نابلس: الأجهزة الأمنية تعتقل الأسير المحرر مجد عازم

الضفة الغربية – مصدر الإخبارية

اعتقلت أجهزة الأمن الفلسطينية، فجر السبت، الأسير المحرر مجد عازم بعد دهم منزله بمدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة.

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر لحظة دهم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية لمنزل الأسير المحرر مجد عازم في نابلس قبل اعتقاله.

وبحسب مصادر محلية، فإن “حملة اعتقال شرسة تُنفذها أجهزة أمن السلطة بحق عدد من المشاركين في جنازة الشهيد عبدالفتاح خروشة”.

وبحسب المصادر ذاتها، فقد طالت حملة الاعتقالات أكثر من 20 مواطنًا حتى اللحظة، حيث يجري اقتيادهم إلى جهة مجهولة للتحقيق معهم.

بدورها قالت مجموعة محامون من أجل العدالة: “بعد يومين من جنازة عبد الفتاح خروشة، تشن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في هذه الأثناء حملة اعتقالات واسعة ومتواصلة بمدينة نابلس”.

وقالت في بيانٍ صحافي لها: “نستنكر الاستدعاءات المتكررة وشبه اليومية التي تنفذها أجهزة السلطة بالضفة الغربية بحق الناشطة النسوية والسياسية الدكتورة زهرة خدرج”.

وكانت أجهزة الأمن الفلسطينية، قمعت الأربعاء الماضي جنازة الشهيد عبد الفتاح خروشة في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.

وبحسب شهود عيان، فقد هاجمت العناصر الأمنية الجنازة واعتدت على عددٍ من المشاركين فيها بالهروات وقنابل الغاز المسيل للدموع.

ونددت فصائل العمل الوطني والإسلامي بالاعتداء على الجنازة واسقاط جثمان الشهيد خروشة، مُطالبين السلطة الفلسطينية بعدم الخروج من العباءة الوطنية.

واعتبرت حركة حماس، قمع أجهزة السلطة لمسيرة تشييع الشهيد خروشة بأنه جريمة وانتهاك صارخ للقيم الوطنية والدينية والأخلاقية كافة، داعيةً إلى محاسبة المتورطين فيها.

ووصف عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران، “قمع جنازة الشهيد خروشة بأنه سقوط أخلاقي جديد يُضاف إلى سجلها الأسود في القمع والتنكيل بشعبنا ورموزه الوطنية، وانتهاك صارخ لقيمنا الوطنية والدينية”.

ولفت خلال بيانٍ صحافي إلى أن “الاعتداء على المشيّعين واعتقال عدد منهم، يُمثّل تجاوزًا لكل الخطوط الحُمر، ووقوفًا ضد إرادة شعبنا وتطلعاته الوطنية، بعد يوم من الاشتباكات البطولية في جنين”.

وأشار إلى أن “أجهزة أمن السلطة لم تراعِ تاريخ الشهيد المقاوم وسجله الحافل من الأسر والاشتباك والمطاردة، ولاسيما تنفيذه عملية حوارة البطولية التي قُتل فيها مستوطنان”.

وأضاف مستذكرًا، أن “مشهد سقوط جثمان الشهيد يُعيد إلى الذاكرة حادثة سقوط جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال خلال تشييعها في القدس”.

وأردف: “ما رأيناه اليوم في نابلس هو اعتداءٌ ومشهدْ لا يخدم إلا أجندة الاحتلال ومستوطنيه الإرهابيين”.

وطالب بمحاسبة المتورطين والمسؤولين عن هذا العمل الجبان والمُدان، بما يضمن وقف سياسة القمع والتنكيل وكفّ يد الأجهزة الأمنية عن شعبنا وشبابنا الثائر.

وختم داعيًا الكل الفلسطيني بقواه وفصائله إلى الوقوف بقوّة مع خيار شعبنا وحقّه في المقاومة الشاملة ضد الاحتلال وجرائمه، حتى تحقيق الحرية والاستقلال.

من جانبها، دانت الجبهة الشعبيّة اعتداء أجهزة أمن السلطة على موكب تشييع الشهيد عبد الفتاح خروشة منفّذ عملية حوارة البطوليّة.

ووصفت “الشعبية” الاعتداء بحق المشاركين في الجنازة بأنه “بلطجة التي لا يمارسها إلّا من يُدير الظهر لمقاومة شعبنا”.

وأكدت “الجبهة” رفضها الكامل لأشكال القمع والترهيب، داعيةً إلى إحترام حقوق أبناء شعبنا العظيم وتضحياتهم.

ودعت لوقف الملاحقات الأمنيّة بحق مناضلي شعبنا، مطالبةً بضرورة رص الصفوف وطنيًا في مواجهة الاحتلال، وتجاوز حسابات أوسلو والتزاماتها الأمنية الكارثية.

وختمت تصريحها مُشيدة بالنموذج الوطني الوحدوي في مقاومة العدو الذي تحتضنه نابلس وجنين وغيرهما من المدن والمخيمات، وامتداده للعديد من مناطق الضفة المحتلة.

واعتبرت النموذج الوحدوي بأنه بات يشكّل عنوانًا بارزًا في مقاومة الاحتلال، والرد على جرائمه المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني.

من ناحيتها، قالت لجان المقاومة الشعبية: إن “الاعتداء على جثمان الشهيد عبد الفتاح خروشة يُعد تجاوزًا لجميع الخطوط الحمراء و انحطاط قِيمي وأخلاقي ووطني”.

وأشارت إلى أن “الاعتداء على جنازة الشهيد عبدالفتاح خروشة وإسقاط جثمانه على الأرض لا يخدم إلا الاحتلال، مطالبةً بمحاسبة عاجلة لمن اقترفوا هذا الجُرم الكبير ومن أعطى القرار بالتنفيذ”.

في سياق متصل، قالت حركة الجهاد الإسلامي: إنها “تابعت باستنكار شديد اعتداء أجهزة أمن السلطة في نابلس على موكب تشييع الشهيد البطل عبد الفتاح خروشة”.

ودانت الجهاد الإسلامي بأشد العبارات هذا السلوك المشين الخارج عن التقاليد الوطنية الأصيلة والذي نعتبره انحطاطاً أخلاقياً.

ورأت في اعتداء أجهزة أمن السلطة سلوكًا يرفضه الشعب الفلسطيني الذي توحدت بنادق أبنائه الأحرار في مخيم جنين وفي نابلس.

وتابعت: “توحد أبناء شعبنا والتقت وتعانقت بنادقهم في مواجهة الاحتلال، واختلطت دماء أبنائه المقاتلين والشهداء الذين يصطفون كالبنيان المرصوص في مقاومة الاحتلال”.

وختمت: “لقد توحدت ساحات الوطن والتفت جماهيرها في كل المدن والقرى والمخيمات حول نهج الجهاد الذي يُمثّل الاجماع الوطني، وأي محاولة للانحراف عن هذا الاجماع هي محاولات مدانة ومرفوضة”.