلال السنوات الماضية، وضمان عدم التعرض لهم من الأمن الإسرائيلي.

ثانيًا: الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين الآخرين الذين طلبتهم القيادات في السجون، وسيتم ذلك لأسباب إنسانية (مرضى وكبار السن).

تعليقًا على هذا، فإن الحقائق السياسية تشير إلى أن:

1- “حماس” تبحث عن صفقة تشبه صفقة شاليط التي أفرج بموجبها عن ألف و47 أسيرًا فلسطينيًا.

2- “حماس” مصممة على الإفراج عن قيادات مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات وحسن سلامه وعباس السيد وأحمد سعدات، وغيرهم من قيادات الحركة الأسيرة، وممن لديهم محكوميات عالية، وأخرين أمضوا سنوات طويلة جدا داخل السجن، وهذا جوهر التحرك السياسي للحركة في أي صفقة تبادل.

من ناحية أخرى، المصدر السياسي العربي الخليجي صرح لكاتب المقال بأن سجناء حركة “حماس” أبدوا موافقتهم على الصفقة، لكن ما يمنع تنفيذها رفض قيادة الحركة في غزة لها، وهو ما نبهت إليه أيضا بعض من المنصات والمواقع المعنية بالشأن الفلسطيني والإسرائيلي بصورة غير مباشرة.

وقال المصدر إن قيادة حركة “حماس” في غزة بقيادة يحيى السنوار رفضت هذا الأمر لاعتبارات سياسية، هي:

1- إن الوصول لهذه الصيغة مع الجانب الإسرائيلي والإفراج عن كل هذا العدد، يعني أن بالإمكان، مع مزيد من الضغط والوقت، فرض كثير من الأسماء في المستقبل في جولات المفاوضات المقبلة.

2- إن الحكومة اليمينية الحالية في إسرائيل تعاني ضعفا واضحا، ولا يجوز سياسيا منحها قبلة الحياة من حماس.

3- إن الوصول بهذه الصيغة المتميزة من التفاوض بين الحركة وإسرائيل يعني قوة الحركة السياسية، وبالتالي يمكن حصد مزيد من النقاط السياسية للحركة، خاصة قبل انتخاباتها الداخلية المقبلة.

وفال المصدر الخليجي للكاتب إن الواضح أن السنوار يرغب في طرح نفسه كرئيس للحركة في الانتخابات المقبلة، الأمر الذي دفع بمركز بحثي في دولة خليجية يتحدر منها المصدر نسه إلى القول إن السبب في رفض “حماس” في غزة الصفقة اعتبارات سياسية داخل الحركة حاليًا.

وأضاف المصدر الخليجي، أنه بناء على معلومات حصل عليها من مصادر سياسية إنهم لاحظوا غضبا وإحباطا من هذا الرفض، خاصة وأن صيغة الاتفاق معقولة وجيدة، غير أن الحسابات السياسية لم تدع مجالًا لتنفيذها الآن.

عموما، قال تقرير بريطاني صدر منذ عدة أشهر بشأن إمكان إبرام صفقة لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل ما يمكن تلخيصه في النقاط الأتية:

1- هناك لقاءات سياسية تُعقد بين قيادات من المقاومة في السجون مع قيادات إسرائيلية، وهو أمر يتردد كثيرا على منصات التواصل الاجتماعي في إسرائيل، خاصة مع القوة والمكانة التي تتمتع بها هذه القيادات في سجون الاحتلال.

2- هناك دولة للمقاومة وقياداتها في السجون والمعتقلات، وهو أمر يعرفه الجميع، خاصة مع أهمية هذه الدولة والمناضلين ممن يتواجدون في السجون والمعتقلات وترفض إسرائيل إطلاقهم.

3- الكثير من هؤلاء الأسرى الفلسطينيين أصحاب تاريخ نضالي متميز، وبالتالي فإن كلمتهم في الخارج مسموعة.

4- عجز حكومة نتنياهو وأجهزتها الأمنية في التوصل إلى أي صفقة مع قيادة الحركة، اضطرها إلى اللجوء للتفاوض مع قيادات “حماس” في السجون.

اقرأ/ي أيضًا: في ظل تجاهل مطالب الأسرى.. تحذير من انفجار حقيقي داخل السجون