بسبب كورونا.. أطفال غزة حرموا من ألعاب الصيف والخريجين من فرصة العمل

دعاء شاهين_ مصدر الاخبارية

بين أزقة مخيم جباليا شمال قطاع غزة كان يلعب الطفل أحمد جابر (13 عاما) كرة القدم مع أصدقائه بينما كانت تتعالى ضحكاتهم مع كل ركلة قدم يشعرون بها بإحراز الهدف ، محاولين انتزاع الفرح والاستمتاع بألعابهم اليومية.

ويقضي الأطفال إجازتهم الصيفيّة رغم أنها جاءت بشكل مغاير عن الأعوام السابقة، فكان من المفترض أن يلتحقوا بـ”المخيمات الصيفية” التنشيطية أو ما يعرف بـ “ألعاب الصيف” ، لكنهم حرموا منها بسبب انتشار فيروس كورونا التي اجتاح العالم مؤخرا.

يقول أحمد:” كنت أنتظر الإجازة الصيفية بفارغ الصبر حتى أقضي جزء من وقتي في المخيمات الصيفية والتي كانت تتيح لنا كأطفال ممارسة العديد من الهوايات كتعلم فنون الدبكة، السباقات، لعب الكرة، الرسم، وكنا نتشارك جميعنا في هذه الأنشطة ونتعلم من بعض ونقضي وقتا ممتعا مع مدربينا”.

وتشكل المخيمات الصيفية المجانية في غزة متنفسا جيداً للأطفال بعد قضاء عامهم بين المقاعد الدراسية في مدارسهم، ويستعيض جزءً كبيراً منهم بها عن الذهاب للأماكن والمدن الترفيهية تحديدا ممن ينتمون لأسر ذات دخل محدود بالكاد تجد قوت يوم أبنائها.

يضيف الطفل” بعد أن فقدنا الأمل في افتتاح المخيم الصيفي مثل كل عام، قررت أنا وأصدقائي اسعاد أنفسنا لوحدنا من خلال ممارسة بعض ألعاب تقليدية كـ”الشريدة” وهي احدى الألعاب التي اعتاد على ممارستها الأطفال الذكور وأحيانا الإناث يشترط فيها هروب أحدهم في مكان معين يتوجب على الجميع التقاطه، وأحيانا نقوم بركوب الدراجات الهوائية لكن مساحات المخيم ضيقة ولا تكفي، وحتى لا نزعج الجيران نذهب أحيانا لأماكن مفتوحة قرب البحر أو المتنزهات العامة رغم أنها قليلة”.

أما بالنسبة للطفلة حلا محمود ( 14 عاما ( والتي أبدت انزعاجها بشكل كبير نتيجة إغلاق المخيمات الصيفية هذا العام كونها تقضي معظم وقتها حبيسة جدران منزلها وقليلا ما تخرج للترفيه برفقة عائلاتها على شاطئ البحر بغزة، وتحاول قضاء وقتها أمام شاشة هاتف والدتها النقال.

تقول حلا:” كانت تشكل ألعاب الصيف بالنسبة لي فرصة ممتازة كوني أجتمع مع صديقاتي واتاحة الفرصة لي في صقل موهبتي بالرسم على الزجاج، حيث كنت أقضي نصف نهاري في رسم لوحات جميلة وأحيانا كنا نغني بعض من الأناشيد الوطنية، ونتعلم فنون شعبية، لكن هذا العام حرمت من كل هذا بسبب كورونا”.

كما أنها أشارت خلال حديثها الى أنه لا يوجد بدائل ترفيهية متنوعة أمام الفتيات الصغيرات في قطاع غزة على عكس الأطفال الذكور، فإن لديهم مساحات واسعة للعب في أي وقت ومكان يرغبون به، وذكرت أنها توجهت لأحد المراكز المتخصصة بتعلم السباحة، لكن ظروفها المادية منعتها كون ثمنها مرتفع بالنسبة لها.

وتتفتح عادة مخيمات الصيف في غزة برامجها في شهر يونيو\ حزيران من كل عام تستقطب عدد من الأطفال فتعمل على ايجاد مساحة حرة لهم من الأنشطة الترفيهية يقوم بتنفيذها مدربين شباب وشابات يجدون فيها فرص عمل مؤقتة توفر لهم مصدر دخل علهم يجدون فيه ضالتهم، وتتنوع فيما بينها ومنها ما يتبع لوكالة الغوث الدولية “أونروا”، وآخر تشرف عليه بعض الفصائل الفلسطينية وهنالك برامج طوعية تشرف عليها مؤسسات المجتمع المدني.

الشاب علي رزق (27 عاما) خريج تربية رياضية فقد فرص عمله المؤقتة والتي اعتاد صيف كل عام الالتحاق بها بعد أن تخرج من جامعته منذ ستة أعوام وهذا العام اختار أن يفتح له كوخ صغير للعمل على شاطئ بحر غزة، لبيع المشروبات الساخنة والباردة للمصطافين بدل أن مكوثه بالبيت.

يقول علي:” في كل عام بهذا الوقت كنت أقصي وقتي بالعمل كمنشط في أحد برامج ألعاب الصيف التابعة للـ”الأونروا”، لكن بعد توقفها فقدت فرصتي، ومن المعروف أنه في فصل الصيف تكثر المناسبات الاجتماعية مما يزيد الالتزامات، فكان يمثل لي الراتب الذي أتقاضاه مصدر دخل جيد يوفر يعيل أسرتي المكونة من أربعة أفراد، حتى الآن بالكاد أستطيع توفير المأكل والمشرب”.

ويضيف بالقول رغم أن العقد كان لفترة الشهرين فقط لكنه كان يطفئ عطشنا طيلة الاجازة الصيفية لو بالقليل وبشكل مؤقت.

بدوره قال المحلل الاقتصادي أسامة نوفل ” إن مشاريع التشغيل المؤقت تساهم لو بشكل جزئي في إيجاد فرص عمل للشباب حتى وإن كانت بشكل غير ملحوظ مقارنة بارتفاع نسب البطالة بين صفوف الخريجين حتى وصلت ال72%، من ضمنها برامج ألعاب الصيف والتي كانت تشغل في الإجازة الصيفية من كل عام قرابة الـ100 خريج في تخصصات متنوعة”.

وعزا نوفل سبب توقف برامج التشغيل الصيفي الى توقف التمويل من قبل جهات متنوعة كانت تدعمهم كالبنك الدولي، مؤسسات المجتمع الدولي، الأمم المتحدة.

وفي ذات السياق نبه الى أن هنالك مؤشرات خطيرة ينبغي أخذها بعين الاعتبار في ظل العدد المهول من العاطلين عن العمل .