فيسبوك تواصل ملاحقتها ضد شركة الاختراق الإسرائيلية (NSO)

تكنولوجيامصدر الإخبارية

تواصل شركة فيسبوك معركتها القانونية ضد مخترقي واتساب، حيث حكم قاضي فيدرالي في كاليفورنيا بأن دعوى فيسبوك ضد شركة (NSO Group) “الإسرائيلية” فيما يتعلق بالتجسس على الآلاف من مستخدمي منصة واتساب يمكنها المضي قدمًا.

وزعمت فيسبوك، التي رفعت الدعوى العام الماضي، أن (NSO Group) – المطورة لبرنامج التجسس المشهور (بيغاسوس) Pegasus – استغلت ثغرة في واتساب لنشر برامجها الضارة ضد نشطاء حقوق الإنسان والصحفيين والمعارضين السياسيين.

ويمثل القرار الجديد في معركة فيسبوك ضد مخترقي واتساب ضربة لشركة مراقبة البرمجيات الإسرائيلية، التي نفت بشدة هذه المزاعم وقاتلت لرفض المحكمة للدعوى في شهر أبريل.

ومن خلال السماح للقضية بالمضي قدمًا، فقد نفى القاضي معظم الحجج التي قدمتها (NSO Group)، وترك الباب مفتوحًا أمام إمكانية أن تكشف الشركة عن معلومات حول عملائها وأهداف التجسس الخاصة بهم.

وأكد القرار أن واتساب ستكون قادرة على الحصول على المستندات ذات الصلة وغيرها من المعلومات حول ممارسات (NSO Group).

وأشاد متحدث باسم واتساب بالقرار، وقال: نحن سعداء بقرار المحكمة الذي يسمح لنا بالمضي قدمًا في ادعاءاتنا بأن (NSO Group) قد اشتركت في سلوك غير قانوني.

وأضاف “نحن اليوم على بعد خطوة واحدة من مساءلة (NSO Group) بشأن مهاجمة واتساب ومستخدميها، من ضمنهم الصحفيون ونشطاء حقوق الإنسان والمسؤولون الحكوميون”.

وحكم القاضي بأن (NSO Group) لا يمكنها استخدام أسلوب الدفاع المسمى “الحصانة السيادية”، وهو دفاع تتذرع به عادةً الدول القومية للدفاع عن نفسها لمحاولة تجنب الأضرار المدنية في بلدان أخرى.

ويسمح هذا الأسلوب للشركة بالحفاظ على تفاصيل موكليها أمام المحكمة.

أقرأ/ي أيضاً : فيسبوك تلاحق موظفي شركة تجسس “إسرائيلية”

وكانت (NSO Group) تأمل في استخدامه بالنظر إلى أن عملائها هم دول ذات سيادة يستخدمون منتجاتها لأسباب تتعلق بالأمن القومي ولا يمكنهم مواجهة اتهامات مدنية في الولايات المتحدة.

وقال متحدث باسم (NSO Group): الفريق القانوني يراجع قرار المحكمة، وتُستخدم تقنيتنا لإنقاذ الأرواح ومنع الإرهاب والجريمة في جميع أنحاء العالم، ونظل واثقين من أن سلوكنا مشروع.

ويأتي القرار في معركة فيسبوك ضد مخترقي واتساب بعد وقت قصير من قرار قاضي إسرائيلي السماح لشركة (NSO Group) بمواصلة بيع تكنولوجيتها خارج إسرائيل.

وسعت (NSO Group) منذ فترة طويلة إلى إبعاد نفسها عن كيفية استخدام تقنياتها، مدعية أن الشركة لا تشارك في تشغيل برامجها للتجسس.

وقالت الشركة: إن تقنياتنا لا يمكن استخدامها إلا من وكالات المخابرات الحكومية وكيانات تطبيق القانون لمكافحة الإرهاب والجريمة، وذلك في محاولة منها لتفادي الادعاءات حول استهداف المعارضين والصحفيين.

وظهرت حديثًا مزاعم حول استخدام برنامج تجسس (NSO Group) ضد سياسيي كاتالونيا، الذين كانوا يقاتلون من أجل الاستقلال، وأفادت المعلومات بأنه من غير المعروف من استهدف المسؤولين لكن الحكومة الإسبانية كانت زبونًا لدى (NSO Group).

كيف إخترقت شركة الاختراق الإسرائيلية (NSO) واتسآب ؟

ضجّ العالم بالتقارير الصحفية الأخيرة حول اختراق شركة إسرائيلية لمكالمات واتسآب منذ العام 2012.

ومع أنها ليست المرة الأولى التي تتكشف فيها ثغرات أمنية في تطبيق التواصل الأول في العالم، فإن التقنية الإسرائيلية المستخدمة هذه المرة من الخطورة بحيث أنها تدعو لطرح الكثير من الأسئلة، خاصة وأن مجموعة “أن أس أو” الإسرائيلية المصنعة للتقنية حصلت على عدة عقود حكومية دولية، وقد نجحت في زيادة أرباحها من بضعة ملايين من الدولارات إلى أكثر من مليار دولار في غضون 4 أعوام.

في البدء تم تصميم تقنية “بيغاسوس” لاختراق الهواتف الذكية والبدء بإرسال بياناتها كما بيانات الأشخاص الذي يلتقيهم الضحية الأول صاحب الهاتف إلى حواسيب مختلفة حول العالم.

لكن العام 2019، شهد طفرة تقنية في طرق “زرع بيغاسوس” داخل الهواتف المستهدفة، من إرسال رابط “خبيث” في رسالة نصية (كما كان معتمدًا منذ العام 2012) إلى استغلال ثغرات في تطبيق “واتسآب” نفسه لتحويل الهاتف إلى أداة تجسس، حتى من دون الحاجة إلى إرسال أي رسالة الى هاتف الضحية او إجراء مكالمة به.

الأسلوب الحديث في الاختراق يسمح لـ”بيغاسوس” بالحصول على كافة المعلومات في الهاتف، فضلا عن إمكانية تشغيل الكاميرا والمايكروفون بشكل سري لتسجيل كل الموقع الذي يتواجد فيه الضحية.

وتُظهر وثائق الدعوى القضائية التي رفعتها “واتسآب” على الشركة الإسرائيلية أنه بإستطاعة “بيغاسوس” الوصول الى عناوين البريد الالكتروني والرسائل على أنواعها، وبيانات تحديد المكان، وقوائم الاتصال، واعدادات الهاتف وكل ملفاته، من دون ان يلحظ الضحية أي امر غير مألوف.

كما بإستطاعة “بيغاسوس” استعادة الملفات المحذوفة من الهاتف وتدمير نفسه في حال كشفه، وهو يعمل على كافة أنظمة التشغيل المعروفة.

غير أن السؤال الجدي هو في التقنية الجديدة التي توفر لـ”بيغاسوس” كل هذه الإمكانات، على الرغم من عمليات التشفير المستمرة التي تقوم بها “واتساب”.