اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان.. أزمات متفاقمة وأونروا تزيد الطين بلة

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

تضاعفت أعدادهم، إلا منازلهم بقيت على حالها، جدرانها متهالكة وتخلو من أدنى مقومات الحياة، حلقة طويلة من المعاناة يعيشونها اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان، بدءًا من حرمانهم من حقوقهم التعليمية والاقتصادية والصحية والبيئية، بالإضافة إلى تقليص وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” خدماتها.

مخاطر تواجه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

مسؤول اللجان الأهلية في مخيمات لبنان محمد الشولي أوضح أنّ المخاطر التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات اللبنانية هي الأزمة الاقتصادية والمالية اللبنانية وانعكاسها على واقع اللاجئين وعدم قدرة الأهالي على تلبية احتياجاتهم اليومية.

وأشار الشولي في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية“، إلى أنه “وصلت نسبة الفقر والبطالة إلى 93 بالمئة ولم يسبق أن بلغت هذه النسبة إلى هذا الحد في ظل انخفاض خدمات أونروا.

وبيّن أن العلاج أصبح بالدولار واللاجئين ليس لديهم فرص عمل لتسديد التغطية المالية، يتزامن ذلك مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل كبير جدًا حيث وصل كيلو البصل إلى 70 دولارًا.

وتابع أنه “في ظل تدني فرص العمل والدولة اللبنانية لا تمنح للاجئين الفلسطينيين حقوق مالية واجتماعية”، موضحًا أنه يعتمدون اعتماد كلي على أونروا التي تراجعت خدماتها وعدم إمكان الكثير من العائلات على سد احتياجاتهم.

تخصصات محدودة في الجامعات وارتفاع نسب الفقر

وقال الشولي إن هناك ارتفاع كبير بأقساط الجامعات باعتبارها في لبنان خاصة، مضيفًا أن الجامعات الحكومية تخصصاتها محدودة جدًا لهم فقط يوجد فقط التخصصات الأدبية وليست العلمية يضطر الطالب يلتحق بالجامعة الخاصة رغم عدم قدرته على تكاليفها الباهظة.

وعبر عن خشيته أن يستمر الضغط على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وزيادة نسب الفقر واللجوء إلى الهجرة خاصة عن طريق البحر مما تؤدي إلى وفاتهم بالغرق كما جرى مع غيرهم.

وبشأن الزلزال الأخير الذي ضرب سوريا وتركيا وتأثيره على منازل اللاجئين، ذكر الشولي أن الزلزال الأخير شعرت به لبنان بشكل أساسي كانت قوته 4 درجات بمقياس ريختر، أدى لبعض التشققات في بعض المنازل التي تحتاج إلى ترميم.

ولفت الشولي إلى أن 5500 وحدة سكنية تحتاج إلى إعادة تأهيل بعد أن باتت مهددة بالانهيار، وأونروا لم توفر أي دفعات مالية حتى اللحظة لترميمها.

وبيّن أن هناك 1200 وحدة سكنية خارج المخيم لم تعمر منازلهم في مخيم نهر البارد وتحتاج إلى 30 مليون دولار إلى إعادة تأهيلها.

خطر الموت يلاحقهم

الصحفية في بوابة اللاجئين الفلسطينيين عتاب الدقة أوضحت في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية”، أنّ مخاطر كثيرة تواجه اللاجئين في لبنان، تتنوع بين المعيشية والاقتصادية والأمنية والسياسية.

ونوهت إلى أنّ وضع اللاجئين في لبنان هشٌّ إلى حد كبير بعد عقود طويلة من الحرمان من الحقوق الاجتماعية كمزاولة نحو 40 مهنة بمعنى المنع من العمل والمنع من تطوير أماكن السكن في المخيم؛ نظراً لعدم سماح السلطات اللبنانية بإدخال مواد البناء إلى المخيمات إلا بإذن رسمي وعبر “أونروا” والعيش في ظروف حياتية قاهرة.

وأردفت أن “هنالك كثير من العوامل الأخرى التي جعلت من الفلسطينيين في لبنان وخاصة من يسكنون المخيمات فئة ضعيفة جدًا، مرتبطة بالقوانين اللبنانية وأخرى بتعاطي المستوى الرسمي والفصائلي الفلسطيني مع اللاجئين وعوامل دولية أبرزها محاولات استهداف وجودهم منذ عقود”.

وأكدت الدقة أن خطر الموت جوعًا في ظل أزمة اقتصادية خانقة تضرب لبنان وأكثر ما تؤثر على اللاجئين الفلسطينيين، كونهم الفئة الأكثر هشاشة، وخطر الفقر وما يورثه من آفات اجتماعية، وخطر تفاقم الوضع الصحي والخدماتي في ظل تقليصات “أونروا” التي طالت حتى القطاع الصحي”.

ونوهت إلى أنّ إقصاء اللاجئين الفلسطينيين عموماً من المشاركة السياسية وصنع القرار في الشأن الفلسطيني، خاصة بعد توقيع اتفاقية أوسلو وما نتج عنها من تهميش للاجئين الفلسطينيين أدى إلى انعزالهم سياسيًا، وتقليص مشاركاتهم النضالية.

وذكرت الصحفية في بوابة اللاجئين أن التخوفات القادمة هو المزيد من الضغط على اللاجئين معيشيًا وسياسيًا وأمنيًا؛ لدفعهم إلى القبول بتسويات بما يخص حق العودة وأن هذا السيناريو غير متوقع في المدى القريب ولكن إرهاصاته واضحة ويبقى الرهان على قدرتهم على التحمل والصمود.

في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) 2022، قالت نائب المفوض العام لـ”أونروا” ليني ستينسيث، إن 93 بالمئة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يقبعون تحت خط الفقر مقارنة مع 70 بالمئة مطلع العام نفسه، مشيرًة إلى أن ثلثي العائلات قلصت من عدد واجباتها اليومية.

ويسكن مخيم نهر البارد نحو 30 ألف لاجئ فلسطيني، وهناك ألف عائلة لم تستطع العودة إلى منازلهم بسبب عدم استكمال الإعمار، وأيضًا هنالك منازل مهددة بالسقوط في أي لحظة.