تصعيد إسرائيلي محتمل على غزة.. هل تتدخل الوساطة المصرية لتهدئة الأوضاع؟

كاتب مصري لمصدر: التصعيد يعيق الجهود المصرية للسلام

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

بعد أن ارتكب مجزرة في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة التي استشهد فيها 10 فلسطينيين، قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي رفع حالة التأهب في غلاف مستوطنات قطاع غزة تحسبًا لأي رد محتمل من المقاومة، واستعدادًا للعمليات والتصعيد خاصة مع اقتراب شهر رمضان.

الكاتب المصري والمختص في الشأن العربي عبد الرحيم الليثي أكد، أن ما يحدث من تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية له مساران متوازيان، الأول أنه محاولة لإسكات حركات الاحتجاج الداخلية والتي أدت لخلق مخاوف حقيقية في الداخل الإسرائيلي من اندلاع حرب أهلية، ولاسيما بعد عودة بنيامين نتنياهو، برفقة وزراء من اليمين المتطرف.

أما المسار الثاني فهو محاولة لتهدئة الداخل الإسرائيلي بعد العملية الأخيرة للمقاومة الفلسطينية والتي أوقعت عددًا من القتلى وفجرت حالة من الغضب العارم بينهم وحركت المجتمع الدولي ليطالب الجميع بالتهدئة وعدم التصعيد.

إعاقة الجهود المصرية

قال الليثي في حوار خاص مع “ِشبكة مصدر الإخبارية“، إن إسرائيل لن تستطيع تحمل تكلفة الدخول في حرب موسعة مع الفصائل الفلسطينية في المستقبل القريب، وحكومة نتنياهو في الوقت عينه لن تغامر بالدخول في حرب موسعة، لكنها قد تلجأ للتهديد أو تنفيذ عمليات مصغرة بهدف التخويف.

وأشار إلى أن مصر لا تمارس ضغوطاً على الفصائل وإنما تنسق معها من أجل إحلال السلام وتدفع للسير في هذا الاتجاه.

وتابع أن “التصعيد الذي يحدث بين الحين والآخر سواء من الجانب الفلسطيني أو الجانب الإسرائيلي يعيق تلك الجهود المصرية الرامية إلى الشروع في عملية سلام موسعة يجلس فيها الجميع إلى طاولة المفاوضات من أجل الوصول إلى سلام شامل وعادل للشعب الفلسطيني الذي عانى كثيرًا جراء الاحتلال”.

وأوضح أن المطلوب أولًا هو إنهاء الانقسام الفلسطيني، وهو ما سعت مصر وعدد من الدول الشقيقة مثل الجزائر للوصول إليه على مدى سنوات طويلة.

ولفت إلى أنه في حال تحقيق المصالحة الفلسطينية الشاملة ستكون هناك جهة قوية يمكنها التفاوض مع الجانب الإسرائيلي والوصول إلى صيغة لإقرار السلام الشامل والعادل وإقامة الدولة الفلسطينية على الحدود المتفق عليها مسبقًا.

وبيّن أن الاحتلال يسعى للحفاظ على استقرار الوضع الراهن (لا حرب ولا سلام) فهو المستفيد الأول من هذا الأمر، وتتعاظم استفادته من استمرار الانقسام بين الفلسطينيين، والسلطات الإسرائيلية أكثر اطمئنانًا على الداخل الإسرائيلي في ظل عدم وجود تكتل فلسطيني موحد يتولى شأن القضية الفلسطينية ويتحدث باسم الشعب الفلسطيني.

التصعيد الإسرائيلي على غزة مرتبط بعدة قضايا

المختص في الشأن الإسرائيلي محمد أبو هواش قال لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، إن التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة مرتبط بعدد من المواقف والقضايا المتعلقة بأي ردود فلسطينية قد تعتبرها إسرائيل مبرر لشن عدوان على قطاع غزة.

وأضاف أبو هواش أن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني مستمر بأشكال متفاوتة لا يتوقف، في إطار منظومة الاحتلال الأمنية والاستعمارية في الضفة.

ونوه إلى أن غزة لا زالت حتى الأن تحت سيطرة الاحتلال حتى لو لم يكن متواجد فيها، موضحًا أنه بصورة دائمة لا يتردد بالقيام بقصف القطاع بالطائرات والمدفعية، وهو يريد المبرر أو بدونه.

الجيش الإسرائيلي مستعد للتصعيد

المحلل السياسي سامر عنبتاوي رأى في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية”، بأنه في حال حدوث رد من المقاومة في قطاع غزة ستكون كل الاحتمالات مفتوحة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية.

وأكد عنبتاوي أن الجيش الإسرائيلي مستعد للتصعيد بشكل واضح، مردفًا أنه بالتأكيد سيكون هناك ردة فعل فلسطينية قد تكون من قطاع غزة.

وشدد على أن الجيش الإسرائيلي مستعد لكافة الاحتمالات والتحذيرات من المقاومة سواء في الضفة الغربية والقدس وغزة.

المقاومة بغزة ذاهبة باتجاه الرد

المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور ذكر أن أحد التداعيات والردود على مجزرة نابلس يمكن أن يكون هناك بالفعل تصعيد مع قطاع غزة.

وأوضح منصور لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أنه ليس بالضرورة أن يحدث تصعيد إسرائيلي بشكل فوري على غزة ولكن الضغط على المقاومة يزداد، مشيرًا إلى أن الجرائم تشكل ضغطًا كبيرًا عليها من أجل الرد، وأن البقاء دون رد أصبح صعب عليها.

وأكد أن “إذ لم يتم لجم سلوك الاحتلال فالمقاومة ذاهبة في اتجاه الرد خاصة أن الجرائم أصبحت بشكل يومي ضد الفلسطينيين والأرض والأسرى والمقاومة خاصة مع اقتراب شهر رمضان”