تحويل قلعة القدس إلى متحف.. جريمة تزوير خطيرة لتاريخ المدينة المقدسة

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

منذ 3 سنوات، لم تتوقف قوات الاحتلال الإسرائيلي عن مساعي تهويد قلعة القدس ومسجدها، إذ رصدت 50 مليون دولار لتحويل القلعة إلى متحف هدفه الترويج لروايات الاحتلال وتزييف تاريخ القدس والهوية الفلسطينية.

وبحضور ما يُسمى بوزير شؤون القدس الإسرائيلي ورئيس بلديتها المتطرف، أُفتتحت قبل أيام قليلة القلعة في باب الخليل بعد 10 سنوات من التنقيب وثلاثة أعوام من الترميم وإعادة الهيكلة تحت مسمى “متحف قلعة داود”.

وتضمنت أعمال التهويد العبث في القلعة القديمة، وتجديد الحديقة الأثرية، وإنشاء جناح مدخل جديد، ومتجر ومقهى، والكشف عن حفريات أثرية إضافية وتحسين إمكانية الوصول في القلعة.

وبنيت قلعة القدس قبل الفترة الإسلامية وهي حصن عظيم البناء يوجد فيه برج للمراقبة ومسجد للصلاة وأماكن للسكن، وجددت وعمرت، فقد جدد الصليبيون عمارتها وفي العصر الأيوبي بني الملك المعظم عيسى برجًا حربيًا في سنة 610 / 1213.

وفي العصر المملوكي نالت القلعة عناية كبيرة وأصبح لها نائب مستقل وأضيف إليها مسجد في عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون في سنة 710/ 1310م ورمم بناؤها في عهده.

ووضعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يدها على قلعة القدس بعد عام 1967، ولا زالت تحت سيطرتها حتى اللحظة.

تشويه التاريخ

الباحث المقدسي فخري أبو دياب أوضح أن تحويل قلعة القدس إلى متحف هدفه ترويج روايات وتاريخ مزيف عن مدينة القدس، وتشويه للتاريخ الحقيقي والهوية الفلسطينية.

وقال أبو دياب لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إن الاحتلال يحاول مسح الذاكرة العربية وإضافة صبغة تهويدية على هذه الأماكن التي تدلل على هوية القدس، لذلك تم تغيير اسمها من قلعة القدس إلى داوود لإثبات وجود الحضارة اليهودية المزيفة.

وأكد أن الاحتلال جعل القلعة كأنها جزء من تراث وحضارة يهودية بعد أن فشلوا بإيجاد أية إرث تاريخي، وبدأوا الآن بمشاركة هذه المعالم وتشويهها.

ولفت أبو دياب إلى تحويل قلعة القدس لمتحف داوود نوع من التعدي على التاريخ لعدم وجود من يردع الاحتلال وهم يستهدفون العقليات القادمة، ولن تستطيع الأجيال القادمة معرفة حقيقة ماهية المعالم ومسح أدمغة العالم.

وشدد على أنه خطر حقيقي على القدس، مشيرًا إلى أن الاحتلال يهود المعالم التاريخية بكتابة تاريخ مزيف.

إظهار القدس خالية من التراث

الباحث والمختص في شؤون القدس زياد ابحيص، أن تحويل قلعة القدس إلى متحف وموضوع قديم للاحتلال الإسرائيلي ولديه معضلة دائمة كيف يمكن تصوير القدس دون أن يظهر المسجد الأقصى والمعالم التاريخية.

وأشار ابحيص لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أن بلدية الاحتلال أطلقت مسابقة في 2017 لأفضل صورة تُأخذ من الزاوية الجنوبية الغربية، وإظهار قلعة القدس خالية من المعالم.

وقال إن الصورة ظهرت فيها مئذنة القلعة فكان لابد من إدخال أعمال جديدة لإعادة هيكلة وتطوير القلعة لإلغائها، موضحًا أن الاحتلال يسعى لتغيير معالم القدس لكي تخلو من أي حضور تراثي وتاريخي وديني.

من جانبه، المختص في شؤون القدس شعيب أبو سنينة أكد أن يطل علينا الاحتلال الإسرائيلي بجريمة تهويدية جديدة وهي تحويل قلعة القدس إلى ما يسمى متحف قلعة داوود إشارة إلى الشريعة اليهودية.

وقال أبو سنية لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إلى أن الاحتلال يزعم بأن ملكم داوود هو من بنى هذه القلعة وهو ليس له علاقة به.

وأشار إلى أن تحويل القلعة لمتحف خطوة خطيرة، لافتًا إلى أن الاحتلال يستخدم التقنيات بداخلها لتزييف الوعي التاريخي للمكان المركزي.