سيرتد كيدهم إلى نحورهم

أقلام – مصدر الإخبارية

سيرتد كيدهم إلى نحورهم، بقلم الكاتب الفلسطيني مصطفى الصواف، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).
نعم المؤمن الذي يؤمن بأن الله ييسر الأمور كيفما يريد، لا يهتم كثيرًا إذا اجتمع الناس ليضروه؛ لأنه يدرك بأن قدر الله سيكون، والفلسطيني بات اليوم أكثر إيمانا بأن ما يقدره الله سيكون ويعمل كل ما في وسعه لتحقيق مراد الله.

هذا الجمع الذي يعقد اليوم في العقبة بقيادة أمريكا ومصر والأردن والاحتلال والسلطة لن يضر الفلسطيني وقضيته وحقوقه وهو لا يخيفه مثل هذه اللقاءات، فلقاء هذه الثلة التي تعمل على محاربة الفلسطيني وعلى ارهاقه وقتل ثورته، هم ودولهم من يخاف نجاح الثورة الفلسطينية الجارية اليوم في الضفة الغربية، والتي لم تعد مقاومة تنظيم أو حركة بل باتت مقاومة شعب، لا توجد قوة في العالم يمكن أن تهزم شعب أراد الحرية، فكيف لو كان لديه إيمانًا بأن ما يدور في الأفق هي مؤشرات أن هذا الكيان وداعميه إلى زوال.

الإدارة الأمريكية تعمل بكل جهدها من أجل حماية هذا الاحتلال من ثورة شعب، وهي تدرك أن ثورة الشعب لا تهزم، ولذلك تحرض جزءا من أبناء الشعب الفلسطيني من أجل العمل على اجهاض هذه الثورة التي يقودها الشعب وتحريض دول الإقليم مصر والأردن لمساعدتها ومساعدة الكيان للقضاء على ثورة شعب، وهي تدرك أن الأمر مستحيل بعد أن عمت الثورة كل الضفة الغربية والتي تتجهز لانتفاضة ضد المحتل، وأن أهل الضفة الذين استجابوا أول أمس لنداء عرين الأسود وخرجوا للشوارع في منتصف الليل ليرددوا الله أكبر، هم الذين يقودون الثورة وليس فصيل كما حدث وان دعت أمريكا للقاء في شرم الشيخ للعمل على الحد من عمليات المقاومة والتفجيرات التي آلمت الاحتلال.

سيرتد كيدهم إلى نحورهم

نعم قد يكون ما حدث في شرم الشيخ وما اتخذ من قرارات حد من المقاومة في الضفة بمساعدة السلطة، ولكنها لم تقض عليها، وها نحن اليوم نرى المقاومة باتت تنتشر في كل مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية.
لقاء العقبة لقاء تأمري على مقاومة الشعب الفلسطيني؛ تشارك فيه سلطة أوسلو ومع الأسف مصر والأردن، ولكن مشاركة هذه الأطراف ناتج عن خوفها من نجاح المقاومة الفلسطينية التي تسعى إلى التحرير وكنس الاحتلال ولديها إيمانا كاملا بذلك، ولكن خوف هذه الأنظمة من نجاح المقاومة من كنس الاحتلال في نهايته ثورة على هذه الأنظمة ونهايتها التي ستكون كنهاية من سبقهم من نظم فاسدة.

لقاء العقبة هذا كان سبقه لقاء بعد فوز حركة حماس في انتخابات ٢٠٠٦، وكان هدف اللقاء افشال حركة حماس بعد فوزها، وفرضوا الحصار على غزة والمقاطعة على حركة حماس وسمحوا بالعدوان على غزة ولكن أمر الله نافذ ولم يتمكنوا من كسر حماس، التي كانت مع قطاع غزة ومقاومته أيقونة هزمت هذا التحالف.
لقاء العقبة الجاري اليوم لن يكون أفضل ممن سبقة، بل سيرى فشلا كبيرا ولن يحقق ما يريد المجتمعون فيه بل سينتصر الفلسطينيون على كيدهم وجمعهم.

المقاومة اليوم ليست مقاومة فصيل بل هي مقاومة شعب، ولذلك لن تتمكن هذه المؤامرات القضاء عليها وستحقق ما تسعى إليه مقاومة الشعب بكنس الاحتلال وتحرير الأرض وإقامة الدولة وكل ذلك سيكون برعاية الله وقدرة وهو نافد، ولكن لا يمنع ذلك من أخذ الحيطة والحذر وأن نكون على يقظة تامة مما يجري ونعمل على دعم المقاومة والمقاومين حتى تنتشر المقاومة في كل الضفة الغربية وفلسطين المحتلة عام ثمانية وأربعين.

هذا الفريق المجرم والذي يلتقي في العقبة هدفه القضاء على المقاومة والحقوق الفلسطينية وإنقاذ السلطة والكيان من النهاية التي تقترب، ونسأل الله أن يكون ذلك قريبًا.

أقرأ أيضًا: قل عسى أن يكون قريبًا.. بقلم الكاتب مصطفى الصواف