59 عاماً على تأسيسها.. ما هو واقع منظمة التحرير والمطلوب منها؟

خاص- مصدر الإخبارية

يمر اليوم 27 أيار (مايو) الذكرى الـ59 لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية التي انطلقت سنة 1964، كمظلة جامعة وموحدة للفلسطينيين.

منذ نشأتها تبنت منظمة التحرير سياسة النضال والكفاح المسلح لأجل تحرير فلسطين وعملت في مراحل مختلفة لأجل ذلك الطريق ولتحقيق هدفها الأسمى.

وأشرف منظمة التحرير من خلال الفصائل التابعة لها على عشرات العمليات العسكرية التي أوجعت الاحتلال الإسرائيلي من مختلف مناطق عملها في لبنان وسوريا والأردن وتونس والأراضي المحتلة وغيرها.

عام 1993 شهدت المنظمة تحولاً في مسارها، مع توقيع اتفاق أوسلو للسلام بين الفلسطينيين والاحتلال، وهو ما أدى لبدء تراجعها على الصعيد المحلي وسرقة دورها من قبل السلطة الفلسطينية.

زاد تراجع المنظمة بعد تولي محمود عباس لرئاستها عام 2004 عقب وفاة زعيمها ياسر عرفات، ومنذ ذلك الوقت تآكلت المنظمة وتقلص دورها إلى حد كبير، وفق مراقبين.

الهدف الأساسي لمنظمة التحرير غاب..

قال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية، إن المنظمة حينما أنشأت كان هدفها الوحيد والأساسي هو تحرير فلسطين واتخذت لأجل ذلك طريق الكفاح المسلح كما جاء في مواثيقها.

وأشار إلى أنه مع الوقت تغيرت سياسة المنظمة وتراجعت أولوياتها تجاه فلسطين وقضيتها، وتراجعت عن هدفها الأساسي الذي تأسست لأجله، وهذا ظهر جلياً بعدما اتجهت لعقد اتفاق السلام مع الاحتلال سنة 1993.

وأوضح القانوع، أن توقيع المنظمة على اتفاقية أوسلو للسلام نسفها ودفعها نحو الترهل وصار دورها هامشياً بالقضية الفلسطينية، ون السلطة برزت على الساحة منذ ذلك الوقت.

ولفت إلى أن المنظمة فعلياً تعيش حالة من الضياع والتفرد من قبل حركة فتح، التي تواصل السيطرة عليها منذ تأسيسها قبل 59 عاماً.

وقال القانوع إن المخرج الحقيقي لأن تستعيد منظمة التحرير الفلسطينية دورها، هو إعادة بنائها عبر استراتيجية واضحة يشارك بها الكل الفلسطيني، على أساس المواجهة مع الاحتلال حتى تحرير الأرض والإنسان.

وبين أن ذلك يحتاج تدخلاً من الكل الفلسطيني بشكل فوري، عبر الرجوع لاتفاقيات المصالحة الفلسطينية الداخلية وتنفيذها وعقد الانتخابات العامة، لإفراز قيادة جديدة.

الحل بإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير

القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قال لشبكة مصدر الإخبارية، إن منظمة التحرير الفلسطينية أنشأت منذ سنوات طويلة لتكون بيتاً لكل الفلسطينيين ولتحرير الأرض من ظلم الاحتلال وإنهائه.

ولفت إلى أن المنظمة مع الوقت بدأت تعيش حالة من الضعف والترهل بكل مكوناتها، وصارت معظم أطرها ودوائرها والاتحادات التابعة لها غير فاعلة نهائياً، وهو ما يؤثر على الحالة الفلسطينية عامة.

وأضاف الغول أن منظمة التحرير يجب أن تكون فاعلة بشكل أكبر، لتتمكن من التعبير عن الفلسطينيين بكل أماكن تواجدهم كما هو مطلوب.

وأكد على أن جميع الفلسطينيين يعتبرون المنظمة وهو بحالتها الأفضل، هي بيتهم المعنوي القادر على تمثيلهم وانتزاع حقوقهم من كافة الأطراف.

ودعا الغول في الذكرى الـ59 لتأسيس منظمة التحرير لضرورة العمل على أن تستعيد المنظمة دورها، وتستوعب الجميع.

وقال إنه يجب أن تستعيد مسارها لأجل تحقيق الهدف الذي تأسست من أجله، وهو تحرير كل فلسطين، دون انتقاص أي جزء من أرضها.

معلومات حول منظمة التحرير الفلسطينية

وتأسست منظمة التحرير الفلسطينية يوم 27 مايو عام 1964 بهدف تأسيس دولة فلسطينية مستقلة.

وتم الإعلان عن تأسيسها خلال اجتماع الجامعة العربية في القاهرة.

وبحسب ميثاقها الرسمي فإن الهدف الأساسي من تأسيسها هو “تحرير فلسطين” عن طريق الكفاح المسلح.

وفي يوم 28 مايو عقد أول اجتماع لمنظمة التحرير بحضور 422 شخصية فلسطينية بارزة وتم انتخاب أول رئيس للمنظمة، وهو أحمد الشقيري.

وأسسوا هيئة تشريعية للمنظمة هي المجلس الوطني الفلسطيني، والمجلس المركزي، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والصندوق الوطني، وجيش التحرير الفلسطيني، ووضعوا المسودة الأولى للميثاق الوطني والقانون الأساسي الذي يهدف إلى تحرير فلسطين وتنفيذ حق العودة وممارسة حق تقرير المصير.

وبعد 3 أعوام من تأسيسها قدم الشقيري استقالته في كانون الأول عام 1967 وتسلم رئاسة المنظمة يحيى حمودة، وخلفه بعد ذلك ياسر عرفات في عام 1969.

وتعتبر منظمة التحرير الفلسطينية المظلة التنظيمية لمختلف الفصائل الفلسطينية ولعبت دوراً رئيسيّاً في تعبئة الفلسطينيين في شتى أنحاء العالم وتركيز الدعم الدولي لقضيتهم.

واعترفت الأمم المتحدة في 14 تشرين الأول عام 1974، بمنظمة التحرير الفلسطينية “الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني”، وفي 28 تشرين الأول عام 1974، اعترفت كذلك قمة الجامعة العربية المنعقدة في الرباط بمنظمة التحرير “الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني”.

وشهد عام 1993 تحولاً بتاريخ منظمة التحرير حيث اعترفت بإسرائيل عبر اتفاق أوسلو وبدأت التنديد بالإرهاب (العمل المسلح).

وتم توقيع الاتفاقية بحضور ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين واعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.

وبعد وفاة الرئيس الخالد ياسر عرفات عام 2004 تولى محمود عباس رئاسة المنظمة ولا يزال يسيطر على المنصب حتى الآن وسط تجاذبات سياسية عالية.