قدّموا اختباراتهم وسط كورونا.. تجارب مُبهرة لطلاب “توجيهي” في قطاع غزة

رباب الحاجمصدر الإخبارية

ككُل عام تتوالى الأزمات على قطاع غزة، والتي بدورها تؤثر على جميع قطاعات الحياة وخاصة التعليم، يأتي هذا العام حاملاً بطياته فايروس كورونا الذي أثر على طلاب الثانوية العامة “توجيهي” بشكل خاص، ليصبح شبحاً يهدد مستقبلهم العلمي وعائقاً أمام تقديمهم للامتحانات، فهل نجحت تجربة قطاع غزة في تحدي هذه الأزمة؟!!

يقول معتصم الميناوي الناطق باسم وزارة التربية والتعليم إن هذا العام كان تحدي كبير بالنسبة لوزارة التعليم على نطاقين الأول هو الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات، والثاني فايروس كورونا الذي شكل عائقاً وسط الإمكانيات الضئيلة المتوفرة.

ويوضح الميناوي أنه تم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتشار الوباء وذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية ووزارة الصحة والمؤسسات الشريكة، وكان من أهمها توفير التباعد  بين الطلاب حيث كان في الفصل الواحد 15 طالب فقط.

ويستأنف الميناوي : “كان هناك خوف كبير ولكن الإجراءات نجحت فلاحظنا ارتفاع في معدلات النجاح وصل إلى 3%، حيث كان نسبة النجاح في الفرع العلمي 81%، وفي الفرع الأدبي 61%، ونتمنى التوفيق لطلاب التوجيهي في الأيام القادمة”.

بدوره أوضح رامي العبادلة مدير دائرة مكافحة العدوى بوزارة الصحة أنه تم وضع سياسة محددة تم اتباعها من حيث التباعد والتعقيم لكل طالب وموظف، عدا عن قياس درجة الحرارة ومنع التجمعات وارتداء الكمامات.

كما وتم منع تشغيل المراوح حتى لا تنقل العدوى، وحتى  التعامل مع الأوراق كان بمنتهى الحرص.

الأولى على القطاع تروي لـ “مصدر” تجربتها مع توجيهي

وسط أجواء تملؤها الفرحة، تروي الأولى على قطاع غزة بالفرع العلمي إيمان أبو شمالة 99.7% تجربتها مع توجيهي وسط الكورونا وتقول :”كورونا كانت صدمة للجميع بسبب الانقطاع عن الدوام في المدرسة وعدم تقديم امتحانات تجريبية، فجلسنا إلى المجهول ما بين حذف المنهج أو دراسته بشكل كامل وكان التوتر يسود الأجواء”.

وترى إيمان أن للكورونا جانب آخر إيجابي هو قضاء فترة أطول في المنزل، مما وفر وقت أكبر للدراسة،  وكان التواصل مع المدرسين عبر الواتساب لآخر لحظة.

وتضيف إيمان :”في البيت النفسية أفضل والأهل لهم دور كبير في الإنجاز وتحديد ساعات الدراسة والمراجعة، وكانت أكبر استفادة حققتها من إذاعة صوت التربية والتعليم والواتساب، حيث كنت أتواصل مع معلمين في الضفة وكان هناك تجاوب كبير منهم ومساعدة دائمة”.

أما عن أجواء الاختبارات فتؤكد إيمان أن المراقبين كانوا دوماً يحاولون رفع معنوياتهم وتحسين حالتهم النفسية، والامتحانات كانت بين صعب وسهل وربما كان بعضها يحتاج وقت أطول ولكنها كانت مراعية الظروف.

تجربة أخرى ناجحة!

الطالب أنس أبو هيبة الحاصل على معدل 99.6% علمي يشرح لـ “مصدر” نظام الدراسة الخاصة به ويقول :”كنت أدرس أكثر من مادة في نفس اليوم على مدار ساعات قليلة وبكميات موزعة، ولم تؤثر الكورونا كثيراً على نظامي ولكن المعضلة كانت في عدم تقديم امتحانات تجريبية حيث لم نعش أجواء الامتحانات ولم نعرف كيف يمكن أن تكون”.

أما عن مدى استفادته من الانترنت يؤكد أنس أن الانترنت ساعده بنسبة 90% أثناء دراسته، وخاصة في حل نماذج الامتحانات الوزارية.

ويردف أنس:” الأهل لهم الفضل الأول فهم وفروا الظروف اللازمة، ولم أتلقى حصص مساعدة واعتمدت على التعلم الذاتي أكثر”.

وعن مدى فاعلية التعليم الإلكتروني يقول أنس:” بالنسبة لقطاع غزة يبقى التعليم الالكتروني وسيلة مساعدة فقط ولا يمكن الاعتماد عليه فهناك عدة عوائق له منها انقطاع الكهرباء وعدم توفر الانترنت، عدا عن الفقر وعدم القدرة على توفير جهاز لابتوب”.

رغم إعاقتها.. رهام تتفوق في “توجيهي”

رهام الرقب.. هي طالبة توجيهي من ذوي الإعاقة حصلت على معدل 86.3%، رغم معاناتها من ضمور في كل عضلات الجسم وعدم القدرة على الحركة بشكل كبير.

تصف رهام عام التوجيهي بالقول :”كان عام جميل رغم كل الصعوبات ورغم توقعاتي بجني معدل أفضل، والإرادة كانت المحرك لي”.

وعن جهود التعليم في إتمام امتحانات التوجيهي توضح رهام :”الوزراة لم تتوانى عن مساعدتنا وتقديم الإجراءات اللازمة لنا أثناء تقديم الامتحانات رغم أن بعض الاختبارات كانت صعبة نوعاً ما، إلا أننا استطعنا تحقيق هذا الإنجاز وإتمام العام رغم كورونا وآثاره”.

وتختم رهام حديثها لـ “مصدر” بالقول: “المعاق معاق العقل والتفكير والعزيمة القوية لا يضعفها شيء، ولن يوقفني شيء عن تحقيق طموحي في دراسة الفيزياء النووية التي أحلم بها”.

وبحسب تقرير لليونسكو فإن معظم الحكومات في العالم أغلقت المؤسسات التعليمية مؤقتاً، سعياً منها إلى الحدّ من تفشي جائحة كوفيد-19.

وقد أثر هذا الإغلاق في جميع أنحاء البلد فيما يقارب 60٪ من طلاب العالم. وقامت بلدان أخرى بإغلاق المدارس في بعض المناطق فيها، مما أثر في تعليم ملايين الدارسين الإضافيين.

وظهر فايروس كورونا حول العالم في أواخر عام 2019 وكانت ذروته من مدينة ووهان الصينية والذي انتشر بدوره من الصين إلى كل دول العالم وأصاب ملايين الأشخاص وتسبب في وفاة عشرات الآلاف، وأثر بشكل كبير على كافة قطاعات الحياة.

وتعد فيروسات كورونا هي سلالة واسعة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان. ومن المعروف والتي تسبب لدى البشر أمراض تنفسية تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد وخامة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس). ويسبب فيروس كورونا المُكتشف مؤخراً مرض كوفيد-19.