التطهير العرقي

مخطط تهويد القدس وسرقة وتزوير التاريخ

أقلام – مصدر الإخبارية

مخطط تهويد القدس وسرقة وتزوير التاريخ، بقلم الكاتب الفلسطيني سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

لا يمكن استمرار الصمت أمام ما ترتكبه حكومة الاحتلال من إعلان رسمي للحرب الدينية، التي ستُشعل المنطقة برمتها وإن إصرارها على تصعيد عدوانها المتواصل ضد الشعب العربي الفلسطيني ومقدساته، وفي مقدمتها المسجد الأقصى بهدف تغير الوضع التاريخي القائم في القدس لصالح عمليات تهويد المدينة وسرقة تاريخها وارثها، ويُمثّل هذا القرار اعتداءً صارخا على صلاحيات الأوقاف الإسلامية وإمعانًا في تهويد المسجد الأقصى، كون أن الحكومة الإسرائيلية تُمعن في انقلابها على الاتفاقيات الموقعة، وتستبدلها بسياسية فرض الأمر الواقع والأوامر العسكرية التي تُحقق مصالح حكومة الاحتلال القائمة على التهويد والسرقة ونهب الأراضي الفلسطينية، في ظل غياب الأفق السياسي والتدمير الممنهج للجهود العربية والدولية، الهادفة إلى خلق فرص حوار متقدم يؤدي لوقف هذا الدمار ويعيد العملية السلمية إلى مكانتها.

ما يجري من اعتداءات على المسجد الأقصى يتحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي مسؤوليته شخصيا كونه أصبح الراعي لجماعات التطرف من المستوطنين، وبذلك يتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاقتحامات ونتائجها ومخاطرها وما يترتب عليها من انعكاسات خطيرة على طبيعة الصراع، وعلى أية جهود مبذولة لوقف التصعيد الإسرائيلي، لأنه من أخذ قرار التصعيد وهو من أعلن صراحةً سماحه للمستوطنين بالاقتحامات واستباحة الأقصى.

وضمن مفهومها للصراع الديني نظمت مجموعات الهيكل التابعة للمستوطنين عمليات متتالية لاقتحام المسجد الأقصى على شكل مجموعات، حيث باتوا يحرصون على أداء الطقوس التلمودية بشكل عنصري وينفذون جولات استفزازية في باحاته، ويرفعون علم الاحتلال تحت حماية جنود الاحتلال الإسرائيلي، وبات اقتحام الأقصى بمثابة سياسة جديدة لحكومة التطرف الإسرائيلية يستخدمها رئيس وزراء الحكومة بالتصريح للمستوطنين بتنفيذ الاقتحامات المتتالية للهروب إلى الأمام من أجل الحفاظ على بقاء حكومته، ولذلك باتت هذه الحكومة تنفذ سياسة التطرف وتدعم الأحزاب اليمينية التي تتبنى الفكر الاستيطاني، وتدعو لطرد العرب من القدس وتهويد المدينة المقدسة.

مخطط تهويد القدس وسرقة وتزوير التاريخ

تصعيد التنكيل والاعتداء على مدينة القدس ومقدساتها يستمر في ظل ازدواجية المعايير الدولية وغياب أي موقف دولي لضمان حرية العبادة في الأماكن المقدسة بينما يعكس ذلك طبيعة التصعيد الإسرائيلي والحالة التنافسية، والتي تندرج ضمن اليات التحالف القائم بين أقطاب اليمين المتطرف ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فكل واحد منهما يريد أن يعزز دوره في الصراع السياسي الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية.

السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى المبارك، يُعد تحديًا سافرًا للمجتمع الدولي وللعالمين العربي والإسلامي وتجاهلًا لجميع الدعوات والجهود الدولية التي تطالب بالعدالة وإخراج القدس من الصراع الديني وخصوصًا مع حلول شهر رمضان الكريم، إلا أن هذا القرار بالعودة للاقتحامات يُعبّر عن ازدرائه لتلك الجهود وتحدٍ للوضع التاريخي القانوني القائم وفرض واقع جديد فيه تقاسم زماني للأقصى وباحاته، وشواهد ذلك تمثلت في إغلاق أبواب المسجد بالكامل، وحصار المصلين والمرابطين وإغلاق الأبواب عليهم وتحطيمها حيث يشهد المسجد الأقصى المبارك اقتحامات متعددة لجيش الاحتلال والمستوطنين، وغالبًا ما يخلف ذلك عشرات المصابين والمعتقلين والاعتداء على المتواجدين في باحات الأقصى بهدف تفريغه بالكامل من المسلمين.

ولا بد من إطلاق الحملة الدولية الواسعة لتشمل المؤسسات الدولية والإقليمية لفضح جريمة الاحتلال، وممارسات المستوطنين في القدس واستهدافهم للمسجد الأقصى والذي يسعى من خلالها إلى اعلان الحرب على الشعب الفلسطيني، ووضع حد لسياسات الاحتلال التصفوية والتي تستهدف الحقوق التاريخية والشرعية الفلسطينية.

أقرأ أيضًا: تنامي العنصرية والتطرف في المجتمع الإسرائيلي بقلم: سري القدوة

Exit mobile version