وسط تراجع للشبيبة.. انتخابات جامعات الضفة تعكس تعطش الفلسطينيين للديمقراطية
خاص- مصدر الإخبارية
أفرز فوز الكتلة الإسلامية الذراع الطلابية التابعة لحركة حماس بانتخابات جامعتي النجاح في نابلس وبيرزيت برام الله، ردود فعل متعددة بالأوساط الفلسطينية.
وانطلقت دعوات فلسطينية متعددة لضرورة التقاط الرسالة التي حملتها الانتخابات الجماعية ونقلها لقطاع غزة بصورة عاجلة وتعميمها على كل مؤسسات الوطن.
وشهدت الانتخابات الأخيرة خسارة الشبيبة الطلابية التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح.
وخلال سنوات كثيرة ماضية، عرف عن الشبيبة الفتحاوية سيطرتها بتلك الانتخابات وتحصيلها للفوز أكثر من مرة، سيما مع وجود الدعم الحكومي والشعبي لها في ظل حكم السلطة الفلسطينية لمناطق الضفة الغربية.
لكنّ إجراءات السلطة ورئيسها محمود عباس أدت لتراجع ذلك الدعم على مختلف الأصعدة.
وعزا مراقبون ومسؤولون فلسطينيون أسباب خسارة الشبيبة الفتحاوية بتلك الانتخابات لكثير من الأسباب، أهمها ترهل حركة فتح التي يسيطر عليها محمود عباس وعدد من المتنفذين الذين يحاولون إسكات وإخراس كل الأصوات المعارضة لهم.
وقالوا إن من أسباب خسارة الشبيبة أيضأ هو ممارسات السلطة بمحافظات الضفة الغربية، والانتهاكات التي تمارسها بحق المواطنين هناك.
ورأى المراقبون أن انتخابات الجامعات بالضفة فرصة يجب على الجميع التقاطها من أجل العمل على ترسيخ مبدأ الديمقراطية بالشارع الفلسطيني بعيداً عن سياسية التفرد بالحكم التي يتم ممارستها حاليا.ً
من جهته قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة إن الانتخابات في الجامعات هي ترسيخ لمبدأ الديمقراطية التي يتعطش الفلسطينيون إليها ولممارستها بكافة مؤسساتهم.
وقال إن أي نتائج يمكن أن تصدر عن الانتخابات تعكس المزاج العام للشعب الفلسطيني وتؤكد قدرته على اختيار الممثلين له بكافة المجالات.
ودعا أبو ظريفة في تصريحاته لشبكة المصدر الإخبارية، لضرورة، تهيئة كل الظروف لأبناء الشعب الفلسطيني لأجل ممارسة حقوقهم المدنية، وطالب بضرورة العمل على تحسين الأحوال الوطنية.
وطالب أبو ظريفة حركة حماس في غزة لتسهيل عقد الانتخابات الطلابية في الجامعات الفلسطينية، كما أكد ضرورة العمل على تمرير التجربة للبلديات والمجالس المحلية.
وقال الناطق الإعلامي باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح عماد محسن إن الانتخابات الطلابية هي انعكاس لتفاعل الشعب الفلسطيني مع الأوضاع الموجودة.
ولفت في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية إلى أن خسارة الشبيبة الفتحاوية والتي كانت في فترة ما هي الرائدة الأولى في العمل الطلابي والشبابي فلسطينياً، يعود للإخفاقات الرسمية التي تصدر عن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وقيادة حركة فتح الحالية المترهلة.
وأشار إلى أن القيادة الحالية ترفض الاستجابة لمتطلبات التطور والتغيير وتتمسك بمفاهيم ومبادئ عمل بعيدة كل البعد على تاريخ حركة فتح ودورها النضالي التاريخي في وجه الاحتلال.
وبين محسن أن ذلك جعل الشبيبة الفتحاوية فريسة سهلة للمنافسين ودفعهم نحو الفوز عليها بجامعتين من أكبر جامعات الوطن، وذات ثقل أكاديمي عالي.
وقال محسن إن المطلوب حالياً هو العمل بشكل فوري على استخلاص العبر من الأخطاء وإعادة للشبيبة دورها الريادي، من خلال العمل على إصلاح مؤسسات حركة فتح وضخ دماء جديدة والاستجابة لكل المتغيرات.
والأربعاء فازت كتلة الوفاء الإسلامية، ممثلة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بانتخابات مجلس اتحاد الطلبة بجامعة بيرزيت في رام الله.
وحصدت الكتلة على 25 مقعدًا والشبيبة الطلابية التابعة لحركة فتح على 20 مقعدًا، فيما حصل القطب التقدمي التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني على 6 مقاعد.
وفي بيان لها قالت الجامعة إن 9371 طالبًا وطالبة شاركوا في الانتخابات، حيث بلغت نسبة التصويت 76%.
وفي 16 مايو الجاري أعلنت جامعة النجاح في نابلس فوز الكتلة الإسلامية بـ40 مقعدًا مقابل 38 مقعدًا للشبيبة الفتحاوية بانتخابات مجلس الطلبة.
وبحسب الجامعة بلغت نسبة التصويت، 69.83%، إذ أدلى 15 ألفا و480 طالبا بأصواتهم، من أصل 22169 طالبا وطالبة يحق لهم الاقتراع في العملية الانتخابية. وبلغ عدد الأصوات الصحيحة، 14 ألفا و945.