مصر وإسرائيل

تبعت نكسة 1967.. ملامح حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل

خاص- مصدر الإخبارية

تمر اليوم الخامس من حزيران (يونيو) الذكرى الـ56 لحرب النكسة التي تمكنت إسرائيل فيها من شن هجوماً واسعاً على الدول العربية وتحقيق انتصاراً عليها، واحتلال أراضي سيناء المصرية والجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية وما تبقى من الأراضي الفلسطينية.

تعتبر حرب النكسة من أهم الحروب التي شهدها تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وشكلت امتداداً لنكبة 1948 التي سيطرت فيها إسرائيل على معظم أراضي فلسطين التاريخية.

تبع حرب النكسة بعدة شهور، مواجهات كبيرة بين الجيش المصري والإسرائيلي حيث تعمد الأول شن هجمات متتالية وموجعة ضد جيش الاحتلال الذي تمركز بأراضي شبه جزيرة سيناء.

عرفت تلك الحرب في كتب التاريخ باسم “حرب الاستنزاف” وامتدت من عام 1967 إلى 1970 الذي شهد حرب أكتوبر والتي تمكنت فيها مصر من هزيمة إسرائيل واسترداد أراضيها المسلوبة.

شبكة مصدر الإخبارية بهذه المناسبة تحدثت حول ملامح الحرب وتبعاتها الإقليمية والدولية مع الكاتب السياسي والمحلل الفلسطيني طلال عوكل الذي يعتبر من أبرز الشخصيات التي عاصرت تلك الفترة وكان من الشاهدين عليها.

“إسرائيل يمكن أن تهزم”

يقول عوكل لشبكة مصدر الإخبارية، إن فترة حرب الاستنزاف التي تبعت نكسة حزيران والتي استنفرت فيها مصر كل طاقتها العسكرية كانت مهمة جداً وشكلت انعطافاً تاريخياً بمسار الصراع، ووجد العرب أن إسرائيل يمكن أن تهزم.

وأوضح خلال حديثه أن الحرب أعطت العرب لمحة عن الكيفية التي يمكن التعامل بها مع إسرائيل ومنحت الجيش المصري خاصة فرصة لترتيب أوضاعه من جديد واستنهاض طاقاته الكبيرة وتجيشيها لأجل هزيمة الاحتلال.

وأضاف عوكل أن الجيش المصري والزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أدرك بعد حرب النكسة أن إسرائيل لا يمكن أن تهزم حالاً، بل الأمر احتجاج تكتيك وترتيب خاص، لأجل أن تتم تلك العملية، هذا ما ظهر في سنوات الاستنزاف الخمسة.

عمليات كبيرة للجيش المصري

وتحدث أن “الحرب شهدت تنفيذ القوات المسلحة المصرية عمليات كبيرة أوجعت الجيش الإسرائيلي وعطلت عمله في أراضي سيناء المحتلة، كما قتل خلالها عشرات الجنود الإسرائيليين وأصيب آخرين”، مشيراً إلى أن تلك الحرب هيأت الظروف بشكل كبير لحرب عام 1973 البطولية التي حقق بها العرب أول نصر مباشر على إسرائيل.

وقال عوكل الذي يعتبر من الشخصيات الفلسطينية التي تلك عاصرت الحرب وعاشت أيامها، إن حرب الاستنزاف والعمليات جعلت الجيش الإسرائيلي في سيناء منهكاً جداً وأجبرته على التراجع أكثر من مرة، وهو ما أوجد فرصة مناسبة للهجوم المصري عام 1973.

ولفت إلى أن حرب عام 1973 كانت وخيمة على الإسرائيليين، ولولا التدخل الأمريكي والمساعدات العسكرية والاستخباراتية لوصل الجيش المصري للأراضي المحتلة عام 1948 والتي اعترفت بها الأمم المتحدة حدوداً للكيان الإسرائيلي.

وبين أيضاً أن عوامل أخرى ساهمت في إخراج حرب الانتصار على الطريقة التي ظهرت بها، وهي محدودية الأهداف السياسية لدى الجانب المصري، إضافة لأن المناخ الدولي لم يكن يسمح بتجاوز الجيوش العربية حدود بلدانها.

تخوفات إسرائيل من الحرب الشاملة

وتابع عوكل حديثه لشبكة مصدر الإخبارية، موضحاً أن إسرائيل بعد نهاية حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر أصدرت تقرير بعنوان التقرير “التقصير”، وعكس حينذاك مخاوفها من القوة المصرية والحرب الشاملة.

واعتبر الكاتب الفلسطيني أن مصر حققت نجاحاً كبيراً في حرب الاستنزاف ضد إسرائيل، وتمكنت من خداعها لسنوات، حتى حان وقت الهجوم الكبير، الذي أدرك فيه الرئيس السادات أن الموعد قد أتى.

وأكد عوكل على أن الرئيس السادات كان قد اتخذ قراراً مسبقاً أن الحرب يجب أن تقف عند حدود معينة.

Exit mobile version