قمة العقبة

هل ستنجح قمة العقبة في مساعدة إسرائيل لكبح المقاومة الفلسطينية؟

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

من المقرر أن تعقد غداً الأحد قمة خماسية في العقبة تجمع إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر والأردن والولايات المتحدة “لضبط التهدئة في الأراضي الفلسطينية وفق المخطط الأمريكي”.

وتأتي القمة الخماسية في وقت تُثار فيه كثير من التساؤلات عن مدى إمكانات نجاحها مع أخذ المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلتين منعطفاً تصاعدياً في ظل وجود حكومة إسرائيلية متطرفة اتخذت سلسلة من الإجراءات والقرارات العنصرية ضد الفلسطينيين.

ووفق تسريبات إعلامية، فإن القمة ستركز على الجانبين الأمني والسياسي ونتائج اللقاءات والتفاهمات بين أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، لتنفيذ خطة المنسق الأمني الأميركي مايكل فنزل الأمنية، التي تهدف إلى إعادة سيطرة السلطة على مدينتي جنين ونابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

أمن إسرائيل

ورأى محللان فلسطينيان أن الولايات المتحدة تعقد قمة العقبة لتحقيق عدة أهداف محورية، أبرزها تحقيق الأمن لإسرائيل في ظل تصاعد العمل النضالي المسلح في الضفة.

وقال المحلل السياسي طلال عوكل لشبكة مصدر الإخبارية، إن “الهدف الأمريكي الأساس من قمة العقبة تهدئة الأوضاع في الضفة، من دون الاعتراف بأن إسرائيل السبب الرئيس في التوتر المتصاعد، وتتجنب متابعات فلسطينية وعربية في الأمم المتحدة قد تحرجها”.

وأضاف عوكل أن “الولايات المتحدة تحرص أيضاً للحيلولة دون انفجار الأوضاع في المنطقة في ظل تركيزها على الصراع مع روسيا والصين وإيران”.

وأشار إلى أن” واشنطن جمعت طرفي الصراع إسرائيل والسلطة والوسطاء المؤثرين الأردن ومصر لكي تضبط تل أبيب سلوكها الاستفزازي ومساعدة السلطة على احتواء الأوضاع في نابلس وجنين وإعادة سيطرتها على المدن”.

التنسيق الأمني

وتابع عوكل أن “إعادة تنشيط التنسيق الأمني المجمد بين السلطة وإسرائيل مجدداً لضمان هدوء أكبر”.

وأردف “واشنطن تريد التأكيد كذلك على أن مصر والأردن تحظى بدعم أمريكي لمواصلة دور الوساطة الفاعلة للتهدئة في الأراضي الفلسطينية”.

مصير الخطة الأمريكية

واستطرد أن” الحديث يدور أيضاً عن تدريب 5 آلاف من قوات الأمن لاحتواء الأوضاع بالضفة والقدس، لكن بالمجمل مهما كانت نتائج ومخرجات قمة العقبة فمن الصعب تحقيق الهدوء حالياً في ظل وجود حكومة إسرائيلية غير منضبطة أو مسيطر عليها ولا على وزراءها، ولديها سقف عالي من الأهداف ضد الفلسطينيين”.

وأكد على أن” ما يزيد من فرص فشل قيمة العقبة للتهدئة أن الموضوع لم يعد مدينتي نابلس وجنين بل تجاوز الأمر مع انتشار السلاح في كامل مدن الضفة وصولاً إلى القدس المحتلة، والاشتباكات المسلحة تشمل كل المناطق”. مشدداً على أنه “بدون أفق سياسي فلا مجال للتهدئة وإن حصلت تكون مضللة ومؤقتة وكاذبة”.

وقف الحالة النضالية مقابل لا شيء

من جهته، قال المحلل في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات إن” قمة العقبة ليس هدفها الرئيس التهدئة بل القضاء على كافة أشكال المقاومة وتوسعها في الضفة والقدس تماماً كما حدث في عامي 2022 و2003 عندما عملت السلطة (محلل) للاحتلال وقضي على المقاومة في ذلك الوقت”.

وأضاف بشارات في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن” الهدف من القمة أيضاً فرض حالة على الفلسطينيين هدفها وقف الحالة النضالية المسلحة ضد إسرائيل مقابل لا شيء”.

وأشار بشارات إلى أن” الولايات المتحدة أيقنت بأن القضاء حالياً على المقاومة في الضفة والقدس بشكل منفرد من قبل السلطة والاحتلال الإسرائيلي أو احتوائها في ظل انتشارها السريع، وربط التهدئة في قطاع غزة في تطورات أحداثها”.

عوامل الفشل

وأكدت أن “سبب عدم استطاعة السلطة ولا إسرائيل القضاء على فصائل المقاومة في الضفة حالياً أنها ناتجة وتستند إلى القاعدة الشعبية وليس الفصائل مما يعتبر مكلفاً جداً للاحتلال”.

وحول فرص نجاح أي خطة للقضاء على المقاومة في الضفة شدد بشارات على أنه “إذا ما جرى مقارنة ما طبق في عامي 2002و2003 وفق نفس الظروف والمعطيات على الأرض تكون ناجحة، لكن يبقى السؤال الأبرز هل الظروف الميدانية تسمح بذلك؟ أعتقد لا لأن الحالة النضالية حالياً تختلف كونها تستند للقاعدة الشعبية التي تلتزم بتعليمات فصائل المقاومة بالخروج إلى الشوارع وإعلان العصيان والاشتباك الميداني مع قوات الاحتلال”.

Exit mobile version