انتفاضة الأسرى معركة عنوانها الحرية

أقلام  – مصدر الإخبارية

انتفاضة الأسرى معركة عنوانها الحرية، بقلم المُدون الفلسطيني عزات جمال، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

يخوض الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال تصعيدًا مستمرًا ومتدحرجًا متوقعًا أن يصل ذروته مع بداية شهر رمضان المبارك من هذا العام، في معركة عنوانها الحرية

وقد أعلن الأسرى عن انطلاق خطواتهم التصعيدية منذ 26 يوم ومازالت مستمرة وفق جدول نضالي متصاعد، يهدف إلى مواجهة قرارات وزير الأمن الداخلي للاحتلال الفاشي “بن غفير” في ظل سعيه للتنكيل بالأسرى الفلسطينيين وفرض المزيد من الإجراءات العقابية بحقهم.

علما بأن الاحتلال وغلاة متطرفيه يسعون لسن مزيد من القوانين الهادفة لكسر إرادة الأسرى في السجون، لعل أبرز هذه القوانين هو إقرار قانون الإعدام بحق الأسرى، إضافة لمجموعة من القرارات الهادفة لقتل عزيمة الأسرى والمس بكرامتهم، وسحب منجزاتهم التي انتزعوها من السجان عبر مسيرة نضالية امتدت لعقود.

لقد بدأ فعليا الاحتلال بإقرار عدة إجراءات عقابية تمثلت بالخطوات التالية..

١_ منع زيارات كثير من العائلات بشكل غير مبرر.
٢_ منع ادخال الملابس للأسرى.
٣_ سعي الاحتلال للالتفاف على ممثلي الأسرى لسحب الاعتراف منهم
٤_ التحكم في كمية المياه التي يستخدمها الأسرى.
٥_ تقليص مدة الاستحمام للأسرى.
٦_ تقديم خبز رديء الجودة للأسرى.
٧_ مضاعفة عمليات الاقتحام والتفتيش.
٨_ العزل والنقل التعسفي.

هذا العدوان بحق الأسرى دفع قيادة الحركة الأسيرة لإعلان التعبئة في جميع قلاع الأسر، وإقرار برنامج نضالي لمواجهة السجان وكسر إرادته، حيث تمثلت الخطوات التصعيدية حتى يومنا هذا بإرجاع وجبات الطعام وارتداء ملابس السجن “الشاباص” وتنفيذ اعتصامات وفعاليات الإرباك الليلي، وكتابة عدد من الأسرى لوصاياهم وغيرها من الخطوات النضالية، وذلك لإيصال رسالة لقيادة المحتل، عنوانها بأن العدوان على الأسرى سيواجه بعزم وإرادة لا تلين أو تنكسر من الأسرى وشعبنا..

يمثل الأسرى وقضيتهم الهم الوطني الأبرز والثابت المهم من ثوابتنا الفلسطينية، التي يلتف حولها كل شعبنا، فإسناد نضالهم واجب على كل شعبنا وأمتنا وأحرار العالم، لأنهم المقاومون الذين يقضون زهرات شبابهم في السجون بفعل اشتراكهم في الجهاد والنضال ضد الاحتلال، وهم يدفعون ثمن هذا الجهاد والانتماء من أعمارهم.

لذلك كانت قضية الأسرى وحريتهم الشغل الشاغل لفصائل المقاومة ولرفاقهم في السلاح، فالمقاومة هي المؤتمن الأول على حريتهم من السجون، وقد نفذ مجاهدوها العديد من العمليات التي كانت تهدف لتحرريهم من السجون الصهيونية

لذا والأسرى يعلنون مطالبهم ويخوضون معركتهم لابد أن رسالتهم قد وصلت شعبهم ومقاومتهم التي أعلنت مرارا بأنها لن تسمح بالاستفراد بهم في السجون، بل إن عدد من قادتها قال بوضوح في أكثر من مناسبة، بأن أي معركة قادمة سيكون عنوانها الأبرز حرية الأسرى.

لقد رفع الأسرى لواء معركة الحرية من قلب قلاعهم، داعيين الجميع للالتفاف حول هذا اللواء المبارك، بكل طرق النصرة والإسناد رافعين شعار هذه المرحلة “الشعب يريد تحرير الأسير” داعين لجعل يوم الثلاثاء من كل أسبوع يوم غضب في كافة المدن، استلهاما لمشهد بطولة من المشاهد المحفورة في وعي شعبنا، فالثلاثاء الحمراء شهدت إعدام عدد من الثوار الأبطال زمن الاحتلال البريطاني..

إن إسناد الأسرى هو أساس صمودهم وعنوان وفاء كبير لهم، وهو واجب ديني ووطني على كل الأحرار، يجب أن يتصاعد ويستمر حتى تحريرهم بعون الله، فالمقاومة جدوى مستمرة لا تترك رجالها فريسة للاحتلال الفاشي في سجون المحتل الفاشي.