المكانة الدولية وليس السلام في جوهر العلاقات الصينية الفلسطينية

حمزة البحيصي – ترجمة خاصة

يعتقد مسؤولون فلسطينيون كبار أن زيارة الرئيس محمود عباس إلى الصين تهدف إلى تعزيز مكانة بكين على المسرح الدولي، وليست محاولة جادة لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.

ووصفت وسائل الإعلام الحكومية الصينية زيارة الرئيس محمود عباس التي تستمر أربعة أيام، وبدأت يوم الثلاثاء، بأنها تهدف إلى تسهيل محادثات جديدة تستند إلى حل الدولتين للصراع المستمر منذ عقود.

يأتي ذلك في أعقاب نجاح بكين الأخير في الوساطة بين المملكة العربية السعودية وإيران والتي أدت إلى انفراج بين قطبين دينيين وجيوسياسيين رئيسيين في الشرق الأوسط.

وقالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية لصحيفة الغارديان البريطانية إن زيارة عباس رفيعة المستوى تدور حول تلميع مكانة الرئيس الصيني شي جين بينغ كرجل دولة عالمي، واستبعدت حدوث اختراقات دبلوماسية.

وعُقدت آخر محادثات سلام مباشرة بين مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين بوساطة واشنطن في عام 2014. ومنذ ذلك الحين، جعل التوسع الهائل للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة حل الدولتين شبه مستحيل. كما تتجه السياسة الإسرائيلية نحو اليمين بصورة ثابتة، بينما تقل شرعية السلطة الفلسطينية داخلياً وخارجياً نتيجة الفساد واستخدام القمع.

يذكر أن الرئيسين الصيني والفلسطيني التقيا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي على هامش القمة الصينية العربية التي عقدت في المملكة العربية السعودية.

وتعهد الرئيس الصيني علناً “بالعمل من أجل حل قريب وعادل ودائم للقضية الفلسطينية”.

وتكررت الرسالة في نيسان (أبريل) الماضي، عندما ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية أن وزير خارجية الصين تشين جانج أبلغ نظيريه الإسرائيلي والفلسطيني عبر الهاتف أن بكين مستعدة للمساعدة في مفاوضات السلام.

وأضاف: “هذه الدعوة تتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة والثلاثين للعلاقات الفلسطينية الصينية، وهو ما يجب الاحتفال به، بالنظر إلى دعم الصين الطويل الأمد لمنظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) سابقاً.

وقال مصدر كبير في السلطة الفلسطينية، طلب عدم نشر اسمه، إن هذا يتعلق بإظهار قوة الصين وإظهار ضعف الولايات المتحدة.

وتمر العلاقات الصينية الإسرائيلية بفترة ركود، وتشعر إسرائيل بالقلق من العلاقات الاقتصادية المتنامية بين الصين وإيران.

وعبّر مسؤولون إسرائيليون بصراحة أمام بكين عن أهمية الارتباط الوثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة في السياسة الخارجية.

كما أن عدم توجيه أي دعوة صينية لوفد إسرائيلي يشير أيضاً إلى أن الإنجازات الدبلوماسية الرئيسية لن تتحقق من زيارة عباس إلى الصين.

وتشمل التوقعات مزيداً من الرعاية الصينية للنضال الفلسطيني من أجل إقامة دولة فلسطينية في المحافل الدولية مع زيادة متواضعة في تعهدات التمويل الإنساني لفلسطين.

يُذكر أن الصين انتقدت مراراً الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في السنوات الأخيرة، لاسيما العمليات العسكرية في قطاع غزة المحاصر.

المصدر: تقرير صحيفة الغارديان

أقرأ/ي: خلافة عباس.. الصف الثاني يريد البرغوثي والشيخ يعارض