الاحتلال وشركة ميتا - مناورات الركن الشديد

بعد الإنكار لسنوات الاحتلال يقر بالهزيمة في موقع 16

أقلام – مصدر الإخبارية

بعد الإنكار لسنوات الاحتلال يقر بالهزيمة في موقع 16، بقلم الكاتب الفلسطيني عزات جمال، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

لقد حاول جيش الاحتلال وخلفه المؤسسة الأمنية على مدار سنوات الصراع الممتدة، تبهيت جدوى المقاومة الفلسطينية والتقليل من فعاليتها، مع الترويج بأن جيشهم لا يقهر بزعمهم، حتى أصبح الكثيرون يتبنون هذه المقولات دون أن يجربوا القتال أو يختبروا هذا الجيش في ميدان النزال!.

فقد نجحت الآلة الدعائية للاحتلال بتصوير هذا الجيش على أنه القدر الذي لا يغلب؛ حتى أرشد الله ثلة من الشباب الفلسطيني والعربي لمقاومته ومقارعته، فظهر عجزه وبانت سوأته في عديد من المعارك والحروب.

إن الاعتراف بالفشل ليس سهلا على هذا الجيش الذي تمادى في الإجرام والقتل والإرهاب، خاصة عندما تكون هذه الهزيمة على يد ثلة مباركة من حديثي السن من مقاتلي النخبة القسامية ومغاوير الشعب الفلسطيني، فبالتأكيد هناك دوافع خفية اضطرت هذا الجيش للكشف عن جزء من الحقيقة المرة، ولعل هذه الدوافع تتلخص في ضغوطات أهالي الجنود والضباط المستمرة لمعرفة حقيقة ما جرى لأولادهم، كما أن الكشف يأتي في سياق تعريف الجمهور المحتل وقادة الأحزاب وخاصة اليمينية الذين يحرضون على غزة، بأن الحرب مع غزة ليست نزهة، إضافة إلى اعتبارات ورسائل أخرى يريد الاحتلال إيصالها.

لقد أظهر التسجيل المصور لمجريات العملية البطولية، براعة القائد الفلسطيني الذي خطط للوصول لأكثر مواقع العدو الحصينة في غلاف غزة ونجح بذلك، وهو موقع 16 العسكري الذي يقع في الشمال الشرقي للقطاع والذي يخضع لحراسة مشددة في أوقات السلم إضافة لحمايته بوسائل تكنولوجية وعوائق وقوات قتالية، عوضا على ما تشهده هذه المواقع في أوقات الحروب من إجراءات تأمين إضافية وحماية كبيرة جدا.

ومع ذلك استطاع المخطط أن يتجاوز كل هذه التحصينات والقوات ويصل بالمقاتلين الى حيث القوات الخاصة النظامية للاحتلال، مستفيدين من الأنفاق والتنكر البارع بزي الاحتلال ووسائله القتالية ليحققوا المفاجأة.

كما أن العملية البطولية تظهر براعة المقاتل القسامي الفلسطيني الذي أثبت أنه متفوق على قوات النخبة المعادية، وأنه استطاع مباغتتها وقتل كبار ضباطها وجنودها في ساحة القتال، كما أنه نجح في أسر الجنود والضباط من داخل عرباتهم المصفحة في أكثر من مرة، ولولا تدخل الطيران لعاد بهم المقاتلون مقيدين بالأغلال للقطاع كما حدث مع جلعاد شاليط وغيره من الجنود.

لقد كشفت المشاهد المصورة دناءة ووحشية هذا الجيش في التعامل مع جنوده بما يعرف بإجراء “حنيبعل” الذي يعتمده جيش الاحتلال ليقتل من خلاله جنوده وضباطه المأسورين ؛ والذي لا يقره أي جيش في العالم غير جيش العدو المحتل.

كما أن المشاهد تظهر عمق استقرار فكرة تحرير الأسرى في وعي قيادة المقاومة وجنودها، وكيف أنها استطاعت أن تغرسها في وعي كل مقاتل فلسطيني، من خلال السعي والعمل الجاد لتحرير الأسرى مهما كلف ذلك من ثمن، وهي رسالة ذات دلالة لضباط وجنود الاحتلال من جيشهم، خاصة للذين يخدمون حول حدود غزة أو في أنحاء فلسطين بأن يتأهبوا دوما لكي لا يقعوا في الأسر لدى المقاومة.

ختاما رحم الله الشهداء الأبطال وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة، وعلى كل فلسطيني وعربي ومسلم وحر في هذا العام أن يفتخر بالمقاومة الفلسطينية وقادتها وجنودها نخبة المغاوير الشجعان الذين نجحوا في هزيمة هذا العدو والتفوق عليه أخلاقيا وعسكريا، وهم يسعون لتحرير اسراهم وأرضهم من بطش الاحتلال.

Exit mobile version