صاروخ اسرائيل - لبنان وسوريا وغزة

فتح جبهات لبنان وسوريا وغزة في آن واحد.. هل يقود لمواجهة شاملة؟

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

يضع التصعيد المتزامن بإطلاق صواريخ من جبهات لبنان وسوريا وغزة على إسرائيل، علامات استفهام كبيرة حول مستقبل الصراع في المنطقة بين الاحتلال، ومحور المقاومة (إيران وسوريا وحزب الله وحماس)، خاصة وأنه يفرض معادلات جديدة تتجاوز منطقة معينة كقطاع غزة أو الجنوب اللبناني أو الجولان السوري، وينذر بانفجار قادم في الإقليم بأكمله.

ويرى محللون سياسيون، أن “ما يحدث من إطلاق صواريخ من جبهات غزة ولبنان وسوريا بشكل متزامن يرسخ معادلة جديدة سعى محور المقاومة على التجهيز لها على مدار السنوات العشر الأخيرة، تقوم على الوحدة في القضايا المركزية، والحروب التي من شأنها استهداف محو طرف معين من المحور سيتدخل فيها جميع الأطراف”.

وقال هؤلاء في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية، إن ترسيخ مبدأ وحدة الساحات بين مناطق نفوذ محور المقاومة يضع خطوط عريضة حول مستقبل الصراع، لاسيما وأنه ينهي سنوات طويلة من الأمان الذي كانت تعيشه إسرائيل على جبهتي لبنان وسوريا، وترسيخها سياسية الاستفراد بمنطقة معينة.

وأوضح المحلل السياسي أحمد عبد الرحمن أن التصعيد في المنطقة يحمل رسائل عديدة للاحتلال الإسرائيلي حول الأمان والأريحية في العمل بعد حرب لبنان واندلاع الأزمة السورية قد انتهى.

وتابع “يبدو أن محور المقاومة يقود حالياً مشروع متعدد الجبهات يسعى لترسيخ معادلات مع إسرائيل تتلق بالقضايا المركزية وعليها إجماع من قبل الجميع كقضية المسجد الأقصى أو شن عدوان كبير على لبنان أو إيران أو سوريا يهدف إلى القضاء نهائياً على أحد أطرافه”.

وأشار إلى أن “توقيت ترسيخ المعادلة يأتي بوقت حساس تعاني فيه إسرائيل من مشاكل داخلية وانقسامات في المستويات السياسية والعسكرية وبين أفراد المجتمع هي الأكبر في التاريخ”.

دليل مواجهة إقليمية قريبة

وأكد عبد الرحمن على أن “جميع المؤشرات الحالية تدلل أن المنطقة ذاهبة إلى مواجهة اقليمية شاملة قريباً جداً انطلاقاً من حتمية عدم قبول إسرائيل بالواقع الجديد القائم على فتح جبهات عديدة ضدها، وإيمانها بسياساتها المتبعة مذ سنوات من خلال شن الضربات الاستباقية وردع الخصوم والأعداء”.

وشدد على أن “الظروف على الأرض حالياً تختلف فالخصوم كثر وأي حرب معهم ستكون مكلفة، ولن يكون هناك نار بدون بنزين”.

ولفت إلى أن “إسرائيل ترى في محور المقاومة عدو يهدف إلى فرض طوق أمني حولها ومهاجمتها بأقرب فرصة”.

ونوه إلى أن “إسرائيل تعاني حالياً من تأكل في قوة الردع وهو ما ظهر جلياً في ردها على الصواريخ المطلقة من لبنان وسوريا وغزة، كونه لا يتعدى نطاق قواعد الاشتباك التقليدية”.

واستطرد عبد الرحمن أن “ما ساعد على تسريع وحدة الجبهات انتهاء الانقسامات القديمة بين الأطراف المنطوية في محور المقاومة كالأزمة بين حماس وسوريا، والأزمة اليمينة، والمصالحة بين إيران والسعودية”.

وأكد على أن “فتح الجبهات المتعددة عبارة عن جس نبض لإسرائيل حول أي معركة كبرى قادمة”. مرجحاً أن المنطقة على مقربة من انفجار سيطال كافة المنطقة”.

ورجح أن “يكون طلب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لقاء زعيم المعارضة يائير لبيد لإحاطة أمنية بعد إطلاق الصواريخ من عدة المناطق، لإظهار إسرائيل بأنها قوية ويدلل على حجم الأزمة التي تمر بها في ظل المشاغلة من الداخل والخارج”.

حدث مفصلي

من جهته قال المحلل السياسي حسن عبدو إن فتح عدة جبهات بالوقت ذاته، عبارة عن حدث مفصلي بين مرحلتين الأولى الاستفراد الإسرائيلي بالفلسطينيين وقضايا الأمة المركزية، ووحدة الساحات في أي معركة كبرى قادمة.

وأضاف عبدو في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “إطلاق الصواريخ من لبنان وسوريا إلى جانب غزة رسالة واضحة لإسرائيل بأن أي مواجهة كبرى ستكون بين الجميع وليس طرف واحد”.

وأشار إلى أن “العقيدة الإسرائيلي تخشى المواجهة الشاملة في ظل تركزيها على الفصل والعزل والاستفراد بالعدو”.

وأكد على أن “حدث إطلاق الصواريخ من لبنان وسوريا ستعيش المنطقة نتائجه خلال المرحلة المقبلة”.

وفيما يتعلق باتصال وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت ونظيره الأمريكي لويد أوستن، نوه إلى أنه يأتي وفق التسريبات أن محور المقاومة نصب فخ استراتيجي يهدف لاستدراجها معركة كبرى وتوجيه ضربة قوية لها، وهو ما انعكس على طريقة رد الاحتلال على الصواريخ من لبنان وسوريا وغزة واقتصاره على قواعد الاشتباك التقليدية.

يشار إلى أن الأيام الثلاثة الأخيرة شهدت إطلاق رشقات صاروخية من لبنان وسوريا وقطاع غزة على إسرائيل رداً على اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على المرابطين في المسجد الأقصى وإخراجهم من داخله بالقوة.

وتتهم إسرائيل إيران بقيادة الهجمات الصاروخية ضدها، في وقت لم يصدر أي تعقيب رسمي من طهران حول الأمر.

Exit mobile version