في يوم الزي الفلسطيني.. فعاليات وطنية ومشغولات تراثية لحمايته من التهويد!

رباب الحاج – مصدر الإخبارية

للعام السادس على التوالي.. يحتفل الفلسطينيون في الخامس والعشرين من يوليو بمناسبة يوم الزي الفلسطيني ، وهو يوم وطني يختص في الزي التراثي الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من الهوية الفلسطينية.

يقول عزام أبو سلامة رئيس جمعية الزي الفلسطيني مؤسسة فكرة يوم الزي الفلسطيني لشبكة “مصدر”، إن الفكرة خرجت من شبان فلسطينيين منذ ست سنوات، حيث كانت عبارة عن مبادرة لتخصيص يوم للزي الفلسطيني حفاظاً على التراث والهوية”.

ويضيف أبو سلامة :”الاحتلال يحاول نسبة هويتنا وتراثنا له، لذلك في هذا اليوم ندعو كل مواطن لأن يرتدي الزي الفلسطيني كنوع من تثبيت الحقوق، سواء كان في عملهم أو مدارسهم وفي كل مكان”.

يوم الزي الفلسطيني

إحياء يوم الزي الفلسطيني في الأغوار

إحياءً لهذه الذكرى، يشير أبو سلامة إلى أن الجمعية أطلقت وسم #ثوب_وخيطان_بالأرض_شريان متبوع بالوسم الدائم للجمعية #البس_زيك_مين_زيك، والذي غرد عليه آلاف الأشخاص ووصل إلى أكثر من 22 دولة حول العالم.

وفي إطار فعاليات يوم الزي الفلسطيني، تنظم جمعية الزي الفلسطيني اليوم الأحد فعالية في منطقة الأغوار الفلسطينية.

ويوضح أبو سلامة أنه تم اختيار منظقة الأغوار لإقامة الفعالية تحت شعار الأغوار عرضة للضم، حيث يعتبر الثوب الفلسطيني جزء من سياسات الاحتلال للسرقة والتهويد.

ويشرح رئيس جمعية الزي الفلسطيني أن الفعالية ستكون عبارة عن سلسلة تضم أكثر من 100 ثوب فلسطيني ترتديها فتيات، يعود عمرها لأكثر من مائة عام، لنقول للاحتلال إن ثوبنا أكبر من عمرهم”.

وحول الإجراءات الاحترازية من كورونا يبين أبو سلامة أن عدد المشاركين في الفعالية لن يكون كبيراً التزاماً بالإجراءات الاحترازية، وخاصة من المناطق المغلقة تماماً والتي ستطلق طائرات ورقية تحمل عبارة يوم الزي الفلسطيني كنوع من انتماءهم لهذا اليوم”.

 

مناجل.. أثواب مطرزة بالهوية الفلسطينية

“دعاء ربيع” شابة بعمر الثلاثين من رام الله، صاحبة فكرة مشروع مناجل المختص بالتطريز الفلاحي والأثواب الفلسطينية، تحكي لـ “مصدر” رسالتها التي تسعى لإيصالها عبر “مناجل”.

تقول دعاء إنها درست اللغة العربية ولكن شغفها في التطريز وحيكاة الأثواب دفعها لإنشاء مشروعها الخاص، لتتوجه بعد ذلك لدراسة دبلوم في التصميم الأزياء تعزيزاً لعملها في مجال الأزياء.

وتضيف ربيع:” أول ما يخطر في بال من يسمع كلمة مناجل هو منجل الفلاح الذي يستخدمه في الحصاد، ولكن الكثيرون لا يعرفون أنها غرزة من غرز التطريز الفلاحي، وهي غرزة مشهورة في الضفة المحتلة، وأحاول من خلال مشروعي تعريف الناس بها واستخدامها في أعمالي”.

 

وتوضح الشابة صاحبة المشروع أنها تحاول من خلال عملها الدمج ما بين الموضة المعاصرة في فساتين الفتيات وبين التطريز الفلاحي، فتنتج فساتين بلمسة فلاحية أصيلة.

كما وتحاول ربيع جمع الأثواب القديمة لكل بلدة لتعريف الناس بها حيث تقتني ثوباً يعود عمره لأكثر من 120 عاماً، ولديها أثواب من أكثر من بلدة فلسطينية، كثوب الجلجلة وجنة ونار والمجدل وغيرها.

كما وتنصح ربيع في يوم الزي الفلسطيني كل مواطن بأن يكون لديه وعي بالزي الفلسطيني والتمسك بالتراث، وتدعو السيادات لارتداءه في كل المناسبات أو حتى في الأوقات العادية من باب الحفاظ على الهوية الفلسطينية”.

وتختم حديثها لـ “مصدر” بالقول:” هذا التراث المتجذر عميقاً في ذاكرة الزمن والحضارة، والممتد على ما ينوف اثنا عشر عاماً لا يمكن محوه أو نسيانه”.

 

وبدأت فعاليات يوم الزي الفلسطيني قبل ستة أعوام، رداً على ارتداء عارضات الأزياء في دولة الاحتلال للثوب الفلسطيني، وارتداء وزيرة الثقافة في حكومة الاحتلال للثوب في أكثر من فعالية عالمية.

ويمتاز الثوب الفلسطيني بأن كل منطقة تعبر في ثوبها عن طبيعة سكانها، فمنطقة الساحل علي سبيل المثال يمتاز ثوبها بأنه خليط إغريقي ويوناني وساحلي بشكل عام، في حين يخلو الثوب الجبلي من التطريز بسبب عمل النسوة في الزراعة وعدم وجود الوقت لديهن للتطريز، بينما يمتاز ثوب منطقة بئر السبع ووسط فلسطين بغزارة التطريز بسبب توفر الوقت.

ويمكن معرفة زي كل منطقة أيضا من خلال الألوان والزخارف, بدرجاته التي لها الغلبة, فالأحمر النبيذي لرام الله, والأحمر البرتقالي لبئر السبع, والزخارف والتطريز الموجود على كل ثوب تعكس البيئة المحيطة من أشجار وجبال ومعتقدات وتراث.

ومن أشهر أنواع الأثواب النسائية الفلسطينية: الثوب المجدلي، الثوب المقدسي، الثوب المقلم، الثوب السيعاوي، الثوب التلحمي، الثوب الدجاني، الثوب الإخضاري، وغيرها العديد من الأثواب الفلسطينية المميزة والشهيرة محلياً وعالمياً.