مسيرة الأعلام - تصعيد غزة -الوسطاء والاحتلال - الفصائل بغزة -التهدئة في غزة -عض الأصابع وفد أمني مصري-تهديدات إسرائيلية على الفصائل - انتصارات المقاومة

هل تقود الأوضاع في الضفة نحو تصعيد كبير مع قطاع غزة؟

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

تواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو رفع وتيرة التصعيد ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة منذ بداية العام 2023 من خلال جملة من الإجراءات القائمة الاعتقالات والقتل وهدم البيوت في خطوات هدفها تسريع حسم الصراع، والتغطية على الأزمة الداخلية من خلال الدخول في تصعيد كبير مع قطاع غزة، وتفتيت مشروع أي دولة فلسطينية مستقبلية.

ويرى خبراء في الشأن الإسرائيلي ومحللون أن التصعيد في الضفة الغربية يهدف إلى تحقيق عدة أهداف إسرائيلية أولها وضع أرضية ملائمة لحسم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دون إيجاد عنصر يشكل عائقاً للأمر، ورغبة حكومة نتنياهو بالهروب إلى الأمام من خلال تصدير الأزمة الداخلية الناشئة عن الإصلاحات القضائية إلى جبهة جديدة، تكون مقدمتها في الضفة وصولاً إلى حرب جديدة مع قطاع غزة.

وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي إن حكومة نتنياهو اتجهت لزيادة وتيرة العمليات ذات الصدى الكبير من أجل تحقيق عدة مكاسب تتمثل بالظهور أمام جمهورها الداخلي بأن أولوياتها تركز على إنهاء كافة أشكال المقاومة في الضفة الغربية، وردع الفصائل المسلحة وكل من يفكر بالالتحاق بها، ومنعها من إمكانية تشكيل خطر عليها حال حدث تصعيد خلال شهر رمضان المبارك.

وأضاف الرفاتي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “حكومة نتنياهو تسابق الزمن للقضاء على كل من يمكن أن يشكل خطراً قادماً خلال أي تصعيد كبير قادم مع الفلسطينيين”.

وأشار الرفاتي إلى أن “نتنياهو يهدف أيضاً إلى استفزاز الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة عبر ساحة الضفة الغربية والذهاب معها نحو تصعيد كبير يخرجه من الأزمة الداخلية”.

ولفت إلى أن “دولة الاحتلال تمر بأعمق أزمة داخلية منذ نشأتها مما يجعل خيار خوض نتنياهو مغامرة جديدة مع قطاع غزة أمر وارداً جداً”.

واعتبر الرفاتي “مسألة الذهاب نحو مغامرة إسرائيلية مع غزة مخاطرها عالية في ظل الإمكانات الكبيرة للفصائل في القطاع، والتي يمكن أن تنقلب على رأس نتنياهو، وتشل إسرائيل لأيام أو أشهر طويلة”.

وأكد الرفاتي على أن “التقديرات تشير إلى أن الاحتلال يريد ردع الفلسطينيين في كافة الجبهات لتسهيل وتسريع حسم الصراع في الضفة الغربية وضمها”.

وشدد الرفاتي على أن “الفصائل في غزة لن تكون بعيدة عن الصراع في الضفة خاصة بعد المعادلة التي رسختها معركة سيف القدس في مايو (أيار) 2021 حول وحدة الساحات”.

بدوره رأى المحلل طلال عوكل أن “حكومة نتنياهو وضعت مجموعة من الأجندة المتعلقة بحسم الصراع في الضفة من خلال المشاريع القائمة على الضم والاستيطان، ومنع استنساخ تجربة غزة القائمة على المقاومة”.

وقال عوكل في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن “نتنياهو يأمل أيضاً بأن تغطي المجازر على الأزمة الداخلية وإشعار الجمهور الداخلي بأنهم يواجهون خطر أمني تستلزم الوحدة الوطنية بدلاً من الانقسام”.

وأضاف عوكل “يبدو أن حكومة نتنياهو اختارت فتح جبهة خارجية للتغطية عما يحدث في الداخل ووضع المعارضة التي تقود الاحتجاجات ضده في وضع محرج”.

وأشار إلى أن “العقيدة الحالية لدى حكومة الاحتلال تحمل رسائل للجميع بأنه ليس لديها رادع وماضية في مخططاتها”.

من جهته، أكد المحلل أحمد عبد الرحمن، على أن “نتنياهو يرى في تنامي المقاومة في شمال الضفة خاصة في جنين ونابلس خطراً إضافياً إلى جانب الأزمة الداخلية يمكن أن ينهي مستقبله السياسي”.

وأوضح عبد الرحمن لشبكة مصدر الإخبارية أن “الاحتلال ينظر إلى ما يحدث من نمو سريع لفصائل المقاومة في الضفة كخطر كونها تشكل عمقاً استراتيجياً للداخل المحتل عام 1948 وليس بعيداً عن المدن الإسرائيلية، وقد يطالها بأي لحظة”.

وتابع أن “تصعيد العمل العسكري الإسرائيلي في جنين ونابلس يهدف لمنع أي عمليات قادمة خاصة خلال شهر رمضان، كون الجزء الأكبر من العمل المقاوم ضد الأهداف الإسرائيلي يخرج من داخلها”.

وشدد عبد الرحمن على أن “خوض نتنياهو مغامرة جديدة مع غزة سيكون بمثابة نهاية مستقبله السياسي، لذلك لن يتحرك سوى بخطوات محسوبة مسبقاً”.
وعبر عن اعتقاده بأن” الأوضاع الميدانية ستذهب في الوقت الحالي نحو فعل ورد مقابل سواء كان من الاحتلال أو المقاومة في الضفة”.

ونوه عبد الرحمن إلى أن “الفصائل في غزة تعي أن الأولوية حالياً نحو فتح المجال لتصاعد العمل المقاوم في الضفة والقدس المحتلتين”.

وأكد على أن “رد المقاومة في غزة سيكون مرتبطاً بخطوة تتخطى الخطوط الحمراء تتعلق بالأوضاع في المسجد الأقصى أو اغتيال شخصية بارزة أو الرد على عدوان إسرائيلي مفاجئ ضدها”.

يذكر أن عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين منذ بداية العام 2023 بلغ حتى الآن 78 شهيداً بينهم 14 طفلاً.

Exit mobile version