مخرجات شرم الشيخ لا تحمل بشريات سارّة للاحتلال

أقلام – مصدر الإخبارية

مخرجات شرم الشيخ لا تحمل بشريات سارّة للاحتلال، بقلم الباحث في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

ساعات قليلة بعد انعقاد قمة شرم الشيخ الأمنية استكمالًا لقمة العقبة الأخيرة في محاولة من جميع الأطراف لوقف تمدد المقاومة في الضفة الغربية، إذ وقعت عملية حوارة الجديدة التي أوقعت إصابات في صفوف المستوطنين، ما يؤكد أن الضفة الغربية تغلي، والمؤسسة الأمنية لدى الاحتلال قلقة من أن أي مبادرة قد تشعل النار في المنطقة، خاصة في شهر رمضان الذي سيبدأ هذا الأسبوع.

اليوم وبعد انتهاء قمة شرم الشيخ يتحضر الفلسطينيون والإسرائيليون لبدء شهر رمضان هذا الأسبوع في ظل توترات أمنية لم تُذكر مثلها منذ سنوات، فمنذ بداية 2023، قُتل 14 مستوطنًا وجنديًّا حتى الآن في هجمات فدائية فلسطينية، وأصيب 30 آخرون على الأقل، فيما استشهد قرابة تسعين فلسطينيًّا، وتواصل قوات الاحتلال العمل ضد ما تسميه “القنابل الموقوتة” في أنحاء الضفة المحتلة، ويتوقع أن يتسبب ارتفاع عدد الشهداء بتأجيج موجة العمليات، خاصة وأن 16 منهم من الأطفال.

مخرجات شرم الشيخ لا تحمل بشريات سارّة للاحتلال

في هذا الواقع المعقّد انعقدت القمة، مع أن ما ذُكر من القمة السابقة في الأردن هو هجوم المستوطنين الوحشي المتزامن معها على بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس، وازدراء وزراء الحكومة للتفاهمات التي وصلت إليها الأطراف هناك، وما وصفه مسؤول كبير في المؤسسة الأمنية بأنها حدث صعب استراتيجيًّا وعمليًّا وأخلاقيًّا يضرّ بشرعية جيش الاحتلال.

في الوقت ذاته فقد شهدت القمة التي انتهت بعد ساعات من انعقادها صدور جملة من التصريحات المتطرفة من السياسيين الإسرائيليين، والتي فُسّرت بطريقة مختلفة لدى الجمهور الفلسطيني، لأنه عندما يهدد وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش بأن حوارة يجب أن تُمحى، فإن الفلسطينيين يأخذون الأمر على محمل الجد، ويصدقونه، ولا يقبلون تراجعه، لأن كل تصريح وعمل له تأثير فوري على ما يحدث على أرض الواقع، وسرعان ما تفوّه بإنكار وجود الشعب الفلسطيني من الأساس.

تسريبات محدودة خرجت من مداولات قمة شرم الشيخ بجانب البيان الختامي، الذي لم يعكس بالضرورة تفاصيل ما ناقشته الأطراف، وتركيزها على الأمور الأمنية، بما في ذلك تعزيز قدرة السلطة الفلسطينية على محاربة المقاومة، والمشاريع المشتركة مع الاحتلال.

الخلاصة أنَّ انعقاد قمة شرم الشيخ تزامنت مع إجراء قوات الاحتلال مؤخرًا سلسلة تدريبات ميدانية عملياتية كجزء من الاستعداد لشهر رمضان، إذ تستمد -مع كامل الأسف- تشجيعًا طفيفًا من عودة الأجهزة الأمنية الفلسطينية لنشاطها بالتنسيق معها، عبر الحفاظ على علاقتهما من أطراف ثالثة في كل الأنشطة العملياتية ومحاور الاستخبارات، أمام محاولات من حركات المقاومة لوضع معادلات جديدة لاختبار جاهزية الاحتلال، والتصدي لكل ما من شأنه إبقاء يده طليقة في استباحة الضفة المحتلة.