نابلس

حصار نابلس.. حوارة بالصدارة وانتهاكات إسرائيلية بالجُملة

خاص- مصدر الإخبارية

لليوم الثاني على التوالي يعيش الأهالي في بلدات مدينة نابلس معاناة بالغة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تواصل فرض الحصار المطبق وتمنع الحركة والتنقل.

وبدأت الإجراءات الإسرائيلية التي استهدفت المدينة منذ مساء أمس الأحد والذي شهد تنفيذ فلسطينياً عملية إطلاق نار على حاجز بلدة حوارة الواقعة جنوب نابلس أدت إلى مقتل مستوطنين اثنين داخل سيارتهما.

ومنذ ذلك الحين بدأت سلطات الاحتلال إجراءاتها في حصار نابلس وقراها وشددت القيود على المواطنين ما أدى لإعاقة الحياة وتعطيل المصالح.

وفي ساعات متأخرة من ليلة الأحد هاجم مئات المستوطنين منازل وممتلكات المواطنين في حوارة ونابلس بشكل عام وأشعلوا الحرائق واعتدوا على الناس ما أدى لاستشهاد فلسطيني وإصابة العشرات.

هجمة استيطانية شرسة

يصف الشاب إبراهيم عصيدة الذي يقطن مدينة نابلس خلال حديثه لشبكة مصدر الإخبارية ما حدث بـ “المأساة”، لافتاً إلى أن المستوطنين وقوات الاحتلال استشرسوا بالهجمة على الفلسطينيين.

وقال إنه بمجرد وقوع عملية إطلاق النار بدأت قوات الاحتلال بالانتشار بشكل كثيف داخل المدينة وقراها وقطعت أوصالها.

وبين أن قوات الاحتلال سمحت للمستوطنين بالداخل للبلدات خاصة حوارة وأشعلوا الحرائق ودمروا ممتلكات المواطنين وارتكبوا انتهاكات جسيمة بحق المواطنين الأبرياء.

وأضاف عصيدة إنه شاهد بعينه المستوطنين وهم ينفذون انتهاكاتهم مع كل سبق إصرار وترصد وبحماية من قوات الاحتلال التي التزمت أماكن تواجدها بالحواجز وبالنقاط العسكرية لإفساح المجال للهجوم الاستيطاني.

إعاقة الحركة والتنقل

أما الشاب رامي الزعتري الذي يقطن مدينة الخليل، وكان أمس بزيارة لأحد أصدقائه ببلدة حوارة في مدينة نابلس، قال لشبكة مصدر الإخبارية إنه حاول المغادرة وقت وقوع العملية على حاجز حوارة، لكن كل محاولاته فشلت مع إغلاق قوات الاحتلال لمداخل ومخارج المدينة.

ولفت إلى أنه تحرك من المنزل مرتين لمحاولة المغادرة لكن طابور السيارات الطويل جداً على الحواجز الإسرائيلية وقف عائقاً بوجهه، ودفعه للعودة إلى منزل صديقه وتمديد الزيارة له حتى تهدأ الأوضاع وتفتح الحواجز.

ويروي الشاب في شهادته إلى أن ليلة الأحد كانت عصيبة جداً على الأهالي، وتعرضوا لهجمة استيطانية شرسة، موضحاً أن المستوطنين بثوا الخوف والذعر بكل أنحاء المدينة، سيما ببلدة حوارة.
ولفت إلى أن عدد كبير من المستوطنين كانوا يحملون أسلحة ومعهم أدوات لإشعال الحرائق كما تخفى بعضهم بلباس فلسطيني وارتدي الأزياء المخصصة للقوات الخاصة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الخسائر بصفوف المواطنين.

وتأتي الهجمة الإسرائيلية الشرسة ضد نابلس وقراها بالتزامن مع تصعيد مستمر بالأراضي الفلسطيني التي شهدت منذ بداية العام الجاري ارتفاعا بالانتهاكات بحق المواطنين في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، لاسيما مدينتي نابلس وجنين اللتان تعرضتا لأكثر من حملة عسكرية خلال أيام السنة.

ونفذت نهاية الأسبوع الماضي قوات الاحتلال حملة عسكرية شرسة ضد البلدة القديمة في مدينة نابلس ما أدى لاستشهاد 11 فلسطينياً وإصابة العشرات بحسب إعلان وزارة الصحة الفلسطينية.

وظهر في مدن الضفة الغربية خلال شهور 2022 تشكيلات عسكرية مختلفة تصدرت المواجهة مع قوات الاحتلال، وكان من أبرزها مجموعة عرين الأسود التي اتخذت من البلدة القديمة في نابلس مقراً لها وكتيبة بلاطة ونابلس وجنين وغيرها.

وتعتبر انتهاكات الاحتلال المتصاعدة شكلاً من أشكال التعدي الواضح على القانون الدولي وتعتبر خرقاً لكل الاتفاقات الدولية التي تتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وسبق أن دانت دولاً ومؤسسات دولية متعددة انتهاكات الاحتلال، كما صدرت تقارير متعددة تحذر من استمرارها دون وجود استجابة من قوات الاحتلال التي تواصل التغول على الدم الفلسطيني.

ومراراً وتكراراً طالبت السلطة والفصائل الفلسطينية دول العالم بالتدخل من أجل لجم اعتداءات الاحتلال بحق الفلسطينيين دون تحرك فعلي بهذا الخصوص على الأرض حتى الآن.

Exit mobile version