متنفسهم الوحيد.. آلاف الغزيين يهربون للبحر من الحر والحصار وانقطاع الكهرباء

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

فور الانتهاء من تقديم الطلبة للاختبارات النهائية وبدء الإجازة الصيفية، يشهد شاطئ بحر قطاع غزة حركة نشطة للعائلات، والتي تزداد في فترة المساء، وهو يعتبر الوجهة الأولى للغزيين والمتنفس الوحيد لهم في فصل الصيف.

وتحزم العائلات أمتعتها، إضافة إلى ما لذ وطاب من المأكولات والمُسليات التي يفضلونها، استعداداً ليوم كامل من الاصطفاف على شاطئ البحر.

البحر المتنفس الوحيد

الحاجة أم لؤي تقول لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إن البحر هو المكان الترفيهي والمتنفس الوحيد لهم، لتجديد طاقتهم بشكل إيجابي.

وتضيف أنهم يقضون أوقاتهم على البحر باللعب والسباحة وركوب القوارب السياحية للتنزه في عرض البحر، هروبًا من الحروب التي عاشوها والتي تركت آثارها النفسية عليهم.

وتشير إلى أنها تخصص كل يوم جمعة للنزول على البحر مع العائلة، هروبًا من الحر وانقطاع التيار الكهربائي الذي يصل لأكثر من ثماني ساعات.

وتعبر أم لؤي عن سعادتها عندما تذهب مع أقاربها إلى البحر، وقد تستمر جلساتهم إلى منتصف الليل قبل العودة إلى المنزل.

الترفيه عن النفس

أما المواطن سعيد النجار يصطحب عائلته على البحر، ويبدأ بنصب خيمته للجلوس بداخلها ويقومون بشواء اللحوم للغذاء، ويقومون بشراء البراد والذرة للاستمتاع بأوقات الإجازة.

ويقول النجار لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إن البحر هو روح الغزيين المحرومين من كل شيء، والذي يعانون من الحصار الإسرائيلي وانقطاع التيار الكهربائي والبطالة.
ويلفت إلى أنه بعد تناول طعام الغداء يسبح مع عائلته في البحر ولعب الكرة بداخله وينظمون مسابقة لأكثر شخص يغوص أو يسبح لمسافة كبيرة، موضحًا أن لا أماكن بديلة نرفه فيها عن أنفسنا غير البحر.

ويتابع أن يخلق جوًا عائليًا جميلًا، ويزيد الحب والتعاون، خاصة في ظل الوضع الصعب الذي نعيشه والحروب وانقطاع الكهرباء.

قرابة نصف مليون ذهبوا إلى البحر

أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة إياد البزم، أن قرابة نصف مليون مواطن قضوا أوقاتهم بالاستجمام على شاطئ البحر على امتداد الشريط الساحلي للقطاع، في ظل موجة الحر الشديد.

وأشار البزم إلى أنه لم يتم تسجيل أية حوادث من شأنها تعكير صفو المواطنين برغم هذه الأعداد والحشود الكبيرة من المصطافين.

وأشاد بجهود أجهزة وزارة الداخلية إلى جانب طواقم البلديات في القيام بواجبها وفق إجراءات خطة الصيف، بتوفيرهم الأجواء الآمنة للمواطنين وتسهيل الحركة على امتداد خط الساحل والطرق المؤدية، والانتشار المكثف للأجهزة المختصة.