هل تؤسس عودة سوريا إلى الجامعة العربية لخريطة جديدة في المنطقة؟

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

استعادت سوريا، الأحد، السابع من شهر مايو (أيار) الجاري، مقعدها في الجامعة العربية، منهية 12 عاماً من الغياب الناتج عن الخلافات بسبب الحرب الأهلية في البلاد، لكن يبقى السؤال الأبرز ماذا استفادت دمشق والعرب؟

واشترط بيان وزراء الخارجية العرب في عودة سوريا إلى مقعدها، تنفيذ تعهداتها الخاصة بخطة العمل العربية لحل الأزمة السورية.

وتنص الخطة على الوقف الكامل للعنف والافراج عن المعتقلين السياسيين وإزالة أشكال الوجود العسكري في المدن والمناطق السكنية، والسماح لوسائل الإعلام العربية، بدخول سوريا وتغطية الأحداث.

وأجمع محللان سياسيان، أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومصالحتها مع الدول المجاورة، تقود نحو رسم خريطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط.

وقال المحلل هاني العقاد إنه “بات واضح للجميع أن السعودية تقود المنطقة العربية نحو تغيير حقيقي يكون عنوانه استعادت العلاقات العربية الموحدة، وتخفيف بؤر الصراع والتوتر”.

وأضاف العقاد في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن “التقارب السوري العربي يعتبر أيضاً جزء من استعادت إيران علاقاتها مع العربية السعودية”.

وأشار إلى أن “الجهد العربي لعودة سوريا إلى الجامعة العربية يسحب البساط من تحت أقدام دول أخرى لها مصالح ببقاء بؤر توتر في الشرق الأوسط”.

وأكد أن “إعادة سوريا إلى الحضن العربي إشارة من السعودية إلا أنها قادرة على حل الأزمات في المنطقة العربية سواء كانت كبيرة أو صغيرة ورسم خارطة المنطقة بالكامل”.

وشدد العقاد على أن “السعودية توصل رسائل بأنها قادرة على حل ملف الأزمة السورية التي أرهقت الجميع لسنوات طويلة”.

ورأى أن “جهود الرياض لن تقتصر على الملف السوري بل تتوسع حالياً لإنهاء الأزمة في السودان واليمن وصولاً لحل لكافة المشاكل العربية بما فيها القضية الفلسطينية”.

وتابع أن “إعادة سوريا للحضن العربي قد يكون أيضاً من مساعي الضغط عليها لتغيير علاقاتها مع إيران”. مستبعداً نجاح الأمر.

من جهته، قال المحلل السياسي عدنان الصباح، إن عودة سوريا إلى الحضن العربي بجهد عربي يثبت بأن الولايات المتحدة ليست اللاعب الوحيد القادر على التأثير في المنطقة والتحكم بها وتقسيمها كما تشاء.

وأضاف الصباح في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “سوريا نجحت على مدار السنوات الماضية بتحطيم المؤامرات التي أحيكت ضدها وأنه يمكن لها التصدي للمشروع الأمريكي برمته في المنطقة”.

وأشار إلى أن “سوريا تعتبر حالياً نموذجاً لحل المشاكل في المنطقة خاصة على صعيد ما يجري في السودان واليمن وليبيا”.

وأكد على أن “على الدول العربية الإدراك أن الولايات المتحدة وإسرائيل أخذتا المنطقة نحو المشاكل لتشجيع التطبيع والارتماء في أحضانهما”. مشدداً أن عودة دمشق للحضن العربي سيعزز موقفها لمواجهة إسرائيل.

ولفت إلى أن “عودة الاستقرار إلى سوريا مصلحة عربية كون التوتر الداخلي في البلاد يؤثر على البلدان المجاورة، خاصة على الصعيد الأمني، والإنساني الناشئ جراء أزمة اللاجئين”.

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في الدول المجاورة لسوريا أو بلدان أخرى في الشرق الأوسط وإفريقيا لشهر شباط (فبراير) 2022 قرابة أكثر من 5.5 مليون لاجئ.

ونوه إلى أن “سوريا لها مصلحة أساسية بالعودة إلى الحضن العربي تتمثل في تخفيف منسوب التدخلات الإقليمية في البلاد في ظل وجود أطراف عديدة على الأرض تتمثل بالولايات المتحدة وتركيا وإيران وروسيا”.

وتوقع أن يؤدي عودة العلاقات العربية السورية إلى تخفيف حجم العقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق، لاسيما على صعيد وقف تجميد المبادلات التجارية وتجميد حسابات الحكومة السورية المصرفية في الدول العربية.

اقرأ أيضاً: سوريا تعود إلى جامعة الدول العربية.. تفاصيل القرار الرسمي

Exit mobile version