مناورة حزب الله.. رسائل بالنيران الحية لإسرائيل هذا مفادها

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

بدأ حزب الله اللبناني اليوم الأحد مناورة واسعة النطاق بمشاركة أسلحة وصواريخ وآليات هي الأضخم في تاريخ الحزب من حيث الكم والنوع والظهور الإعلامي.

ووفق مختصين وخبراء عسكريين، فإن مناورة حزب الله تحمل العديد من الرسائل لإسرائيل والداخل اللبناني.

وقال المختص اللبناني في الشأن الإسرائيلي حسن حجازي، إن الرسالة الأولى التي تحملها المناورة لإسرائيل تتعلق بحجم الإمكانات والقدرات لدى المقاومة اللبنانية، خاصة مع وصول مرحلة الصراع إلى درجة متقدمة”.

وأضاف حجازي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن حزب الله يمرر عبر المناورة رسائل بالنيران الحية لإسرائيل بعد معركة وحدة الساحات التي نشبت لأجل القدس، والتي جرى خلالها إطلاق صواريخ من جنوب لبنان وسوريا وغزة قبل شهرين.

وأشار إلى أن حزب الله يريد اثبات حقيقة أن المقاومة لديها الجهوزية لخوض معركة بمعايير مختلفة عما يعرفه العدو.

وأكد على أن المناورة تحاكي عمليات اقتحام واسعة لوحدات الرضوان، وإطلاق صواريخ بشكل مكثف في رسالة بالصميم لـ “إسرائيل” بأن المقاومة جاهزة لما وعدت به في وقت سابق، بأن وحداتها ستقوم بأعمال برية إلى جانب القصف الصاروخي في أي حرب مقبلة.

وشدد على أن المناورة تأتي في ظل تطورات مهمة خلال العاميين الماضيين على صعيد الترابط القوي بين محور المقاومة في إيران ولبنان وسوريا وفلسطين، وترسيخ مبدأ وحدة الساحات.

ونوه حجازي إلى أن “إسرائيل تقرأ رسائل حزب الله من المناورة وتتفهما وتدرك المعاني التي تحملها، وستتعامل معها بأن المقاومة لديها تحول في الإمكانات والجاهزية”.

من جهته، أكد الخبير العسكري محمود العجرمي أن “مناورة حزب الله تتزامن مع التطورات في المنطقة، من حيث تصاعد الحديث عن غرفة عمليات مشتركة لمحور المقاومة، وإمكانية دخول حزب الله إلى جانب المناطق الأخرى، كفلسطين في أي مواجهة مقبلة مع إسرائيل”.

وقال العجرمي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن “المناورة تأتي ترسيخاً للتصريحات الأخيرة لحزب الله اللبناني بأن المقاومة اللبنانية لن تكون بعيدة عما يجري في فلسطين، ولا تخيفها التهديدات الإسرائيلية”.

وأضاف العجرمي، أن “المناورة تعكس الجانب التنفيذي لتطورات القدرات العسكرية لحزب الله ومقاتليه، وكرد على مناورات الاحتلال الأخيرة على الجبهة الشمالية”.

وأشار إلى أن المناورة تدلل أيضاً على أن حزب الله يعمل بحرية ومستعد لضرب إسرائيل بأي لحظة.

وأكد على أن “المناورة تأتي أيضاً للتأكيد على استمرارية الدور المسلح لحزب الله تزامناً مع الذكرى الـ 23 لتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي في 24 مايو (أيار) من عام 2000، ومن بعده عدوان 2006، وأنه جاهز للتعامل مع أي متغيرات في المنطقة خاصة بعد الاتفاق السعودي الإيراني”.

وبحسب تقارير لبنانية فإن المناورة تحمل أيضاً رسائل داخلية في ظل احتدام المعركة الرئاسية، ومناداة بعض الأصوات بزع سلاح حزب الله وعدم شرعيته.

يشار إلى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قدر عدد مقاتلي الحزب العسكريين في وقت سابق 100 ألف مقاتل.

وكانت وسائل إعلام عبرية قدرت عدد صواريخ حزب الله بين 120 و150 ألفاً، وتستطيع ضرب العمق الإسرائيلي بما يصل إلى 5 آلاف صاروخ يومياً.