حشرة البعوض

حشرة البعوض.. شبحٌ يغزو منازل المواطنين وتنغص محاولاتهم للنوم

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

مع كل بداية موسم صيف جديد، يشتكي المواطنون في قطاع غزة من انتشار حشرة البعوض، ومع حلول ساعات المساء تتحول محاولاتهم للنوم لوضع لا يطاق، خاصة عند انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة، وهي فترة تنتشر فيها الحشرات الزاحفة والطائرة، لا يسلم الأطفال من لسعاتها.

ويشتكي المواطنون المجاورون لبركة الشيخ رضوان وسط قطاع غزة من انتشار البعوض، فلا تكاد تمر ليلة عليهم دون معاناة المواطنين هناك فيروي الصباح حكايةَ معاناة جديدة تطل عليهم.

خشية من الأمراض الجلدية

هبة غبن إحدى النساء اللواتي يسكنَ بتلك المنطقة، ورغم بذلها محاولات عديدة للتغلب على البعوض بالرش واستخدام وسائل طاردة للحشرات والبعوض إلا أن تلك المحاولات كانت غير مجدية.

تقول غبن لـ”شبكة مصدر الإخبارية” بصوت يمتزج بمرارة الواقع الذي تعيشه: “أصبحت أكره الصيف بسبب غزو الحشرات لمنزلي، فأصبح ضررها على الأطفال كبيرًا، ومحاولاتنا لطردها لم تكن كافية أو مجدية”.

ما أن يطل الصباح وتفتح عينيها ليوم جديد، تجد الفتاة نفسها أو أطفالها مضطرة لحك مواضع ندبات حمراء ناتجة عن لدغات البعوض، حتى أصبح الاستيقاظ دون لدغات أمنية لها، مردفًة: “فش يوم بمر ما بتقرصنا البعوض”.

على مدار الفترة الماضية استخدمت غبن كل الطرق الطبيعية لطرد البعوض، مثل النعناع والليمون والريحان والقرنفل وغيرها على أجسادهم وفي غرف المنزل، علّها تبعد البعوض عنهم؛ لكن دون جدوى.

ولم يقتصر الأمر على حساسية اللدغات أو احمرار الجلد، فتوضح أن أطفالها أصيبوا بأمراض جلدية وفي كل مرة تذهب إلى الصيدلية المجاورة لمنزلها أو المستشفيات لأخذ أدوية أو إبر تخفف عنهم لسعات البعوض، لكن الأدوية لم تنجح بالشكل الكافي.

وتعبر عن خشيتها من تحول هذه اللسعات إلى أمراض جلدية، مشيرًة إلى أنها ذهبت إلى عيادة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فحذرها من تحول اللدغات المعتادة كل صيف إلى أمراض جلدية.

عجز وإحباط

بنفس الطريقة تعامل المواطن محمد عدوان مع البعوض، حتى أصبح عاجزًا هو وعائلات كثيرة في إيجاد طريقة للتعامل مع حشرة البعوض، ويأس من جميع الطرق لمكافحتها منها رش البلدية المبيدات الحشرية، ومعالجة خطوط الصرف الصحي وإبعاد حاويات القمامة عن المنازل جميعها بائت بالفشل.

ينغص حياة العائلة عدوان آخر غير البعوض، يقول عدوان لـ”شبكة مصدر الإخبارية“: “لا نواجه مشكلة مع البعوض فقط بل أيضًا يؤرق حياتنا الذباب، فاستخدمت جميع المراهم وطارد الحشرات الكهربائي دون جدوى”.

كحال سابقته، يستيقظ أطفاله كل صباح يبدأ بوضع المراهم على أجساد أطفاله المتورمة بسبب اللدغات، وتستمر معاناة الأطفال طوال اليوم مسببة ألمًا، فضلًا عن تورم الجلد أو احداث انتفاخات بالعين والوجه تحد من خروج الأطفال للحي.

وجد عدوان حلًا يقلل تأثير المشكلة بوضع شبك الحماية على نوافذ منزله لمنع دخول البعوض، لكنها تحجب الهواء كما أن بعض سكان المنطقة غير قادرين على شرائها.

عن دور بلدية غزة بمعالجة المشكلة، قال: “البلدية وعدتنا بإيجاد حل لمشكلة البعوض في كل موسم صيف، لكنها لا تقدم حلولًا سوى رش مبيد أو التخلص من مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار التي تتجمع في الأحواض وفي الأراضي الزراعية”.

البلدية توضح

من جهته، يوضح مدير دائرة الصحة والبيئة في بلدية غزة المهندس أحمد أبو عبدو أنه ومع بداية موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة تبدأ الحشرات بالتكاثر والانتشار وتقوم البلدية بإجراءات عملية وتوعوية للحد منها ومكافحتها.

ويؤكد أبو عبدو في حديثه لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أن الطواقم الميدانية تكثف من جهودها لمكافحة حشرة البعوض في محيط برك تجميع مياه الأمطار التي يزداد فيه للحفاظ على سلامة المواطنين.

ويشير إلى أن عمليات مكافحة البعوض من خلال المسح الميداني تجري من منزل لمنزل في الأماكن التي ينتشر فيها البعوض، حيث يتم التخلص من تجمعات المياه داخل المنازل أو رش ومعالجة الصرف الصحي.

ويلفت إلى أن البلدية تستقبل يوميًا شكاوى من المواطنين بشأن البعوض وتحديد المنطقة، موضحًا أن مكافحة البعوض تتم بثلاث طرق هي المعالجة الميكانيكية، والبيولوجية، الكيمائية، وهي طرق تستهدف مكافحة الحشرة في مراحل دورة حياتها كافة.

ويشدد على ضرورة إتباع الإرشادات الخاصة بالحد من انتشار وتكاثر البعوض في بعض المناطق، منها التخلص من المياه الراكدة في الحدائق المنزلية والأراضي الزراعية وتغطية خزانات المياه المنزلية، وإطارات السيارات.

ويحث أبو عبدو المواطنين في غزة على تقديم الشكاوى المتعلقة بحشرة البعوض على الرقم 115 وعبر صفحتها الإلكترونية “فيسبوك”.

Exit mobile version