الاحتلال وتفجير آليات الصراع بالمنطقة

أقلام – مصدر الإخبارية

الاحتلال وتفجير آليات الصراع بالمنطقة، بقلم الكاتب الفلسطيني سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

تهدف حكومة التطرف الإسرائيلية إلى تفجير آليات الصراع من جديد في ظل استمرار هذا الاستعمار الاستيطاني، وسرقة القدس وتهويدها واغتصاب الحقوق الفلسطينية، ولا يمكن لهذا الاحتلال الغاصب أن ينتصر على الإرادة والإصرار الفلسطيني والشعب الفلسطيني بخوض معركة الدفاع عن الأرض وحماية القدس، ولا بد من تجسيد الوحدة والتكامل الوطني وإعادة تنظيم الصفوف والنظر بالعلاقة مع دولة الاحتلال، بما في ذلك التحلل من الاتفاقات العقيمة ووضع استراتيجية وطنية سياسة شاملة، والوقوف امام المسؤولية لمواجهة الاستعمار الاستيطاني الاحتلالي، والدفاع عن حقوقنا التاريخية الفلسطينية والعمل على الإنجاز الوطني والاستقلال، وتحقيق التقدم والرخاء في دولة فلسطين.

وما تصريحات قادة الاحتلال العنصرية سوى تعبير عن الفكر الإرهابي المقيت للحركة الاستعمارية وطبيعة جوهر الاحتلال العنصري القمعي، القائم على ممارسة القتل والتنكيل ونكران الاخر حيث يُعبّر الاحتلال بكل مكوناته العنصرية وإرهابه الفكري وتطرفه، والتوجه للاستمرار في تكريس الاحتلال ورفض أي حل سياسي قائم على حل الدولتين، كون أن أبواق اليمين الإسرائيلي التي تُروج لفكرة انتهاء القضية الفلسطينية وعدم التعاطي السياسي معها بدأت تترسخ داخل المجتمع الإسرائيلي، مما يعني تآكل حل الدولتين والجنوح نحو قيام نظام الفصل العنصري الإسرائيلي واستمرار المزيد من سرقة الأراضي الفلسطينية وتهويدها.

وبطبيعة الحال وبعد صعود الأحزاب اليمينية الدينية المتطرفة وسيطرتها على اركان المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية لدولة الاحتلال، حيث يُعد ذلك نتيجة طبيعية لتنامي مظاهر التطرف والعنصرية في المجتمع الإسرائيلي، والتي يعاني منها الشعب الفلسطيني حيث يستباح الدم الفلسطيني وتستمر آليات التصعيد وسرقة الأرض الفلسطينية، وتهويدها وممارسة أبشع طرق الاستيطان وإطلاق العنان للمستوطنين وجنود الاحتلال لارتكاب جرائمهم، مستفيدين من سياسة المعايير المزدوجة التي تسمح للجناة بالإفلات من العِقاب وهي السياسة التي باتت متبعة مع نشوب الأزمة العالمية وتنامي الصراعات الدولية.

وفي ضوء ذلك سوف تستمر آليات القمع والعدوان والاستيطان وتتصاعد مما يعني تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني واحتدام الصراع، نتيجة اتباع سياسات المراوغة والكذب والتصعيد من الممارسات العدوانية المنافية لكل القيم الأخلاقية في تحدٍ واضح للشرعية الدولية ونداءات الاستغاثة الدولية، كون ان سلطات الاحتلال لا تقيم وزنا للقرارات والقوانين الدولية وبات على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وتوفير الحماية لشعبنا من السياسات العدوانية الإسرائيلية، بعد صعود الأحزاب العنصرية لسِدة الحكم لدى كيان الاحتلال.

اليوم وبعد مرور ما يزيد عن أكثر من ثمانين عام من النكبة ينهار المخطط الاستيطاني الإسرائيلي أمام عنفوان جيل فلسطيني ناشئ أكثر تشبثا بالوطن، وتعلقًا بالحياة، صانع للوحدة ومؤمن بحتمية النصر، ويتصدى لدولة الاحتلال الإسرائيلي التي تمارس أعتى الجرائم، وترتكب الحماقات، وأن تلك الأساليب الإسرائيلية باتت تكشف زيف الوجهة الحقيقي للاحتلال ليس للعالم أجمع فقط ولكن للإسرائيليين الذين يتم خِداعهم في وطن ديمقراطي ليكتشفوا أنهم يعيشون كذبة كبرى ويمارس خداع كبير بحقهم، وأنهم ينخرطون في دعم وحماية نظام يمارس الجرائم وينتهك الحقوق، وأن أيديهم باتت ملطخة بدماء الفلسطينيين أصحاب الحق، واستعمارهم الاستيطاني واحتلالهم لهذه الأرض بالقوة العسكرية بات أمرًا غير ممكن للاستمرار أو السكوت أو الصمت عليه، وأن هذا الاحتلال الهمجي باتت كل جرائمه واضحة ومكشوفة وحقيقته الاستعمارية قائمة وواضحة، وأصبحت حججها بالية وغير مقنعة للعالم ولم يعد بإمكانها التستر على هذه الجرائم او الاستمرار في خداع العالم.

أقرأ أيضًا: ترحيب واسع باتفاق الرياض وطهران.. بقلم سري القدوة