الموت يغيّب الشاعر موسى أبو كرش.. تعرف على أبرز مؤلفاته

غزة – مصدر الإخبارية

غيّب الموت، صباح الاثنين، الكاتب الصحفي، والشاعر الفلسطيني موسى أبو كرش، عن عُمر يناهز 68 عامًا.

ونعت كلٌ مِن رابطة الأدباء الفلسطينيين ونقابة الصحفيين ووزارة الاعلام، الصحفي الكبير والروائي الفلسطيني موسى أبو كرش.

وأشارت “النقابة” إلى أنه سيتم تشييع جثمان الشاعر موسى أبو كرش من مسجد التقوى إلى مقبرة الفالوجا بمعسكر جباليا شمال مدينة غزة.

وولد الشاعر أبو كرش في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة عام 1955 وهو خريج كلية الآداب عين شمس بجمهورية مصر العربية.

وعمل بعد تخرجه مدرسًا في مدينة عدن لمدة 17 عامًا، كما شغل منصب مدير تحرير لجريدة الحياة الجديدة بغزة.

وحصل الراحل أبو كرش على عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين، ونال عضو اتحاد الصحفيين العرب، وعضو الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين.

وللراحل العديد من المجموعات القصصية والنصوص الأدبية التي أثرت المكتبة الثقافية في قطاع غزة منها مجموعته “هيلا هوب” الشهيرة التي أُشهرت في قاعة الهلال الأحمر الفلسطيني بغزة عام 2016.

وجاءت المجموعة في مئة وسبع وعشرين صفحة من القِطع المتوسط، وضمت اثنتين وأربعين قصة ما بين قصيرة وقصيرة جدا كتبها الكاتب في فترات متفاوتة خلال الأعوام 1998 حتى 2012.

وسلطت المجموعة القصصية الضوء على الواقع الاجتماعي بأسلوبٍ سَلسْ لا يخلو من سخرية، ورسم غلافها الفنان التشكيلي محمد الحواجري.

وللشاعر “أبو كرش” قصائد أدبية شهيرة لاقت استحسان الجمهور حتى يومنا هذا ومنها “معذرتي سيدتي، وثمة ما يعتريك وغيرها”.

وفيما يلي نص قصيدة في الليل التي جاءت في مجموعته القصصية:

(1)

في الليل ..

أُحصي زلّاتي

لا ضلالات لي

ولاذنوب بحجم المجرّة

كالساسةِ الكبار

والتجارِ الجشعين

وسماسرةِ الأوطان

هنّاتي صغيرة

أصغرُ من زهرة الكوفيد

سيغفرُها لي أصدقائي الطيبون

وباعةُ القهوة والشاي

على رصيف الجندي المجهول

الذين لم أدفع لهم حسابهم

حين داهمنا على عجل رجال الدرك

وأمرونا بالإنصراف

( 2 )

صباح الجمعة..

الليل لا يزال في عينيّ

قيدأ وويل

لاشيء في الأفق الوليد

غير حظر ومنع

السوق تعجُّ بالأشباح

والسماء قطر وصقيع

الريح تعوي من بعيد

والبحر يلهج بالدعاء :

هيلا يا واسع

هيلا هيلا هيلا

هيلاليله ليله

( 3 )

أناكف نفسي أحيانا

أضع كمامتي على طرف أنفي

وأهم بالخروج

فأري غباراً يعلو حذائي

أخلع كمامتي وأمسح بها نعلي

وأضرب عن الخروج

(4)
إلى غيلان محمد على حوشي
في حقيبتك المدلاة على كتفك
ملاءنك الوحيدة
ونصف أندرية بريتون
والنصف الآخر في رأسك
ماذا لو صحوت يوما
وحيداً في الميناء
تنبح من حولك السفن
ويرثى لك رجال الأمن
أيها القرمطي المجنون ؟
” السيفيو ”
وثمة ما يعتريك
للرفاق الرذاذ
” وشعوري ناحيتك ”
لاحبل غسيل لك
مقيم في غزة
في القلوعة
وشارع العانة الطويل
وفي “البريقة”
ثمة نغمٌ موجعٌ
يداعب أهداب الروح
هل ألفت الحب يوماً
وأنت تترسم خطى ” رامبو ”
في المرفأ العدني العتيق ؟
مستظلاً
بشوارب “تروتيسكي ”
بين قرية العباس
وظمأ “غايب”
في مقبرة بين الفراتين
كانت “بطاطا جان دمو ”
“فوق النخل فوق ”
للفاشيين منطقهم أبدا
ولنا التبدد والغياب والرحيل
أرخت سدولها “بغداد”
وناخت
فوق صدرك
صغيرة ضؤلت وصارت
ملء كفك
فما بال جلجامش
يبحث عن معطف واق للرصاص.