أسلحة إسرائيل

ما هو الهدف الاستراتيجي من جولات القتال المتكررة في قطاع غزة؟

معاريف – شبكة مصدر الإخبارية
شبتاي شافيت – رئيس سابق للموساد
ألقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطاب بار إيلان في 14 حزيران (يونيو) 2009، حيث اقترح إجراء مفاوضات إسرائيلية فلسطينية لحل الدولتين. ويبدو أن خطاب بيبي يتناقض مع أيديولوجيته القديمة. لذا، أين الخطاب؟ كان باراك أوباما، الذي دخل البيت الأبيض في أوائل عام 2009، ديمقراطيًا أسود ذو آراء ليبرالية.
في زيارته الأولى لإسرائيل، مر على إسرائيل ووصل إلى مصر. وكان خطابه الأول في جامعة الأزهر في القاهرة، في 4 يونيو 2009، حيث قال إنه يدعم حل الدولتين لكلا الشعبين. إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أكد أوباما أن الوضع الذي لا يكون فيه للشعب الفلسطيني دولة لا يطاق، وأن تطلعات الفلسطينيين في دولة واحترام أمر مشروع.
يفسر تقارب التواريخ بين خطاب أوباما في القاهرة في 4 يونيو 2009، وخطاب بيبي بار إيلان بعد حوالي أسبوع ونصف لماذا أشار نتنياهو علنًا إلى حل الدولتين. لم يكن اختيار جامعة بار إيلان عرضيًا أيضًا، بل كان لخلق تناسق مع خطاب أوباما. أدرك نتنياهو أنه يجب أن يعيش مع أوباما لفترة ولاية واحدة على الأقل. اتضح لاحقًا أنه عاش مع أوباما لفترتين، حتى عام 2017.
في موضوع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أدرك بيبي أنه لا يجب أن يخالف القواعد في بداية ولاية الرئيس الأمريكي. ولهذا أعرب عن رغبته في مناقشة حل الدولتين، مدركًا مسبقًا أنه في المستقبل سيجد بالفعل “براءة اختراع” حول كيفية القضاء على القضية، كما حدث. وما هي “البراءة” التي وجدها بيبي لقتل فكرة الدولتين؟ في عقله المحموم ابتكر ميزان قوى جديد بين الشعب الفلسطيني.
ستجفف وتضعف السلطة الفلسطينية ببطء وتدريجي، وفي نفس الوقت تقوي حماس، التي لم يتم الاعتراف بها كدولة وهي بالتأكيد غير شرعية. وبهذه الطريقة حاول السيطرة على شدة الصراع وارتفاع ألسنة اللهب في قطاع غزة. وبما أن حماس ليست أكثر من منظمة إرهابية، فلن يتمكن العالم من الضغط علينا للتقدم على طول المسار الفلسطيني كلما تحترق غزة. مفكر عسكري واجتماعي تاريخي حقيقي على مستوى الجنرال البروسي كارل فون كلاوزفيتز.
جدار بيبي الحديدي
في السنوات العشرين الماضية، دارت 18 جولة قتال في القطاع. إحصائيًا، جولة قتال واحدة تقريبًا في السنة. ما هو الغرض من استراتيجية كلاوزفيتز هذه؟ لا يوجد دليل أفضل لتأكيد الأطروحة من كلام بيبي نفسه، في اجتماع الليكود في الكنيست، عندما أوضح أن تحويل الأموال القطرية إلى حماس هو جزء من استراتيجية الفصل بين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، فهذه هي الطريقة التي سنحبط بها إقامة دولة فلسطينية. في هذه اللحظة يستيقظ كلاوزفيتز من قبره ويسأل: حسنًا، ولكن ما هي نهاية اللعبة؟ ولا يجيب بيبي بالضبط، لكنه ربما يفكر في نفسه: الفيضان يلاحقنا.
وما هو الثمن الذي تدفعه إسرائيل مقابل إستراتيجية ليست أكثر من صيانة، دون أي أمل أو توقع لمستقبل أفضل؟ أولاً – سكان قطاع غزة هم “الجدار الحديدي” لبيبي، وهم من يعانون من خسائر في الأرواح، وأضرار وخسائر في الممتلكات، وصدمات نفسية للأطفال، وخسارة في نوعية الحياة على مدى أجيال.

الثاني – بيبي يبني حماس بيديه خلفا لأبو مازن. مع الآخر يمكنك أن تقول مرحباً. مع الأول سوف تأكل سيفًا إلى الأبد. الثالث – خسارة قوة ردع الجيش الإسرائيلي، بالنظر إلى أن الجيش الإسرائيلي لديه تكتيك واحد فقط، وهو جولة قتال تستمر عدة أيام والعودة إلى وقف إطلاق النار. الرابع – عتبة العداء في الصراع تخلق تحالفًا مخيفًا من الأعداء، والذي صاغ بالفعل لغة جديدة ومهددة: “سيناريو متعدد الجوانب”، يبدأ بإيران في الشرق ويغطي كامل الأراضي حتى البحر الأبيض المتوسط.
جرب بيبي استراتيجيته للتجفيف في ساحة أخرى – الأردن. السلام بين الأردن وإسرائيل، الذي تم بناؤه على مدى عقود، يثير اهتمام بيبي بقدر اهتمامه بثلوج العام الماضي. لشرح منطقه الملتوي سيتطلب مقالة منفصلة. على أي حال، من الجيد أنه لم يتمكن من تنفيذ هذه الخطوة. فكيف تخرج من بيضة غزة؟ باختصار، عليك أن تختار أحد خيارين:
الأول: انتظار عودة أميركية إلى الشرق الأوسط وإقامة محور إقليمي جديد للدول السنية المعتدلة بما فيها إسرائيل، وسيكون دور هذا المحور إعادة الاستقرار إلى المنطقة وكبح إيران والترويج لنهاية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والثاني انتظار فرصة سانحة للقضاء على حماس في غزة .

Exit mobile version