ترحيب واسع باتفاق الرياض وطهران.. بقلم سري القدوة

أقلام – مصدر الإخبارية

ترحيب واسع باتفاق الرياض وطهران، بقلم الكاتب الفلسطيني سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية على استئناف العلاقات بين البلدين يصب في اتجاه الاستقرار والتعاون والسلام في المنطقة وسوف يسهم في تخفيف حدة التوتر، ويُعزّز من دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومي العربي، وأن توجه المملكة العربية السعودية كان واضحًا في هذا الصدد من أجل إزالة التوتر في العلاقات على المستوى الإقليمي، وتأكيد ارتكازها على مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، من حيث احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وترسيخ مفاهيم حسن الجوار وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

المفاوضات كانت بين البلدين مُعقدة ولكنها تقوم على تحديد مواقف واضحة والتزامات محددة من إيران في مختلف الملفات المطروحة على مستوى طبيعة العلاقات بين دول المنطقة، وخاصة أن الصين أصبحت بمثابة الضامن والراعي للاتفاق الجديد، وبات من المهم أن تلتزم ايران بمحددات الاتفاق وقد حرصت المملكة العربية السعودية على أهمية التعاون الدولي ورحبت بتقدير بالموقف الصيني بحكم العلاقة المتينة بينهما، وقدرت هذه الضمانة التي أعطت الدفعة بإمكانية التعامل بشكل جدي مع الالتزامات الإيرانية في هذه المسألة.

ومن الواضح أن الملف اليمني سيكون الاختبار الحقيقي الأول لهذه الاتفاقية ففي حال شهد تحسنا ستتوالى خطوات في ملفات إقليمية أخرى أكثر تعقيداً، وأن حالة التوتر والمشكلة في العلاقات السعودية – الإيرانية كانت من خلال التدخلات الإيرانية بالشؤون الداخلية لأغلب دول المنطقة.

يُعدْ الاتفاق فرصة مهمة لمعالجة مختلف الملفات العالقة وخاصة على الصعيد اليمني ونجاح الجهود الدولية في إعادة استقرار الوضع وعودة الهدوء لليمن، فإذا حصل تطور إيجابي على هذا الصعيد فمن المؤكد أن تنتقل العلاقة بين المملكة وطهران لطرح ملفات أخرى اكثر تعقيدًا وضمان تطورها الإيجابي، وخاصة في ظل الرعاية الصينية ولما لهذه الرعاية من تأثيرات عميقة على المستقبل العالمي.

ترحيب واسع باتفاق الرياض وطهران

ومن الممكن أن تشهد المنطقة خطوات إيجابية أخرى على صعيد تطور العلاقات التجارية والاقتصادية على المستوى الدولي حيث ستشهد حلول إيجابية لمختلف الملفات العالقة منذ سنوات، وفي مقدمها عودة سوريا الى مكانتها العربية وإنهاء الازمات في العراق والتوجه للخروج بموقف عربي موحد يضمن حل عادل للقضية الفلسطينية ضمن المعطيات الدولية الجديدة.

وتأتي الاتفاقية التي أُعلنت عنها والمتعلقة بالتدخلات الإيرانية في الشأن السعودي، سواء بشكل مباشر أو عبر الميليشيات ومحور إيران في المنطقة، كون أن أمن المملكة العربية السعودية هو الأمر الأول الذي تم النص عليه وإعلانه، خاصةً أن الأمن الخليجي والعربي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمن المملكة، ولا سيما أمن الممرات البحرية في مضيق هرمز وقناة السويس وباب المندب ومع ذلك كله تبقى الاتفاقيات الجديدة محور مهم ونقطة إيجابية من اجل المستقبل من الممكن البناء عليها.

الأمم المتحدة ودول ومنظمات عربية وإسلامية عبّرت عن ترحيبها بالاتفاق الذي توصلت إليه السعودية وإيران بإعادة العلاقات الدبلوماسية، ويُمهّد الاتفاق لصفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين، وسوف يُسهم الاتفاق وهذه الخطوة في توطيد التعاون الإيجابي البناء وأن يكون لهذا التطور مردود إيجابي إزاء سياسات إيران الإقليمية والدولية، ويُشكّل فرصة سانحة لتأكيد توجهها نحو انتهاج سياسة تراعي الشواغل المشروعة لدول المنطقة بما يُعزّز من فرص التعاون وتوطيد التواصل الإيجابي فيما بينها من أجل رسم مسار للعلاقات يُلبي آمال شعوب المنطقة في الازدهار والتقدم.