إسرائيل التي عرفناها لن تعود كما عرفناها مرة أخرى

أقلام _ مصدر الإخبارية

مقال | عاموس يدلين – القناة 12:

وزير الأمن يوآف غالنت أثبت، يوم السبت، مصداقيته المهنية، وشجاعته وزعامته الجديرة بالاحترام، أظهر للشعب الإسرائيلي ولرؤساء المنظومة الأمنية أن مصلحة دولة إسرائيل أهم بالنسبة له من كرسي في الحكومة أو من مصلحته الشخصية.

في المقابل، رئيس الحكومة، الذي أقال الوزير غالنت، عكس استمرار جنون النظام وفقدانه طريق الصواب بشكل تام.

يدور الحديث عن فصل آخر من الكابوس الذي أدخل نتنياهو دولة إسرائيل فيه، حيث أقال وزير الأمن الذي أدى واجبه وحذر من تفكك الجيش الإسرائيلي من الداخل، ومن التهديدات الأمنية الخطيرة من الخارج، وكأن إقالته سترفع الخطر الواضح والمباشر على أمن الدولة.

رئيس الحكومة نتنياهو توقف بشكل واضح عمله الشخصي وتأرجح بسفينة لا دفة لها في الأمواج العاتية، عمل وفق مخاوفه من المتطرفين في الائتلاف ونزوات أهل بيته. إقالة وزير الأمن بسبب “نهجه الناعم تجاه رفض الخدمة” على ما يبدو ستؤجج احتجاجات الاحتياط ومعارضتهم الخدمة في حكومة ديكتاتورية فقدت الاتجاه. الشروخ في الجيش النظامي، وفي التطوع للضباط وفي الخدمة الدائمة باتت ظاهرة للعيان الآن.

وزير الأمن القادم سيترأس منظومة عسكرية وأمنية تشك في استقامته، وفي أهليته الأخلاقية وحكمته، حيث إنه يؤيد الانقلاب القضائي، مع علمه الواضح بالأثمان الباهظة التي سيدفعها المواطنون الإسرائيليون في المجالات الأمنية، الاقتصادية ووحدة الشعب. من المهم أن يتبع أعضاء الكنيست من الائتلاف – الذين يقرأون الصورة الاستراتيجية المخيفة التي أقحمنا فيها رئيس الحكومة ولفين وروتمان – خطوات وزير الأمن، وأن يظهروا شجاعة عامة مشتقة من مسؤوليتهم بصفتهم وكلاء الشعب.

رئيس الحكومة والائتلاف الذي يرأسه يمزقون الشعب، سيما في لحظة مصيرية، في ظل التهديدات الكبرى الماثلة على أبوابنا مع دخول شهر رمضان. تتراكم التحذيرات عالية من اصطفاف المحور الراديكالي، من إيران ولبنان وصولًا إلى غزة والضفة الغربية، للقيام بالعمليات والخطوات المتحدية لإسرائيل، مع استغلال ما يعتبرونه تآكلًا في الردع في ظل الفوضى الداخلية، التي لا تفعل شيئًا سوى أنها تغذي وتعزز التهديدات. إقالة وزير الأمن تشكل مساسًا واضحًا بالردع الإسرائيلي، وتضاعف خطر اندلاع عاصفة خارجية كاملة، بالإضافة إلى الفوضى الداخلية.

في حرب “يوم الغفران”، انطلقنا لوقف العدو المصري والسوري على الحدود، لم نسمع عن الإخفاق إلا عندما عدنا من الحرب. تتبدى الآن كارثة مشابهة، لكنها ليست مجرد “إخفاق 2023″؛ ربما تكون أفظع على يد رئيس حكومة إسرائيل، الذي تشير كل المعطيات إلى الهاوية، التي تهرول نحوها دولة إسرائيل.

جميع صفارات الإنذار تدوي؛ هكذا أصبح نتنياهو أبو الإخفاق 2023 الفاضح.

رئيس الحكومة والمتطرفون في حكومته يقومون بخطوات تفكك دولة إسرائيل من الداخل، اقتصادها، أمنها ومكانتها السياسية التقليدية في العالم. إنهم الفوضويون الحقيقيون، وعلينا جميعا أن نوقفهم. ليس هناك كفاح أشرف من هذا.