هل قدّس المسلمون سابقا ذي الحجة وماذا عن فريضةالحج هذا العام؟

خاصمصدر الإخبارية

يحتفي المسلمون بالعشرة الأوائل من ذي الحجة التي تسبق عيد الأضحى المبارك  من كل عام  نظرا لأهميتها وفضائلها الدينية بالنسبة لهم،  ورغم أن هذه المناسبة الدينية حلّت عليهم  بشكل مختلف عن الأعوام السابقة  بسبب انتشار وباء كورونا الذي اجتاح العالم، إلا أنهم أصروّا على ممارسة طقوسها.

أيام عشر ذي الحجة ولياليها أيام مفضلة بالنسبة للمسلمين ، يضاعف العمل فيها، ويستحب فيها الاجتهاد في العبادة، وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه.

فضائل ذي الحجة:

الصيام:

يستحب صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة ليس لأن صومها سنة، ولكن لاستحباب العمل الصالح بصفة عامة في هذه الأيام، والصوم من الأعمال الصالحة، وإن كان لم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صوم هذه الأيام بخصوصها، ولا الحث على الصيام بخصوصه فى هذه الأيام، وإنما هو من جملة العمل الصالح الذى حث النبي على فعله في هذه الأيام كما مر في حديث ابن عباس، وصوم يوم عرفة.

الأضحية:

ومن آدابها  في ذي الحجة ألا يمس شعره ولا بشره؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أن يُضَحِّى، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا» أخرجه الإمام مسلم في “صحيحه” عن أم سلمة رضى الله عنها.

والمراد بالنهى عن أخذ الظفر والشعر: النهى عن إزالة الظفر بقَلْم أو كَسْر أو غيره، والمنع من إزالة الشعر بحلق أو تقصير أو نتف أو إحراق، أو أخذه بنورة أو غير ذلك، وسواء شعر الإبط والشارب والعانة والرأس وغير ذلك من شعور بدنه، والنهى عن ذلك كله محمول على كراهة التنزيه وليس بحرام.

والحكمة فى النهي: أن يبقى كامل الأجزاء ليعتق من النار، والتشبه بالمحرم فى شيء من آدابه، وإلا فإن المضحى لا يعتزل النساء ولا يترك الطيب واللباس وغير ذلك مما يتركه المحرم.

فريضةالحج:

خير ما يؤدى في هذه الأيام المباركة، فريضة الحج وهو خامس أركان الإسلام إذا ما استطعنا إليه سبيلا، والحج من أعظم أعمال البر كما قال صلى الله عليه وسلم وقد سُئل أي العمل أفضل، قال “إيمان بالله ورسوله، قيل ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور”.

لكن  بسبب كورونا حرم المسلمون هذا العام من تأدية هذه الفريضة، وقرّرت السعودية تنظيم موسم الحج بعدد “محدود جداً” من الحجاج من مختلف الجنسيات من المقيمين على أراضيها فيها بسبب المخاوف من فيروس كورونا المستجد ذكرت السعودية بتاريخ  (22 حزيران/يونيو 2020) أن المملكة قررت إقامة الحج هذا العام بأعداد محدودة جداً للمواطنين ولمختلف الجنسيات الموجودة داخل المملكة وذلك للسيطرة على تفشي فيروس كورونا المستجد  الذي مازال يتفشى في العالم.

وسيجري الحج في أواخر تموز/يوليو،  وهو إحدى الركائز الأساسية للإسلام، لكنه يشكّل بؤرة رئيسية محتملة لانتشار العدوى لان ملايين الحجاج من حول العالم يتدفّقون على المواقع الدينية المزدحمة في مدينة مكة المكرّمة لأداء المناسك.

وبذلك أفتى الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي،  بجواز منع أداء مناسك العمرة والحج “مؤقتا”، في حال انتشار وباء كورونا بشكل قاطع وغلب الظن أن الحجاج أو بعضهم قد يصيبهم الوباء بسبب الازدحام.

جاء ذلك في فتوى مفصلة أصدرها القره داغي، حول الأحكام المتعلقة بانتشار فيروس كورونا والتعامل معه في ظل تهديده لحياة الكثير من الناس، وصل الأناضول نسخة منها.

وجاء في الفتوى، فيما يتعلق بمنع العمرة والحج: “الراجح أنه إذا انتشر الوباء قطعا أو تحقق غلبة الظن- من خلال الخبراء المختصين- أن الحجاج، أو بعضهم قد يصيبهم هذا الوباء بسبب الازدحام، فيجوز منع العمرة أو الحج مؤقتاً بمقدار ما يدرأ به المفسدة”.

وأضاف أن “الفقهاء اتفقوا على جواز ترك الحج عند خوف الطريق، بل إن الاستطاعة (لأداء الحج) لن تتحقق إلا مع الأمن والأمان، ولذلك فإن الأمراض الوبائية تعد من الأعذار المبيحة لترك الحج والعمرة بشرط أن يكون الخوف قائما على غلبة الظن بوجود المرض، أو انتشاره بسبب الحج والعمرة”.

وشدد القره داغي على أن الخوف من انتشار المرض بسبب الحج والعمرة يقدره أهل الاختصاص من الأطباء ويصدر بشأنه قرار من السعودية.

وأشار أنه في حال إبقاء العمرة أو الحج مفتوحا فحينئذ يعود التقدير للدولة التي ظهر فيها الوباء بمنع مواطنيها من أداء الحج خوفاً من نقل الوباء إلى الحجيج والمعتمرين.

هذا وقد نشرت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية أن الحكومة السعودية تدرس قرار إلغاء موسم الحج لهذا العام بشكل جدي، وباتخاذ هذا القرار، تكون هذه  المرة الأولى منذ تأسيس المملكة السعودية التي يتم فيها إلغاء موسم الحج، رغم أنها ليست المرة الأولى التي يترافق فيها موسم الحج مع انتشار وباءِ عالمي، كوباء إيبولا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.

 ومن الأعمال المستحبة أيضا خلال أيام ذو الحجة الصلاةو التكبير والتحميد والتهليل والذكر

تاريخ ذو الحجة فهل قدّس العرب سابقا ذو الحجة؟

وشهر ذو الحجة من الأشهر التى عرفها العرب قبل الإسلام، ويعتقد أنه سمى بهذا الاسم من قبل قصى بن كلاب جد النبى محمد صلى الله عليه وسلم الخامس، وذلك فى عام 412 ميلادية، كان ذو الحجة يعقد فيه سوق ذي المجاز من أوله بعد انصراف العرب من عكاظ الذي يقام آخر أيام ذي القعدة وكان من الأشهر الحرم لا تُستحل فيه الحُرمة ولا يًباح فيه القتل.

وبحسب كتاب “الوسيط فى تاريخ العرب قبل الإسلام” للدكتور هاشم يحيى الملاح، وقد أطلق على هذه الأشهر “الأشهر الحرم”. وكان عدد هذه الأشهر أربعة أشهر، ثلاثة منها متصلة، وهي ذي الحجة ومحرم وصفر، وشهر منفرد وهو شهر رجب”. فكان سائر العرب يراعون حرمة هذه الأشهر “لا يعدون في الأشهر الحرم على أحد ولو لقي أحدهم قاتل أبيه أو أخيه، ولا يستقون مالا، إعظاما للشهور الحرم.

 

ووفقا لكتاب “جزيرة العرب قبل الإسلام” تأليف عطية القوصى، كان للعرب أسواقهم الموسيمية التى كانت تعقد فى مواسم عينة وتنفض بانقضاء الموسم، مثل سوق عكاظ الذى كان يعقد لمدة أسبوعين من منتصف ذى القعدة حتى آخره، وسوق المجنة الذى يعقد بعد الانصراف من سوق عكاظ لمدة عشرة أيام، ثم سوق المجاز الذى يعقد بمنى لمدة الثمانية أيام الأولى من شهر ذى الحجة، ثم يخرجون يوم التروية من ذى المجاز إلى عرفة، ويكون يوم التروية نهاية أسواقهم، وكان العرب لا يتبايعون فى يوم عرفة ولا فى أيام منى، فلما جاء الإسلام أحل لهم ذلك.

ويوضح كتاب “العرب قبل الإسلام، أن الأسواق كانت تعقد باستمرار فى مكة، غير أنها لم تكن تخلوا إلا في ذى الحجة فقد كان بعض روادها يتخلفون خلال العشر الأوائل من هذا الشهر، مشيرا إلى أنه في أوائل ذي الحجة تقام سوق ذي المجاز التي عرفت بذلك لإجازة الحاج منها ، وكانت تظل منعقدة حتى يوم التروية فيحمل الحجاج الماء من هذا السوق إلى عرفة حيث لا يوجد فيها ماء، وكان ذو المجاز يعد آخر الأسواق قبل أداء مناسك الحج.