الفصائل الفلسطينية تستهجن إصرار السلطة على المشاركة بشرم الشيخ

رام الله _ مصدر الإخبارية

استهجنت الفصائل الفلسطينية، إصرار السلطة الفلسطينية على مشاركة في اجتماع شرم الشيخ الأمني، بحضور الاحتلال، الذي يصعّد عدوانه ضد الشعب الفلسطيني، ويرتكب الجرائم في الضفة الغربية، والذي يأتي استكمالاً للقاء الذي عقد سابقاً في مدينة العقبة (الأردن).

وشددت الفصائل الأحد، في بيانات صحفية أنّ “مشاركة السلطة في قمة شرم الشيخ تأتي في ظل استمرار المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا وشلال الدماء النازفة التي لم تجف بعد بهدف تعزيز التعاون الأمني مع الاحتلال واستهداف المقاومة”.

وأكدت الفصائل على ضرورة الوحدة الوطنية والتمسك بوحدة الميدان لمواجهة اعتداءات ومجازر الاحتلال التي يُنفذها في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.

وبدورها استنكرت “حماس” إصرار قيادة السلطة على خروجها عن الإجماع الوطني والاستهتار بدماء الشهداء وعذابات الأسرى، باجتماعها مع المحتلين ومنحهم الفرصة والغطاء لارتكاب المزيد من الجرائم.

وأكدت أن هذا المسار لا يخدم سوى الاحتلال وإطالة أمده وتحسين صورته دوليّاً، على حساب حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية المشروعة.

ودعت حماس السلطة إلى وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وأجهزته الأمنية بلا رجعة، والانحياز إلى الإجماع الوطني.

كما وطالبت السلطة الفلسطينية بالتوقف الفوري عن الانزلاق في مسار المشاريع الأمنية الخطيرة التي تستهدف مقاومة الشعب الفلسطيني.

ومن جانبها، قالت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، إنّ “انعقاد مؤتمر شرم الشيخ الذي يأتي استكمالًا لاجتماع العقبة، ومشاركة السلطة الفلسطينية والأطراف العربية المشاركة يعني موضوعيًّا التشريع والتغطية على جرائم العدو الصهيوني وإرهابه المستمر ضدّ شعبنا ومقاوميه”.

وأكّدت الجبهة، أنّ هذه المؤتمرات تأتي تطبيقًا لصفقة القرن وشقّها الأمنيّ، الذي يهدفُ إلى إجهاض مقاومة شعبنا الفلسطيني.

وعدّت الجبهةُ أن مشاركة السلطة في مؤتمر شرم الشيخ، يعني تمسّكها بالدور الأمنيّ الذي خطّته اتفاقات أوسلو لها.

وأكّدت الجبهةُ أنّ كلّ هذه اللقاءات وما على شاكلتها، لن يضعف أو يثني من عزيمة شعبنا الفلسطيني وقواه المناضلة، عن مواصلة طريق المقاومة والكفاح الوطني حتى إلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني وحلفائه.

من جانبها، حذرت حركة “المجاهدين” الفلسطينية، من “خطورة” مثل هذه اللقاءات. مؤكدة في تصريح لمسؤول الدائرة الإعلامية، مؤمن عزيز، “الرفض الشعبي والوطني” لهكذا لقاء.

وأشار “عزيز” في تصريح صحفي إلى أن اللقاء “يتماهى بشكل واضح مع مخططات الاحتلال الرامية لوأد الحالة الثورية في الضفة الغربية”.

وقال: “نؤكد أن من يشارك في هذه اللقاءات لا يمثل فلسطين ولا شهدائها ولا تضحياتها، ولا يعبر عن الإرادة الحقيقية لشعبها الرافض للمحتل”.

وشدد على أن “هذه اللقاءات لا تخدم إلا مصلحة الاحتلال، وهذا يستوجب رص صفوفنا جيداً لمواجهة التحديات القائمة”.

من جانبها، صرحت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بأن لقاء شرم الشيخ “يقزم القضية الوطنية الفلسطينية إلى مجرد مسائل أمنية، تعالج في إطار التعاون والتنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال”.

ودعت “الديمقراطية” في بيان لها حصلت عليه “وكالة سند للأنباء”، إلى “صون القضية الفلسطينية باعتبارها قضية شعب تحت الاحتلال، وقضية تحرر وطني”.

وأوضحت أن حل القضية الفلسطينية “يكون بالاعتراف بحقوق شعبنا في تقرير المصير والعودة والاستقلال ورحيل الاحتلال، وتفكيك الاستيطان”.

وأضافت: “العودة إلى المباحثات الأمنية لإعادة تنظيم التنسيق الأمني مع سلطة الاحتلال، وإعادة توزيع الأدوار، ليس إلا عودة بائسة إلى اتفاقات أوسلو المذلة”.

وختمت: “نقف أمام مفترق طرق، فإما أن ننساق وراء المسار الانحداري نحو اتفاق أوسلو، بما يخدم مصالح فئة قليلة ومتنفذة، تتحكم بالقرار والمصير الوطني وإما أن يغلب مبادئ التوافق والشراكة والائتلاف الوطني”.

وفي السياق، اعتبرت حركة الجهاد أن إصرار السلطة على المشاركة في قمة شرم الشيخ الأمنية “انقلاب على الإرادة الشعبية، وخروج سافر عن القرارات الوطنية ومخرجات الحوار الوطني”.

ونوه في بيان إلى أن الاحتلال يستغل هذه القمم واللقاءات الأمنية لشن المزيد من العدوان والمجازر البشعة التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، إضافةً لمواصلة استهداف المقاومين واغتيالهم.

وحذر من “مخطط خطير للإجهاز على الوحدة الميدانية التي جسدها مقاتلو شعبنا على طول خطوط الاشتباك والمواجهة مع العدو، والعودة لمربعات الصراعات الداخلية والعداوات الوهمية”.

ودعت الجهاد والجبهة قيادة السلطة إلى “التوقف عن نهجها المدمر، ووقف التعلق بأوهام التسوية والمفاوضات والالتزام بالإرادة الشعبية وقرارات الإجماع الوطني، ووقف العبث بالأمن والسلم الوطني الفلسطيني”.

قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، إن الوفد الفلسطيني سيُشارك في اجتماع شرم الشيخ المقرر اليوم الأحد، بهدف الدفاع عن الحقوق الفلسطينية والمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي.

جاء ذلك في تغريدة لـ “الشيخ” السبت، على توتير بشأن الاجتماع المزمع أن تحضره أيضًا “إسرائيل”، الولايات المتحدة الأمريكية، الأردن، ومصر.

وأضاف أن المشاركة تهدف أيضًا إلى المطالبة بوقف “العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ووقف الإجراءات والسياسات كافة التي تستبيح دمه وأرضه وممتلكاته ومقدساته”.