عملية حوارة - مستوطن عملية إطلاق نار

محللون: عملية حوارة مثّلت صفعة على وجه المشاركين باجتماع العقبة

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

يُجمع محللون فلسطينيون على أن عملية حوارة جنوب مدينة نابلس مثّلت صفعة مدوية على وجه المشاركين في اجتماع العقبة بالمملكة الأردنية الهاشمية.

واعتبر المحللون خلال تصريحاتٍ منفصلة لشبكة مصدر الإخبارية، أن “عملية حوارة جاءت ردًا طبيعيًا على تغول الاحتلال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في تنكرٍ واضح لجميع المواثيق والمعاهدات الدولية.

ويرى المختصون أن مخرجات اجتماع العقبة ما هي إلا تأكيد على مشاركة السلطة بالحفاظ على أمن دولة الاحتلال عبر تجديد الالتزام بالاتفاقات المُوقعة والتي لم تحترمها “أصلاً” دولة الاحتلال.

وبموجب اجتماع العقبة تلتزم السلطة الفلسطينية باستئناف التنسيق الأمني مع الاحتلال بعد تجميده لعدة أسابيع، إلى جانب تشكيل لجان أمنية واقتصادية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

ويُشير المحللون إلى أن السلطة وقعت في فخ الإدارة الأمريكية بمشاركتها في اجتماع العقبة سيما بحضور مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.

يقول الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون: إن “اختيار وقت عملية حوارة له بعد سياسي رداً على اجتماع العقبة، ورداً على الخطة الأمنية الأمريكية”.

بُعد ميداني ثأري

وأضاف خلال تصريحاتٍ لمصدر الإخبارية، أن “اختيار مكان العملية قرب نابلس له بُـعد ميداني ثأري، يُؤكد أن الدم بالدم، والنار بالنار والجريمة والمذبحة، بالعملية البطولية”.

وأكمل: “ليجتمع في العقبة من يجتمع، فلا يعني لشعبنا شيئا، فمن يُـمثّـل شعبنا بندقيته ومن يحملها ويقاوم بها، وهي رسالة للمُجتمعين بأن اجتماعكم في تضليل”.

وأشار إلى أن عملية حوارة أكدت استمرار المقاومة واتساع رُقعة الاشتباك مع الاحتلال، وأنه لا مستقبل للاحتلال تحت شمس الضفة.

حفظ وصية شهداء عرين الأسود

وأكد على أن كل المحاولات الأمريكية الرامية إلى انقاذ الاحتلال من مآزقه الداخلية لن يُكتب لها النجاح في ظل تعاظم قوة المقاومة وتمددها في مُدن الضفة والقدس المحتلتين.

وأخيرًا.. لفت المدهون إلى أن “عملية حوارة جاءت للتأكيد على حفظ وصية شهداء عرين الأسود الذين أوصوا بعدم ترك السلاح، سيما وأن رهان الاحتلال على ارهاب شعبنا سيفشل ولن يُكتب له النجاح”.

من جانبه يقول الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم ابراش: إن “قمة العقبة انتهت ولحقت بسابقاتها من القمم العربية والدولية والاتفاقات والصفقات ومشاريع التسوية والقرارات الدولية حول الصراع على أرض فلسطين”.

صراعٌ مستمر

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “سيستمر الاحتلال والصراع ما دام الشعب الفلسطيني متمسك بحقه وأرضه”.

وزاد: “إن استمر الانقسام والنظام السياسي على حاله وتواصلت الاتهامات المتبادلة بالخيانة والتفريط والتكفير وزعم كل طرف بأنه على صواب ستكون معاناة الشعب أكبر وقد يخسر مزيدًا من حقوقه وأرضه”.

وتساءل: “من يكسر هذه المعادلة العقيمة والعبثية المتلفعة بالطهرية الهروبية أو بالواقعية الزائفة؟”.

انتفاضة بين قوسين أو أدنى

من جانبها قالت الباحثة السياسية تمارا حداد: إن “الظروف تتشابه في انعقاد القمم من أجل إيجاد حل جذري لفك الانتفاضة الشعبية”.

وأضافت خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “المختلف في القمة الحالية اجتماعها قبل حدوث الانتفاضة الشعبية التي باتت بين قوسين أو أدنى”.

وأرجعت السبب في ذلك إلى تبلور الحالة الشعبية الميدانية بعد تراكم عناصر الانفجار والتسارع في حلبة الاشتباك في الضفة الغربية والقدس وبدء تحولها نحو الانتفاضة الثالثة”.

وتابعت: “كما أن وجود حالة شبابية ثائرة خرجت من عباءة التنظيمات والأحزاب السياسية أسهم في رسم ملامح انتفاضة فلسطينية جديدة”.

وأشارت إلى أن “القمة جاءت لإيجاد حلول أمنية قبل نشوب الانتفاضة، وقلب الحال على الأمن القومي للاحتلال وبلورة معادلة تحسين الوضع الاقتصادي مقابل الأمن”.

قيادة فاقدة للشرعية القانونية والسياسية

وحول مدى نجاح قمة العقبة، لفتت إلى أن “اجتماع العقبة جاء في وقت فقد الشعب ثقته بقيادته الحالية لفقدان شرعيتها قانونيًا وسياسيًا وإداريًا فلن يلتزم بأي من توصيات القمة”.

وأكدت على أن “الاحتلال لن يلتزم بأي من توصيات القمة نظرًا لوجود مشروع استيطاني تُواصل (إسرائيل) تنفيذه مما كلّف الثمن، خاصةً في ظل الحكومة المتطرفة التي لا تُؤمن بأي سلام مع الفلسطينيين”.

ولفتت إلى أن “الاحتلال معني تمامًا بإبقاء الواقع الاقتصادي مرهونًا بمراقبة وحصار الاحتلال وتحت تصرفه ضمن سيادته الشاملة على الحدود الجغرافية للضفة وقطاع غزة”.

وأضافت: “من المستهجن استمرار الاحتلال بالتعامل مع القضية الفلسطينية كملفٍ أمني لا علاقة له بالواقع السياسي”.

ونوهت إلى أن “الاجتماع سيُؤكد على ضرورة منع أي حالة نضالية تتبلور نحو الانتفاضة في ظل تصاعد انتهاكات الاحتلال في مدن الضفة والقدس المحتلتين”.

مقاومةٌ حتى نيل الحقوق كاملةً

وقال المحلل السياسي عاهد فروانة: إن “المقاومة هي فعلٌ مستمر تأتي دفاعًا عن أبناء شعبنا في ظل مجازر الاحتلال والتي كان آخرها مجزرة نابلس”.

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “عملية حوارة ترسل رسالةً للاحتلال بأن كل ما يقوم به من عدوانٍ على أبناء شعبنا لن يفت من عضده وصمود وإرادته”.

وأكد أن “الشعب الفلسطيني سيظل يُقاوم حتى نيل حقوقه كاملة، ولن تردعه أي اجتماعات جاءت بضغط أمريكي لإطفاء جدوى المقاومة في مُدن الضفة المحتلة”.

ولفت إلى أن “تزامن العملية مع انعقاد اجتماع العقبة جاءت لتُدلل على أن الاجتماعات لن تمنح الاحتلال فرصة الخروج من مآزقه الأمنية والسياسية”.

وبيّن أن “العلميات الفدائية جعلت الاحتلال يعيش في دوامةٍ كبيرة بعدما أخفق في وقف سيل العمليات الجارف، خاصة وأنها عمليات فردية مُنظمة تستهدف أمن الاحتلال وقُطعان مستوطنيه”.

اجتماعات لن تمنح الأمن للاحتلال

وأوضح أن تزامن عملية حوارة مع اجتماع العقبة، جاء لتوصل رسالة للإدارة الأمريكية والاحتلال مفادها بأن اجتماعاتكم لن تمنحكم الأمن على أرض فلسطين قبل أن تُعطوا الفلسطينيين حقوقهم كاملة.

وأردف: “الرسالة يُمكّن أن تُوجه كقوة للسلطة الفلسطينية في مجابهة الضغوطات الأمريكية والإسرائيلية عليها، في ظل مساعي الإدارة الأمريكية لإنقاذ الاحتلال”.

وأخيرًا.. “سيُواصل الفلسطينيون نضالهم المشروع ضد الاحتلال وكل إجراءات الاحتلال والإدارة الأمريكية ستبوء بالفشل وستتحطم على صخرة الصمود الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية”.

Exit mobile version