اسقاط حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة

أقلام – مصدر الإخبارية

اسقاط حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، بقلم الكاتب الفلسطيني سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

باتت مؤشرات اسقاط حكومة التطرف الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو أمرًا حتميًا في ظل اتساع قاعدة المعارضة الشاملة لها على المستوى الإسرائيلي، بل انعكاس ذلك على المستوى الدولي وخصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت تعارض سياسة الحكومة، حيث تسبب الحرج الكبير لمواقف الولايات المتحدة الأمريكية التي باتت غير قادرة على توفير الغطاء السياسي لها، في ظل معارضة واسعة لدى أغلب الإسرائيليين لسياسات الحكومة بل اتسعت قاعدة المظاهرات وبرامج الإضرابات الشاملة في مختلف المدن، لتشهد أكبر تظاهرات في تاريخ إسرائيل ضد سياسات حكومة نتنياهو وتحالفاته مع المستوطنين.

اسقاط حكومة بنيامين نتنياهو الأكثر تطرفًا في تاريخ حكومات الاحتلال الإسرائيلي باتت مسألة وقت، وسيكون مصيره أسوء بكثير مما سبقوه ولا خِلاف على أنهم جميعًا وجوه لعملة واحدة، ولا يختلف اثنان على ممارسات الاحتلال النازية في الفكر والأسلوب والأهداف، وما من شكٍ في تصنيف قادة الاحتلال فهم جميعًا يُمارسون جرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني ولا فرق بينهم.

حكومة نتنياهو المتطرفة أقرت قانون الإعدام وغيّرت قانون الاستيطان وعدّلته ليشمل العودة إلى المستوطنات المتواجدة في قلب الضفة الغربية، ومارست الاستيطان وصعّدت من دعمها لمشاريع تهويد الضفة الغربية واستمرت في دعم الاستيطان وحركات التطرف بداخل المجتمع الإسرائيلي مما عزّز استغلال ذلك لصالح إعاقة تقدم عملية السلام وفرض واقع جديد، يساهم في تشتت الجهود الدولية وإضاعة كل الدعوات التي تنادي بوقف الاستيطان.

المشهد السياسي الإسرائيلي أدى أخيرًا إلى فشل بنيامين نتنياهو باستمرار حكومته، وإن هذا الفشل سيُغير الخارطة السياسية لدى حكومة الاحتلال، خاصة بما يتصل بالقضية الفلسطينية كون أن نتنياهو استمر في تدمير عملية السلام وعمل بكل جهد لدعم الاستيطان وتهويد القدس، وبات واضحًا أن ما تسعى لممارسته حكومة التطرف هو تمرير مؤامرات التسوية على المقاس الإسرائيلي، وبالتالي العمل على تصفية القضية الفلسطينية والمساس بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، وإن أي حل للصراع في فلسطين لن يكون إلا عبر الحلول السياسية المتعلقة بإنهاء الاحتلال، وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني المتمثلة في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.

وفي ظل المشهد السياسي الحالي وما تشهده السياسة الإسرائيلية من أزمات متعددة وطبيعة اتساع المعارضة والتظاهر والإضراب في داخل المجتمع الإسرائيلي ضد حكومة التطرف، أصبحت الآن البوصلة السياسية تتجه نحو إدارة الرئيس الأمريكي بايدن وقدرته على احداث التغير المطلوب، وأن أي حل سياسي تطرحه الإدارة الأميركية أو أي جهة كان ينتقص من حقوق شعب فلسطين المبنية على انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين سيكون حلًا مرفوضًا وبات على الجميع ادراك الواقع الذي يُعايشه أبناء الشعب الفلسطيني.

وفي ظل اتساع قاعدة المعارضة لنتنياهو وطبيعة السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى فرض واقع جديد يفرض بالقوة على شعب فلسطين، هي مجرد أفكار واهية وكل المؤامرات الهادفة إلى خلق حالة جديدة بين المحتل وشعب تحت الاحتلال مصيرها الفشل وأن أساس المعركة مع الاحتلال هي معركةٌ على السيادة الوطنية والأرض ووضع الاحتلال القائم، والشعب الفلسطيني يسعى إلى السيادة الوطنية وبناء مؤسساته الوطنية المتكاملة وتحرير أرضه، والسيطرة الكاملة على الموارد والمعابر والحدود الفلسطينية وتجسيد الدولة المستقلة عمليًا على أرض الواقع والعمل على انهاء كل اشكال الاحتلال للأراضي الفلسطينية.

أقرأ أيضًا: نبوءة العقد الثامن في إسرائيل بين الواقع والأسطورة