ماذا تغير على مدينة القدس منذ إقامة مسيرة الأعلام أول مرة عام 1968؟

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

تنظم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وجماعات الهيكل المتطرفة اليوم الخميس 18 مايو (أيار) 2023 مسيرة الأعلام، ضمن حدث سنوي أقيم للمرة الأولى في عام 1968 احتفالاً يما يسمى “يوم توحيد القدس”.

ومنذ تاريخ احتلال مدينة القدس عام 1967، عمد الاحتلال على فرض سياسات التغيير الديمغرافي والتقسيم الزماني والمكاني، وفق الخبير في شؤون الاستيطان صلاح الخواجا.

وقال الخواجا في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية ” شرع الاحتلال منذ احتلال القدس بإحراق المسجد الأقصى، وإعلان مشروع إيالون، الذي ينص على الاحتفاظ الكامل بالقدس الشرقية والغربية وجعلها عاصمة للاحتلال وتقسيم الضفة الغربية وقطاع غزة إلى سبع ولايات وتقسيمها إلى معازل وكانتونات”.

وأوضح الخواجا أن “مخطط إيالون نص على عزل قطاع غزة عن الضفة الغربية وفصل القدس عنهما، والسيطرة بشكل كامل على الأغوار التي تشكل 28% من أراضي الضفة”.

وأضاف الخواجا أن “ما يظهر اليوم أن الحلم الإسرائيلي لتجسيد واقع الاستيطان في الضفة الغربية وتأبيد الاستعمار بدأ يتحقق من خلال برامج حكومات الاحتلال المتعاقبة”.

وتابع الخواجا أن “في عام 1967 كان عدد الفلسطينيين الذين يسكنون في القدس الشرقية 72 ألفاً مقابل صفر مستعمر، وفي 2002 بلغ عدد الفلسطينيين أكثر من 400 ألف والمستعمرين 256 ألفاً تزامناً مع إعلان أرئيل شارون رئيس وزراء إسرائيل سابقًا خطة الهجوم، من خلال إزالة خط الهدنة وعدم الاعتراف في الحدود الفاصلة بين الأراضي المحتلة عام 1948 ونظيرتها في 1967، وإعلان بناء جدار الفصل العنصري، ما أدى لعزل 150 ألف فلسطينياً عن ارتباطهم في البلدات القديمة والمناطق المقدسة”.

وأردف الخواجا أن “شارون عزل بالجدار عدد كبير من القرى، بينها 12 قرية عانت الأمرين وحبسهم في شمال غرب القدس، وأخرج منطقة السواحرة والعيزرية وأبو ديس خارج البلدة القديمة، وعزل 70 ألف فلسطيني بشكل كامل”.

واستطرد الخواجا أن “إحدى القرى كفر عقب التي يوجد بها 100 ألف فلسطيني غابيتهم كانوا يعيشون في القدس، ويعانون حالياً الأمرين بفعل تضييقيات الاحتلال وهدم البيوت وعدم منحهم تراخيص البناء في إطار خطط التهجير الطوعي، ويجري تطبيق الأمر بشكل تدريجي”.

وأشار إلى أن “الاحتلال عمد على زرع مستوطنات جديدة ومن أبرزها مستوطنة جبل أبو غنيم التي ربطت مناطق في محيط القدس وأخرى في بيت لحم، تمهيداً لجعلها مدن استعمارية كبيرة على حساب أراضي الفلسطينيين”.

ولفت إلى أن “هناك الآن خطة لتطبيق مشروع a1 القاضي بتهجير 25 تجمع فلسطيني من التجمعات البدوية في شرق القدس من ضمنها الخان الأحمر، ومحاولة زرع مستوطنات جديدة بالمنطقة وترسيخ ربط القدس الشرقية بجزئها الغربي، مع مستوطنة معاليه أدوميم وصولاً إلى البحر الميت وربط جميع المستعمرات مع بعضها، وعزل مناطق جنوب الضفة عن وسطها”.

ونوه إلى أن “الاحتلال عمل أيضاً على إقامة شارع الابارتهايد الذي فتح على أراضي عناتا وتقوم فكرته على إقامة طريق للمستوطنين وأخر للفلسطينيين، بما يعزلهم عن بعضهم البعض ويمنع أي احتكاك بينهم”. بالإضافة لشارع الحياة الذي سيربط مستعمرات معاليه أدوميم في شرق القدس مع مستوطنات في وسطها وعزل بلدات السواحرة وأبو ديس والعيزرية عن أي ارتباط بأي مدن فلسطينية.

وأكد أن “ما تغير اليوم إعلان وزير مالية الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش ومطالبته بتطبيق برنامج الحكومة الإسرائيلية المتفق عليه فيما يتعلق بالبناء الاستيطاني في القدس ليصل عدد المستعمرين إلى مليونين مستوطن في الضفة الغربية والقدس المحتلتين في عام 2025″.

وشدد على أن ” سموتريتش يهدف لإيصال عدد المستوطنين في القدس إلى مليون وفي الضفة الغربية إلى مليون أخر، في إطار مخطط لتهجير ما تبقى من الفلسطينيين، وتفريغ المدن التاريخية والمقدسة من مواطنيها”.

وقال الخبير في شؤون الاستيطان إن “المخطط الجديد ينص أيضاً على تطبيق مشروع التليفريك الذي يسعى لتغيير معالم ومكانة القدس ناهيك عن مشروع القطار الخفيف وصولاً إلى تغيير الحضارة الإسلامية واستبدالها بمعالم يهودية”.

وذكر أن من أكبر المشاريع الاستيطانية التي تهدد الضفة والقدس حالياً أيضاً مشروع شبكة مواصلات عامة تربط شرق القدس بغربها بتكلفة 30 مليار شيكل، وهدفه الأساسي تفتيت المدينة ومحاصرة الأحياء الفلسطينية.

وحذر من “مخططات لعزل وتهجير أحياء الجوز والشيخ جراح وبيت صفافا وأبو غوش والعيساوية وصولاً جعلها سجون للفلسطينيين ومحاصرتها ببوابات الكترونية تفتح بمواعيد محددة وفقاً لأهواء الاحتلال”.

ورأى أن” الفلسطينيين حالياً أمام موجة خطيرة من التوسع الاستيطاني وتأبيد التسوية وصولاً لإنهاء وجودهم نهائياً خاصة في مدينة القدس”.

ونبه أن “الخطر الأكبر حالياً إقامة الاحتلال مشروع القدس الكبرى على مساحة 12% من فلسطين التاريخية، مما يجعل مستقبل التجمعات الفلسطينية رهينة للحصار أو التشريد كما حدث مع التجمعات البدوية”.

وأكد الخواجا أن كل الخطوات المذكورة أعلاه تندرج تحت هدف واحد ترسيخ التقسيم الزماني والمكاني في مدينة القدس وخاصة في المسجد الأقصى وحصر الفلسطينيين في منطقة محددة وجعل الباقي تحت سيطرة جماعات الهيكل المتطرفة.