حصار الاحتلال أريحا.. عين على خيراتها والأخرى على مقاوميها

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

للمرة الرابعة على التوالي منذ بداية العام الجاري، تشدد سلطات الاحتلال الإسرائيلي من الإجراءات العسكرية وحصار محافظة أريحا، كعقاب جماعي على أبناء الشعب الفلسطيني، مما تسبب بأزمات مرورية خانقة بالإضافة إلى الخسائر بملايين الشواكل.

وشهدت أريحا اقتحامات إسرائيلية واشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين بدات عقب تنفيذ عملية إطلاق نار باتجاه مطعم إسرائيلي عند مفرق “ألموغ” في 28 كانون الثاني (يناير) الماضي، وتبنتها كتيبة مخيم عقبة جبر.

ليس حصارًا سياسيًا فقط

محافظ أريحا جهاد أبو العسل قال في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية“، إن حصار أريحا تسبب بخسائر كبيرة على القطاعات الزراعية والتجارية والسياحية بأكثر من ٥٠ مليون شيكل.

ووفق توقعات أبو العسل كان سيزور أريحا نحو مليون سائح، إلا إن الحصار والاجراءات العسكرية الإسرائيلية قلص العدد إلى مائة ألف فقط، ما انعكس بالسلب على المرافق السياحية في المحافظة وكبد أصحابها خسائر فادحة.

وأشار إلى أن الحصار ليس فقط سياسي بزعم البحث عن منفذي عمليات إطلاق النار، بل هو اقتصادي بحت أضر بكافة مناحي الحياة في محافظة أريحا والأغوار الشمالية.

وأكد أن الاحتلال يعي جيدًا ما هي أريحا وما معنى فرض الإجراءات العسكرية والحصار عليها، موضحًا أنه لن يُعاقب المدينة ومقاوميها فقط بل الشعب الفلسطيني بأكمله.

ضرب القطاع الزراعي

مدير زراعة أريحا والأغوار أشرف بركات أوضح لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، أن محافظة أريحا تشتهر بالزراعة بالدرجة الأولى بالإضافة إلى القطاع السياحي، مشيرًا إلى أنها تزرع في أراضيها من 30 لـ35 ألف دونم سنويًا.

وأكد بركات أنّ أريحا ليست محاصرة من 10 أيام كما هو واضح بل منذ فترة طويلة، بسبب محاولات الاحتلال بضم الأغوار وتهويدها ومصادرة الأراضي وتدمير البنية التحتية، وكل ما هو منتمي للمواطن الفلسطيني في أريحا.

وقدر أن الخسائر من 15ـ20 مليون، بسبب عدم قدرة وصول سيارات المزارعين إلى أراضيهم وتفتيشهم لعدة ساعات وعدم توفير لهم الإمكانات اللازمة للزراعة.

ونوه بركات إلى أن السوق المركزي للخضروات والفواكه تضرر ولم يعد يزوره التجار من جميع المحافظات كما هو في السابق، بفعل الحصار الإسرائيلي على أريحا.

حصار أريحا يتسبب بخسائر ملايين الشواكل

مدير عام وزارة السياحة والآثار في محافظة أريحا والأغوار إياد حمدان أوضح أن الاحتلال فرض الحصار على أريحا للمرة الرابعة منذ بداية العام الجاري، لدواعٍ أمنية واغتيال المقاومين وكعقاب جماعي للفلسطينيين.

وقال حمدان في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية“، إن الخسائر تُقدر بعشرات ملايين الشواكل للقطاع السياحي، مشيرًا إلى أن أريحا تشهد في نهاية الأسبوع والأعياد زيادة في الحركة من قبل الوافدين المحليين والأجانب.

وأضاف أن الاحتلال يراهن على الشعب الفلسطيني لنيل مراده والخضوع لإجراءاته من خلال الدخول والخروج والانتظار لعدة ساعات على الحواجز بالإضافة إلى التفتيشات اليومية.

ولفت إلى أن بسبب الحصار لم يتمكن السياح من دخول أريحا، ما كبد القطاع السياحي أضرارًا، لأنها تعتبر بوابة فلسطين إلى العالم، فإن المسافرين تضرروا ولم يتمكنوا الدخول إلى المدينة.

وطالب حمدان بكسر الحصار الإسرائيلي عن أريحا وضرورة زيارتها، من أجل تعويض ما فقدته المدينة من خسائر للسياح أو الأضرار التي لحقت بالقطاع السياحي.